لم تجف دموع الطفل إسلام رغم مرور عام على اختفاء والده حسين الزبدة القسري إثر اجتيازه معبر رفح البري واختطافه داخل المنطقة الأمنية المصرية.
وأمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة، رفع ابن السادسة ربيعًا صورة لوالده، كما رفعتها والدة عبد الدايم أبو لبدة، وأخرى تقابلها لابتسامة عبد الله أبو الجبين يتقاسمها مع رفيقه المختطف ياسر زنون خلال وقفة تضامنية اليوم الخميس، نظمها التجمع الشعبي للتضامن مع المختطفين في السنوية الأولى لغيابهم.
محمد أبو لبدة المتحدث باسم عوائل الشبان الأربعة أبدى استنكاره لصمت السلطات المصرية عن الجريمة الإنسانية رغم مرور عام على خطف الشبان الأربعة، منبهًا إلى أن ما تحتاجه العائلات هو التأكد من أن أبناؤهم بخير، وضرورة إبلاغهم عن موعد محدد لإطلاق سراحهم.
وقال أبو لبدة:" لقد مرت علينا الكثير من المناسبات الدينية والاجتماعية التي من المفترض أن تكون من عوامل السعادة لأي شخص، إلا أنها لم تثر لدينا إلا القهر والأسى"، وتابع
خلال الوقفة التضامنية:" كيف لنا أن نحتفل بأعياد ميلادهم ونحن لا نعلم هل انتهى عمرهم أم أنهم ما زالوا أحياء؟!".
كلمات المتحدث باسم عوائل الشبان المختطفين أثرت في الحاضرين، لاسيما أنها ترافقت مع غزارة دموع عمة المختطف عبد الله أبو الجبين التي تفتقده تماماً كما والدة عبد الدايم.
أبو لبدة أكمل حديثه مؤكدًا أنهم لم يتوقفوا عن الاتصالات واللقاءات مع الجهات ذات العلاقة في سبيل الإفراج عن أبنائهم بأسرع وقت، وتأمين عودتهم سالمين، دون رد من أي جهة.
وجدد أبو لبدة مطالبته للسلطات المصرية بإطلاق سراح أبنائهم المختطفين في القريب العاجل، مردداً بشيء من المرارة: "يكفيهم عام من المجهول".
في حين وجه نداء إلى السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤوليتها تجاه أبناء شعبها، منبهًا إلى ضرورة تحرك مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية والسفارة الفلسطينية في القاهرة.
ودعا مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية ذات العلاقة للقيام بواجباتها تجاه حقوق الغزي في حرية السفر والأمن والحماية من التغييب القسري. ولم يغفل أبو لبدة دعوة وسائل الاعلام ولاسيما الجديد منها لإعطاء مساحة أكبر لقضية الأبناء المختطفين.
دقائق من الصمت تعانقت خلالها صور الشبان الأربعة مع علم فلسطين ولافتة كتب عليها " المادة السابعة من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية "الاختفاء القسري جريمة ضد الإنسانية".
وفي كلمة المؤسسات الحقوقية، أكدت أميرة شعث أن جريمة الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي يدل على أن الدولة تقوم على المعاملات القاسية بحق الأفراد الأجانب وتفتقر إلى الوضع الأمني داخل حدودها.
ونبهت شعث إلى ضرورة تقديم مصر توضيح عن مصير الأربعة، لاسيما وأن عملية الاختطاف تمت في حافلة الترحيلات والتي تعتبر حجز مؤقت تحت حماية أمن الدولة. وطالبت الجهات الحقوقية بالتعاون مع المؤسسات الدولية كالصليب الأحمر للقيام بدورها الإنساني على أكمل وجه.
وفي ختام الوقفة، طالب التجمع الشعبي للتضامن مع المختطفين من عوائل الشبان المختطفين لتسليم رسائلهم للصليب الأحمر، في حين بقي سؤال الطفل إسلام الزبدة يراوح مكانه دون إجابة أو تطمينات:" متى راح يرجع بابا ويشوفني بزي المدرسة؟".