قائمة الموقع

الإعلام العربي يفشل (إسرائيل)

2010-06-04T06:50:00+03:00

الجزيرة: قدمنا تغطية متوازنة لتعويض نقص المعلومات

المنار: إعلامنا يخوض معركة ضد الرواية الإسرائيلية

خبير إعلامي: الإعلام العربي أبدع وارتقى لمستوى كبير

الرسالة نت- شيماء مرزوق

استنفرت الشاشات المحلية والعربية والعالمية لنقل أخبار وصور وتداعيات الهجوم الإسرائيلي الذي شنته على أسطول الحرية ليلاً وفي عمق المياه الدولية, الأمر الذي اعتبر خرقاً سافراً وجريمة بحق المجتمع الدولي, ويبدو أن الإعلام الصهيوني بقوته وهيمنته لم يستطع أن يقلل من حجم الجريمة ويفرض روايته الكاذبة على العالم طويلاً, فقد انهارت رواية الاحتلال الهشة دفعة واحدة أمام قوة الحدث وردود الأفعال عليه.

***تصدرت المحطات

وفي هذا الصدد رأي بعض الخبراء الإعلاميين أن قناة "الجزيرة" تصدرت القنوات العربية وتميزت بتغطية حصرية قام بها مراسلاها عثمان البتيري وعباس ناصر الذي أعطى رسالته الأخيرة حوالي الساعة السادسة صباحا، أكد خلالها "أنّه يتصل خلسة مخافة كشفه من البحرية الإسرائيلية التي قطعت الاتصالات", وفي هذا السياق أكد وائل الدحدوح مراسل الجزيرة في غزة أن القناة كانت تولي اهتماما كبيرا جدا لأسطول الحرية منذ البداية من الدول التي انطلق منها في اليونان وتركيا وقبرص الأمر الذي انعكس علي التغطية, بالإضافة إلي ايفادها ثلاثة من طواقمها لمرافقة الأسطول, منهم طاقمان للقناة العربية وطاقم للناطقة بالانجليزية, وعدد من الفنيين.

وأوضح الدحدوح أن اهتمام القناة انعكس على التغطية ومواكبة الحدث منذ انطلاق السفن وصولا للحدث الرئيسي وهو عملية الاقتحام, وثم تغطية سحب الأسطول إلى ميناء أسدود , بالإضافة لنقل الفعاليات بغزة والضفة والداخل الفلسطيني,مستدركا: هذا عدا عن التغطية من مختلف العواصم العالمية والعربية والتي تأثرت بالحدث وكان لها ردود فعل رسمية وشعبية.

وأما عن استعدادات القناة لتغطية الهجوم، فقد لفت الدحدوح إلي انه في مثل هذه الحالات لا احد يمكنه توقع سيناريو محدد ولكن يتم وضع عدة سيناريوهات ومنها الأسوأ, وقال" بصراحة لم نكن نتوقع أن تكون النتيجة دامية بهذا الشكل, وإنما توقعنا اقتحام بسيط وإطلاق الغاز ووجود عدد من الجرحى ولم نتوقع هذه القسوة والدموية".

وعن مدي اهتمام الإعلام العربي والفلسطيني بالحدث أشار إلي أن سياسة كل محطة تحدد حجم وطبيعة التغطية ومعالجة الموضوع, إلا انه وبشكل عام كان هناك اهتمام كبير من بعض الوسائل الإعلامية, وهناك وسائل أخري فرض عليها الاهتمام بالحدث فرضاً.

واعتبر الدحدوح بأن معظم وسائل الإعلام العربية اهتمت بالحدث بنسب متفاوتة ولكن بعد وقوع الهجوم أصبح الحدث على سلم أولويات الجميع.

***تغطية متوازنة

وأوضح مراسل الجزيرة، بأن تغطية قناته كانت شاملة ومتوازنة, حيث أنها عوضت نقص المعلومات بالتغطية المتنوعة من أماكن مختلفة, بالإضافة إلي التواصل  مع المسئولين والمحللين وشبكة المراسلين, مؤكداً أن الجزيرة لها 2 من المراسلين في داخل "إسرائيل", ولكنهم لم يتمكنوا من الحصول علي معلومات ، فالمعلومة النهائية كان يتحكم بها الاحتلال.

واعتبر الدحدوح أن "إسرائيل" خسرت معركتين من خلال الهجوم على السفن , المعركة الإعلامية والتي خسرتها بامتياز , والاخري المعركة الدبلوماسية والسياسية والتي خسارتها من خلال ردة الفعل الدولية علي الحدث, وان كانت علي استحياء من بعض الدول, إلا أنها كانت قوية بالمقارنة مع الجرائم السابقة التي ارتكبتها الاحتلال بحق الفلسطينيين, حيث أن الأمم المتحدة وروسيا وتركيا والمجتمع الدولي أدان الجريمة بشدة وطالب بإجراء تحقيق.

وأوضح أن الدعوات المتلاحقة لرفع الحصار عن غزة تؤكد أن أسطول الحرية حقق أكثر مما كان متوقعا, وهو يعتبر خسارة فادحة"لإسرائيل" في هذه الجولة, لافتا إلي أن تداعيات القضية لن تقف عند هذا الحد.

وشدد علي أن الاحتلال أقدم علي ارتكاب جريمته ليلاً وفي المياه الدولية حتى يبتعد بالحدث عن كاميرات الإعلام, لأنها لو وصلت شواطئ غزة لكان هناك إمكانية لنقل الحدث مباشرة ولو عن بعد, معتبراً بان "إسرائيل" تعلمت درسا من القوافل السابقة لذلك أرادات الدخول للمياه الإقليمية وفي عتمة الليل.

