قائد الطوفان قائد الطوفان

بعدما اتحد في قائمة موحدة للمرة الأولى

هل يكون اليسار الفلسطيني "بيضة القبان" بالانتخابات ؟

غزة-شيماء مرزوق

تزداد الانتخابات المحلية في الأراضي الفلسطينية سخونة مع اقتراب فتح باب الترشح للقوائم في السادس عشر من الشهر الجاري، أولى ملامح هذه القوائم بدأت تتشكل مع اعلان فصائل اليسار الفلسطيني الخمسة تجميع صفوفها عبر إعلان اتفاق خمس قوى، لخوض الانتخابات في قائمة موحّدة، ذات بعد مهني.

فقد اتفقت الجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب، وفدا، والمبادرة الوطنية الفلسطينية، على تشكيل القائمة لخوض الانتخابات البلدية، "في محاولة أولى لتجاوز استقطاب الشارع الفلسطيني من التنظيمين الأكبرين، حماس وفتح"، كما أعلنت هذه الفصائل.

ووفق الاتفاق الذي تمّ توقيعه بين القوى الخمس، فإنّ البرنامج الذي سيوحّد القائمة الانتخابية قائم على احتياجات المواطنين، وتخفيف معاناتهم، من خلال قائمة وطنية مكوّنة من كفاءات مهنية، قادرة على الخروج من المأزق الذي تعيشه البلديات والمحليات في كل المناطق الفلسطينية.

كايد الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، إن قوائم اليسار الفلسطيني تسعى بدخول "معركة الانتخابات المحلية" إلى إنهاء حالة الاستقطاب الفلسطينية.

واعتبر الغول في تصريح لـ "الرسالة"، أن فرص نجاح "قوائم اليسار" في الانتخابات متوفرة، مؤكدا أنها ستحقق نتائج إيجابية.

وأضاف: "في حال أعدت فصائل اليسار جيدا للانتخابات، وشاركت ببرنامج وطني واضح يخدم المواطن ويقنعه، ويتضمن شخصيات ذات كفاءة ومهنية ونزاهة ووطنية، فستحقق نتائج إيجابية".

ووفق قوى اليسار فان برنامجها سيعكس حاجات المواطنين، ويطرح حلولا لأزماتهم والتخفيف من معاناتهم، التي تفاقمت بفعل استمرار الانقسام.

وتحاول فصائل اليسار استثمار حالة الغضب الشعبي من الانقسام الفلسطيني، والظهور كطرف ثالث بعيدا عن فتح وحماس، كما تتجنب أن تظهر وكأنها محسوبة او مقربة من احدى الحركتين، وهذا ما يفسر رفضها الدخول في قوائم مشتركة مع أي منهما وتحديدا حركة فتح، رغم انها شريكتها في منظمة التحرير.

وتعتقد فصائل اليسار، التي تتوحد للمرة الأولى في الانتخابات، أن الحالة الفلسطينية الراهنة والإشكاليات لدى الحركات الكبرى قد تساعدها على جذب الناخب الفلسطيني اليها، وتحقيق نتائج إيجابية، رغم انها خلال كل التجارب الانتخابية السابقة التي جرت منذ قدوم السلطة الفلسطينية كانت ضعيفة جدا، والتي نجحت منها تجاوزت نسبة الحسم بصعوبة.

الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة رأى في مقال له أن اليسار الفلسطيني يستثمر الخلاف والانقسام الفتحاوي الحمساوي لطرح نفسه كبديل يرفع من خلاله رصيده في الانتخابات أو على الأقل يمثل بيضة القبان التي سيحرص الخصمان السياسيان على كسبها في تحالفات لاحقا وبثمن مجز من المقاعد والمواقع.

وبيّن أن هذه التوجهات اتضحت بعدما أعلن القطب اليساري المشكّل من خمسة فصائل وأحزاب، تشكيل قائمة موحدة واحدة، منفصلة عن أي قوائم أخرى، فيما يبدو واضحا ان اليسار قرر هذه المرة الخروج من عباءة فتح التي تواجه مشاكل داخلية، الى جانب تحفظات أحزاب اليسار تجاه سلوك الحركة نتيجة تجارب سابقة، حيث اعتادت فتح فرض اختياراتها حتى لو كانت غير مُرضية، انطلاقاً من حسابات داخلية ضيقة.

من ناحيته أكد المحلل السياسي تيسير محيسن أن اليسار قرأ المشهد الفلسطيني بطريقة مختلفة, فهو يرى أن حالة الاستقطاب والتجاذب بين فتح وحماس، للحصول على اعلى أصوات من الناخبين في الظروف التي تعاني منها كلا الحركتين، يمكن ان تكون مدخلا له.

واعتبر ان اليسار يعتقد ان الحركتين لن تتمكنا من تشكيل قيادة مجلس بلدي وحدهما، "لذا فهو يريد ان يكون بيضة القبان في تشكيل أي مجلس بلدي، وهذا ما دفعه إلى تشكيل قائمة موحدة بعيدة عن باقي الفصائل".

وقال محيسن في حديث للرسالة: "وفق التجارب السابقة، لم يكن اليسار موحدا، لذا فهو قد يكون في هذه الحالة الخيار الثالث للناخب الفلسطيني الغاضب من الفصائل الكبرى، وبالتالي سيكون محط أنظار عدد من الناخبين الراغبين بالتغيير".

وأضاف: "القراءة الأولية تقول إن القوائم التي ستطرح ستكون منافسة بين فتح وحماس، لكن بين الحركتين هناك كتلة لا يستهان بها في الشارع الفلسطيني ليست محسوبة على إحدى الحركتين، وهذه مهمة جداً في حسم الأصوات، وهذا ما يعول عليه اليسار".

ورأى محيسن ان اليسار، في سلوكه السياسي، يحاول ان يتمايز عن باقي الفصائل، ويحاول ان تكون له مكانة تؤهله ان يحظى بجذب الأطراف الكبرى، خاصة ان اليسار في كل التجارب الانتخابية السابقة لم يكن موحدا، لذا فهو يعتقد ان القائمة الموحدة قد تمكنه من الحصول على نسبة مقاعد لا تؤهله للقيادة ولكن للحسم.

وأوضح أن اليسار لم يكن له أي احتكاك مباشر بالجمهور الفلسطيني من خلال القرار السياسي او الجانب الخدماتي، رغم انه جزء من منظمة التحرير, لذا تبقى لدى الجمهور مساحة من القبول له اذا قدم شخصيات مقبولة وكفاءات، "وهذا ما يعول عليه".

البث المباشر