قائمة الموقع

مقال: ملاحظات أولية حول الدعاية الانتخابية

2016-08-18T05:36:44+03:00
إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

 في العادة تعتمد حماس على تنظيم قوي محكم موجه ذكي، وتعتمد فتح على فوضى وجماهيرية مشتتة، لعبة الانتخابات يفوز فيها المنظم على الفوضوي، لهذا أجد حماس تهتم بدعايتها الخاصة، وترتيب صفوفها واستنفار وتحشيد وتجهيز عناصرها وأنصارها، وفتح تهتم بمهاجمة كل ذلك من غير أن تقدم ما عندها.

 حركة حماس تحركت بسرعة وتركيز ونشاط، وأطلقت مجموعة حملات في مناطق مركزية في قطاع غزة، وكان لها هشتاقات وأوسمة اتخذتها عبر الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي وأنزلتها أيضا عبر الواقع، كهشتاق جاهزين وغزة أجمل وكيف صارت، وهناك من بادر بـ "شكرا حماس"، مما دلل أننا امام إرادة جمعية تلعب انتخابات بقواعدها السليمة.

 أعتقد ان هذه هشتاقات شبه عفوية وغير مركزية يقيمها محبي الحركة وناشطيها عبر الفيس بوك في ظل تحمّسهم للانتخابات البلدية، واعتقد أن شكرا حماس جهد شبابي غير رسمي فاجأ حتى قيادة حماس بفكرته وتنفيذه وانتشاره وقبوله وتداوله، كما هشتاق جاهزين الذي انتشر بقوة وغرد به أبناء الحركة، وهو دليل على الاستعداد ويحمل نبرة تحدي، وفيه أُفق للعمل.

أما غزة أجمل فاعتقد أنها حملة أكثر رسمية وهادفة وواسعة، تخص مدينة غزة وتهدف لإظهار الجوانب المضيئة في المدينة، في ظل محاولات التشويه التي تتعرض لها غزة من الاحتلال وخصوم الحركة، فغزة أجمل قد يستمر لفترة طويلة في ظل القبول الواسع من الشارع الفلسطيني للحملة.

كما أنها حملة ذكية حملت الماضي وتجربة حماس في السنوات العشر وأعطت أملًا للمستقبل.

أما حملة كيف صارت فتهدف لمقارنة ما كان عليه قطاع غزة وما أضحى، هذه الهشتاقات والحملات دليل حيوية شباب حماس وقدرتهم على التأثير عبر الفضاء المفتوح هذه الدعاية المبتكرة والمتطورة والتي تدمج بين الواقعي والعملي، وبين التكنولوجيا والنشاط البشري، وبين الاعتزاز بالماضي والاستعداد للمستقبل لدليل آخر اننا امام تنظيم مفعم بالقدرات، وله حس استمراري وتطويري، وأن الحصار والعدوان لم يأكل من حيوية حماس وقدرتها على التحرك والمبادرة، وأن رهان البعض على تآكل جماهيريتها قد خسر.

كما يبدو أن إدارة حماس الانتخابية والدعائية تحمل فكرا وقدرة على الإبداع، وتعمل بتركيز غير آبهة بما لدى الطرف الآخر، وفي المقابل حتى اللحظة حركة فتح لم تظهر ملامح دعائية واضحة وتعتمد على تصيُّد بعض ثغرات الدعاية الحمساوية وتقوم بحملات قص وتحريف لمقولات وتحميلها ما لا تحتمل، وتضخيم تصريحات من هنا وهناك.

اخبار ذات صلة