قائد الطوفان قائد الطوفان

"عودة باراك" بيضة القبان التي قد تهوي بنتنياهو

ايهود باراك
ايهود باراك

غزة- محمد عطا الله 

على وقع المنافسة الشديدة بين الأحزاب اليمينية، يبرز "الثعلب الماكر" رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود باراك، من جديد ويضرب بعودته للحياة السياسة مجددا، حسابات الساسة على الساحة الإسرائيلية، فيما تُعيد عودته ذاكرة بنيامين نتنياهو عقدين ماضيين من الزمن عندما أطاح فيها باراك بالأخير، وكأن التاريخ يُعيد نفسه!

بصلابة غير متوقعة وقف باراك الذي يبلغ من العمر 78 عاما، ليعلن العودة إلى الساحة السياسية بصفته زعيماً لحزب جديد في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، قائلاً إن الوقت حان لإنهاء حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "الفاسد".

وشغل باراك منصب رئيس الوزراء في (إسرائيل) في الفترة من 1999 إلى عام 2001، كما شغل عدداً من المناصب العليا في حكومة (إسرائيل) من بينها وزير "الدفاع" ووزير الخارجية، فضلاً عن رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي.

وترك السياسة في عام 2013 بعد أن شغل منصب وزير "دفاع" في حكومة نتنياهو.

******إعادة الكرّة

وحلّ الكنيست نفسه الشهر الماضي وحدد موعداً لإجراء انتخابات في سبتمبر المقبل بعد أن فشل نتنياهو، الذي يقود حزب "الليكود" اليميني، في تشكيل ائتلاف حاكم بعد الانتخابات التي أجريت في أبريل والتي لم يفز فيها أي حزب بأغلبية برلمانية.

وقالت القناة 12 العبرية في تقرير لها إن باراك قرر العودة في هذا الوقت الذي تبدو فيه فرص نجاح الليكود في تشكيل ائتلاف يميني يضم 61 عضوًا من أعضاء الكنيست ضئيلة، وأيضاً لن يكون غانتس قادرًا على تشكيل حكومة، وسيعود الوضع إلى ما كان عليه بعد انتخابات أبريل.

وأكدت القناة العبرية أن باراك قفز لوحده عن الحائط وجاء إلى الساحة بلا اسم أو قائمة تحتويه وتحتوي العجائز الذي كانوا يشاطرونه الجلسة في ليلة الإعلان عن إطلاق الحزب الجديد، الذي لا يحمل إى الآن اسما أو شهادة ميلاد.

******فوضى سياسية

ويرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله أن نتنياهو بدأ يترنح وانكشاف سياسته مع غزة كان مدعاة للنيل منه وانكشاف ألاعيبه الصغيرة فقد جر النظام السياسي كله وأحدث كل هذا الاضطراب في المنظومة السياسية رافضاً تشكيل حكومة وحدة من أجل مصلحته في سبيل البقاء في الحكم، فقد غامر بالاستقرار السياسي حتى لا يذهب للسجن.

ويوضح عطا الله في مقال له أنه لا أحد يعرف حتى اللحظة شكل الحكومة الإسرائيلية القادمة ومن المبكر التنبؤ بها بعد مفاجأة الجنرال السابق ولكن الاستطلاعات تحرم نتنياهو والتيار المناهض له من تشكيل الحكومة.

ويشير إلى أن فوضى النظام السياسي في (إسرائيل) أصبحت مرتبطة بوجود نتنياهو ولن تحل إلا بخسارته وغيابه عن المسرح وربما ذلك يمهد لحكومة يكون الليكود جزءا منها مع الآخرين الذين يشترطون ألا يكون نتنياهو على رأس الليكود وهو سيقاتل من أجل ذلك.

ولفت إلى أن نتنياهو بكل الظروف الذي تصرف فيها بدهاء، واضح أنه وقع في شر أعماله فلم يعرض شراكة حسب رؤية الرئيس الإسرائيلي على حزب أبيض أزرق ولم يقدم تنازلات طلبها شريكه السابق ليبرمان واستجاب للأحزاب الدينية وهو وحزبه من تقدم بطلب حل الكنيست في سبيل ضرب خصومه وسارت الأمور كما يريد لولا أن ظهر باراك من جديد وتلك لم يكن يتوقعها ليطيح به مرة أخرى.

البث المباشر