يستعد مؤرخون لتقييم عام 2016 باعتباره الأسوأ في التاريخ أو على الأقل من أسوأ عشرة أعوام سجلها تاريخ البشرية حيث نشر موقع Slate تقريرًا حاول الإجابة فيه عن التساؤل: ما هو العام الأسوأ؟، مستندا إلى أن 2016 مليء بالأحداث البشعة، هجمات إرهابية، وفيروس زيكا، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسوريا، وترامب، ورصد أعلى معدلات درجات الحرارة في النصف الأول فقط من العام.
وبعيدا عن التشاؤم تفرض المعطيات السياسية والطبيعية الاستعداد للأسوأ حيث تنتظر البشرية سلسلة طويلة من الكوارث والحروب، ودائما السبب المباشر وغير المباشر هو الإنسان، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الفوضى التي تهدد النظام العالمي تقوده الدول الكبرى، حيث الحروب والمآسي ومركزها اليوم منطقتنا "الشرق أوسطية"، وهي ليست بمعزل عن الخلل الذي يهدد النظام المناخي وينذر بكوارث طبيعية.
ومن أخطر التحذيرات ما كشفت عنه وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من أن عام 2016 الأعلى في تسجيل درجات الحرارة ما يجعل القطب الشمالي في خطر بفعل استمرار ذوبان الجليد، وارتفاع منسوب المياه في البحار الأمر الذي سيؤدي إلى انتشار الفيضانات والأمطار الغزيرة.
كما حذرت الوكالة من حدوث تغيرات مناخية كبيرة بسبب ظاهرة "النينو" التي ربما تكون الأسوأ منذ عام 1997 والتي تسببت حينها بموجة واسعة من الجفاف والحرائق ومصرع عشرات الآلاف وتأثر التنوع البحري الحيوي بشكل كبير.
المفارقة المخيفة التي تكشفها التقارير العلمية تشير إلى أن انحسار الجليد في القطب الشمالي المتواصل منذ 3 عقود كان الأسرع هذا العام، ما يرفع درجة التهديد للناس حول العالم.
إذن فالخلل في التوازن البيئي والخلل في النظام السياسي العالمي يقف خلفهما الدول السياسية والصناعية الكبرى، ويترك المنظومة المناخية والجيوسياسية عرضة لمفاجآت وكوارث سيدفع ثمنها الإنسان.
أحد العلماء وصف التطور المناخي العالمي ومركزه القطب الشمالي مثل:" فتح باب الثلاجة وذوبان الثلج فيها".
أما في منطقتنا فهناك من فتح باب الفرن وانتشر اللهب في الخارج، فهل تستطيع البشرية إغلاق الثلاجة قبل فوات الأوان.