قائمة الموقع

قرفصاء "عبد الدايم" زادت الوجع.. وتساءل "إسلام" وين صورة بابا؟

2016-08-25T06:12:15+03:00
الصورة التي سربتها الجزيرة
الرسالة نت_ أمل حبيب

لأكثر من مرة استخدمت أيقونة تكبير الصورة علّها تلمح ايماءات وجهه أو بريق عينيه الواسعتين الذي اعتادت عليهما حين يبتسم، لم تبصر أم عبد الدايم أبو لبدة سوى جلسة القرفصاء التي يعتمدها وحيدها حين يرغب في البكاء نتيجة حزن أو وجع ألّم به، وجدران سجنٍ أكلتها الرطوبة، تحاصر ابنها منذ عام قسرًا وظلمًا.

شعوران تضاربا معًا بداخلها للمرة الأولى، حيث نبض قلبها فرحًا برؤية عبد الدايم حي يرزق بعد اختطافه منذ عام، وبين غصة سكنت الروح ولم تغادرها كما انكسار ابنها الذي كشفته صورة مسربة داخل سجن "لاظوغلي" المصري نشرتها قناة الجزيرة الفضائية.

لم تكن وحدها والدة عبد الدايم أبو لبدة من كانت تستعيذ بالله من كآبة المنظر أو من فاجعتها بابنها، حيث شاركتها الدعاء عائلات عبد الله أبو الجبين وياسر زنون، وحسين الزبدة طيلة العام على اختطافهم من داخل المنطقة الأمنية المصرية خلال مرورهم عبر معبر رفح للسفر.

لم تحتاج أم عبد الدايم للكثير من الوقت حتى تتعرف على ابنها من الصورة التي تسربت له ولزميله ياسر زنون، فجلسته التي يعتمدها و"فانيلته" البيضاء دفعتها لتبكي عند رؤيته وتردد:" هيو عبد الدايم .. روحي يمه ".

وخلال حديث هاتفي "للرسالة نت" مع والدته وسؤالها عن ردة الفعل حين لمحت ابنها في صورة، أبدت أم عبد الدايم استياءها من ظروف السجن المصري الذي يقبع فيه وقالت:" الأرض رطبة والمكان سيء وابني شبه عارٍ والأهم من هيك ما عمل اشي وما أساء لمصر ".

صمتت والدة المختطف كصمت السلطة الفلسطينية ووزارة الخارجية والسفارة الفلسطينية في مصر عن قضية المختطفين الأربعة والعمل على التواصل لعودتهم الى القطاع.

مع تسريب ملامحهم من خلال صورة عرضت على قناة الجزيرة لاثنين منهم وهما عبد الدايم أبو لبدة وياسر زنون تسربت الى قلوب ذوي الاثنين اللذان لم تعرض لهم صور مشاعر القلق والخوف من مصيرهم المجهول.

جريمة الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي تركت وجعًا لا يوصف في قلب ذوي المختطفين لاسيما حينما استحضرنا صورًا لهم خلال وقفات متتابعة وهم يرفعون شعارات تنادي بالمطالبة للإبلاغ عن مصيرهم المجهول منذ عام.

ذكرى ميلاد عبد الدايم الخامسة والعشرين والتي أشعلت النار في قلب والدته في الأول من ابريل الماضي، لعدم علمها ان بقي في عمره أيام أم انتهى عمرهم، الا أن عادت لتقول:" نبسطت انو بخير".

رغم حجم الأسى والذل المتراكم في الصورة المسربة، استطاعت الأم أن تعرب عن سعادتها بأنه بخير، لاسيما وأنه لا يزال ضمن قائمة الأحياء، الأمر الذي شكل لها هاجسًا طيلة العام المنصرم. 

تمنت أم عبد الدايم لو تخليت السلطات المصرية ابنها هو أحد أبنائها، متسائلة:" بترضى مصر ينخطف واحد من ولادها وينسجن ويعذب من دون ذنب أو محاكمة؟".

تساؤل أم عبد الدايم تبعه سؤال آخر للطفل اسلام ابن المختطف حسين الزبدة، حين رددت براءته:" وين صورة بابا؟".

الطفل اسلام في السادسة من العمر ما فتئ يتساءل عن مصير والده لعدم ظهوره في الصورة المسربة من السجن المصري، والتي سبقها مرارًا مطالبته بعودته ليشاركه انضمامه للمدرسة.

عمه أنور الزبدة حاول طمأنته بأنه لربما ذهب ليقضي حاجته، أو كان قد خلد للنوم لذلك لم تشمله الصورة.

أنور شقيق حسين شعر هو الآخر بشيء من القلق في بداية الحديث عن تسريب صورة للمختطفين، الذي سرعان ما حاول السيطرة عليه بأن حسين بخير كما زملاؤه عبد الدايم وياسر.

اخبار ذات صلة