وبشان طواقم الجزيرة التي علي متن السفن أشار إلي أن إدارة القناة تتواصل مع كل الجهات المعنية لتأمينهم ومحاولة إطلاق سراحهم.

***موجات مفتوحة

قناة «المنار» اللبنانية غطت الحدث منذ ساعات الفجر الأولى وتزامنا مع عملية الهجوم على الأسطول، في عملية البث المباشر, ومن جانبه أكد عماد عيد مراسل قناة المنار الفضائية بغزة أن القناة تولي اهتماما كبيرا للشأن الفلسطيني, وبالرغم من وجود انتخابات محلية في لبنان إلا أنها أوقفت تغطية الانتخابات وفتحت موجة مفتوحة للتعامل مع أزمة الأسطول, حيث بدأت التغطية منذ ساعات الصباح الأولي واستمرت حتى فجر اليوم التالي, و استضافت المحللين والمسئولين للحديث عن تداعيات الأزمة, ونقل الفعاليات المباشرة من ميناء غزة ونقلت ردة فعل المجلس التشريعي وخطاب رئيس الوزراء إسماعيل هنية, كما استضافت شخصيات وطنية من الميناء مباشرة.

ولفت عيد، إلي أن "المنار" حرصت علي نقل ردود الفعل من مختلف العواصم العربية والعالمية من خلال شبكة مراسليها, بالإضافة لنقل الرواية والتغطية الإسرائيلية للحدث والتي حاولت ممارسة التعتيم الإعلامي.

وأوضح عيد أن الجميع كان يتوقع أن تمنع "إسرائيل" الأسطول من الوصول لغزة ولكن الطريقة التي تم بها المنع لم تكن متوقعة مطلقاً, فمن الصعب علي احد أن يتكهن بأن يقدم الاحتلال على إطلاق النار على المشاركين وتقتلهم,  بسبب وجود علاقات مميزة التي تربطه بتركيا, بالإضافة إلي وجود نشطاء سلام من جميع أنحاء العالم, مؤكداً بأن "إسرائيل" أطلقت النار علي المجتمع الدولي ككل.

وأشار إلي أن "إسرائيل" كانت حريصة علي أن تكون الرواية الوحيدة هي روايتها, إلا أنها لم تستطع الاستمرار طويلاً, فاضطرت إلي نقل معلومات كانت في كثير من الأحيان متضاربة حول أعداد الضحايا والجرحى بسبب التخبط الذي ساد في أروقتها السياسية والإعلامية.

وشدد عيد علي أنها تواجه الآن مشكلة حقيقة سبب جريمتها، وتحاول إصلاحها بالإفراج عن المتضامنين, معتبراً بأن الإعلام المؤيد والداعم لفلسطين يخوض معركة حقيقية مع الإعلام الصهيوني, علي غرار المعركة الإعلامية التي حدثت أثناء حرب غزة, حيث حاولت "إسرائيل" التغطية علي جريمتها إلا أن الإعلام فضحها وهو ما اثر علي صورتها في العالم.

***إجماع الإعلام

وبدوره أكد د.نشأت الأقطش الأكاديمي والخبير الإعلامي أن أداء الإعلام العربي والفلسطيني ارتقي لمستوي لم يصله من قبل فحتى أثناء الحرب علي غزة لم تكن وسائل الإعلام العالمية مجمعة علي إدانة الكيان الصهيوني بهذا الشكل.

وأشاد الأقطش بتغطية قناتي الجزيرة والعربية التي أبدعتا في التغطية كما أبدع الإعلام العربي في التعامل مع القضية, موضحاً بأن الإعلام الدولي أصبح لديه نبرة جديدة للحديث عن إسرائيل.

وقال الأقطش:"إسرائيل" حفرت قبرها هذه المرة بيدها لأنها في حرب غزة ارتكبت جرائم بحق المدنيين ولكنها قالت للعالم بأن حماس حركة إرهابية وتستحق الموت, وكانت روايتها مصدقة إلي حد كبير أمام المجتمع الدولي, ولكن هذه المرة الجريمة لم يكن لها مبرر فالرواية الإسرائيلية فشلت فشلاً ذريعاً أمام العالم لأن المشاركين هم نشطاء سلام عزل".

ولفت إلي أن القضية سيكون لها تداعيات خطيرة بدأت بالفعل مثل استدعاء سفراء وقطع علاقات وطرد بعض سفراء الكيان.

وفيما يخص الإعلام الصهيوني، أكد انه لم يكن فاشلاً واستعد للأزمة جيداً قبل وقوعها, حيث جهز صور الجنود المرتبكين والذين يبدوا عليهم التعب والإرهاق من شدة الاعتداء عليهم من قبل المتضامنين, موضحاً بأن الرواية الصهيونية هيمنت علي الإعلام الدولي في الست ساعات الأولي وكانت الرواية الرسمية التي تتناقل في الإعلام, لكن حجم ردود الأفعال غطت على تلك الرواية.

واستدرك بالقول:" الإعلام الإسرائيلي تمكن سابقاً من تزييف الحقائق دائماً, وتجهيز الرواية قبل وقوع الحدث, إلا أنها تداعت ثلاث مرات, الأولي كانت في حرب لبنان والثانية في حرب غزة والثالثة في مجزرة الحرية, فلم يستطع الإعلام "الإسرائيلي" بكل قوته وهيمنته من تضليل الحقيقة. , فالإعلام العربي كشف زيف روايته.

وشدد علي أن الموضوع الرئيسي عند كل وسائل الإعلام العالمية الآن هو القرصنة الصهيونية, معتبراً بان حماس والحكومة الفلسطينية وهبها الله هدية جديدة بهذا الحدث.

اخبار ذات صلة