لم تتوقع الشابة سهير أبو سيسي بأن أحلام 20 خريجة يمكن أن تنهار فجأة، كخيوط النايلون التي انحلت تدريجيًا بعد أن انتشلوها من المهملات وغزلوا منها جمالًا!
دمى وحافظات لأدوات المطبخ أو الأقلام وعلب محارم وحقائب يد ومفارش جميعا من النايلون بعد إعادة تدويره تم اعدادها على طريقة غزل الصوف، وصلت الى عدة معارض محلية وجامعات ومؤسسات.
مقر دائم!
القائمات على مشروع "التراث الجديد" من السيدات المعيلات لأسرهن تفاجأن بتوقف المشروع، لغياب حاضنة له تقوم على دعمه وتمويله أو إيجاد مقر دائم له.
الخريجة زينب عزيز صاحبة فكرة المشروع بعد أن اتخذت من منزلها مكانًا لتجمع الفتيات تارة وتارة أخرى تجمعهن قاعة أو منتزه، تؤكد "للرسالة" أن غياب مقر ثابت للمشروع كان العائق الأكبر الذي تعثرت به الخريجات.
زينب التي حصلت على معدل الامتياز من الجامعة لم يحالفها الحظ، كحال كثير من الخريجات اللواتي زادت طوابير البطالة بهن.
تقول زينب: "اردت ان يكون لي مشروع خاص لإفادة البيئة والمجتمع المحلي كذلك
ريثما أحصل على وظيفة"، وتضيف:" النايلون يشكل تهديد للبيئة ومنظره غير جميل ويسبب مشاكل للحيوانات، لذلك قررت ان يكون النايلون هو المادة المستخدمة لنسج المشغولات والمنسوجات منه بدلًا من الصوف".
الخريجة سهير أيضا صنعت الامل من المهملات حيث شاركت بجمع أكياس النايلون من المنازل وغسلها وتجفيفها وتصنيفها حسب سمكها، ثم تشكيل كرات النايلون تشبه كرة الصوف، مما ساهم بتوفير فرص عمل للنساء والخريجات تحديدًا.
ألوان وأمل
حملت الدمى أملًا للفريق من خلال الألوان الزاهية والمبهجة لخيوط النايلون التي استخدمتها الفتيات بعد غسلها وتجهيزها، الا أنها عادت لتصطدم بقلة الإمكانيات.
تقول الخريجة سهير:" رغم الاقبال الكبير على المنتوجات وتشجيع المواطنين لنا وكذلك وسائل الاعلام الا أنه لا يوجد حاضنات بغزة تدعم مثل هذه المشاريع لعدم اهتمامهم ".
حالة من الإحباط تسللت الى قلب سهير ووصلتنا خلال حديثنا اليها:" بعد ما وجدنا فرصة عمل لـ 20 خريجة وكانت بمثابة بصيص أمل، توقف المشروع، هو احباط للجميع".
"نحن ننتظركم هنا في أحلى الاماكن، لنفتتح سويا معرضنا الرائع معرض المطرزات والتراث الفلسطيني حيث الجمال والروعة للغرزة الفلسطينية الأصيلة" هي دعوة ومثلها العشرات التي قلبتها "الرسالة" من خلال صفحة المشروع عبر الفيس بوك، والتي حاولت الفتيات من خلالها أن تروج فكرته وأهميته للمجتمع والخريجات والبيئة كذلك.
أربعة معارض للمشروع كان أولها في الجامعة الإسلامية، وارض المعارض في السرايا وفي شمال غزة وكذلك في مدينة شارم بارك الترفيهية، وفق الخريجة زينب.
"نحتاج رأس مال ومكان للعمل" هي آخر ما تمنته الخريجات بعد توجههن لشركات وجهات دولية وكذلك أخرى تعنى بالبيئة والصحة، وختمت زينب حديثها: "رسالتي الأولى والأخيرة لكل جهة تقدر مجهود الخريج في غزة، وتقدر المشاريع الصغيرة التي تدعم وتعيل الأسر الفقيرة في القطاع لتشارك الدعم في التخفيف من نسبة البطالة".
وتأمل صاحبة فكرة "التراث الجديد" أن تجد ورفيقاتها حاضنة للمشروع حتى تصل واياهن بعد فترة الى مركز للأشغال اليدوية التي صنعت بعد تدوير النايلون.