من المنتظر أن يبدأ العلماء خلال الأسابيع القليلة القادمة عملية بحث عالمية عن "خط في الصخر" يكون دليلا على بداية حقبة جيولوجية جديدة قاد إليها التأثير غير العادي للإنسان على كوكب الأرض.
وبدأت فكرة أننا نعيش في حقبة "الأنثروبوسين" تكتسب زخما في السنوات الأخيرة، وهي حقبة مقترحة تبدأ عندما بدأت الأنشطة البشرية تملك تأثيرا عالميا كبيرا على جيولوجيا الأرض والأنظمة الإيكولوجية.
فالارتفاع الكبير في درجات الحرارة العالمية، وحرق كميات كبيرة من الوقود الأحفوري، وانقراض العديد من أنواع الحيوانات، والاستخدام الواسع للأسمدة النيتروجينية، وأطنان القمامة البلاستيكية، وعدد من العوامل الأخرى، تسببت جميعها في التغييرات التي ستظل ظاهرة في الصخور لملايين السنين.
وفي وقت لاحق هذا الشهر، ستبدأ مجموعة من الخبراء التحقيق في ما إن كانت هذه التغييرات مؤثرة لدرجة تؤذن بنهاية حقبة "الهولوسين" الحالية التي امتدت 11500 عام، وستُعلن نتائج أبحاثهم في المؤتمر الدولي الجيولوجي الخامس والثلاثين في جنوب أفريقيا.
وبعد ذلك سيفتش العلماء عما يعرف "بالارتفاع الذهبي" (golden spike)، وهو نقطة مادية في السجل الجيولوجي تُظهِر أين تتحول حقبة إلى أخرى، الأمر الذي سيزيل أي شكوك متبقية بين مجتمع الجيولوجيين.
وفي النهاية قد يؤدي ذلك إلى أن يعلن الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية رسميا خلال عامين، أننا نعيش في حقبة الأنثروبوسين.
وبحسب أمينة سر فريق عمل الأنثروبوسين الباحثة كولين واترز، فإن التغيرات الحالية تقارن بتلك التي حصلت مع الهولوسين والتحول من العصر الجليدي السابق.
ويقول العلماء إن المناخ كان العامل الأساسي في تعريف حدود الحقب المختلفة في تاريخ جيولوجيا الأرض عندما انتقلت من العصر الجليدي إلى فترات أدفأ. لكن في الماضي لم يتدخل الإنسان في هذا التغيير وكان كله نتيجة تقلبات طبيعية، لكن في القرن الأخير كان للإنسان تأثير هائل لدرجة أنه تخطى التقلبات الطبيعية وتسبب في تغيير درجات الحرارة العالمية.