"بان كي مون" يختار الغزي "مرتجى" ضمن فريق استشاري

الشاب حسين مرتجي
الشاب حسين مرتجي

غزة–مها شهوان

منذ صغر الشاب حسين مرتجي -29 عامًا-  كان يرغب بالتميز عن أقرانه سواء في تفوقه الدراسي أو محاولته جذب الأنظار لشخصيته القيادية، فقد كان يبدع ويبتكر في كل عمل يقوم به، مما يستدعي انتباه ذويه ومدرسيه.

ولد مرتجى في الانتفاضة الأولى، فكانت مصطلحات جيله وقتئذ عن الحجارة والاحتلال الاسرائيلي والقضية الفلسطينية، فاجتهد ليتميز ويبرز قضيته أمام العالم، رغم أن إمكانيات التواصل آنذاك كانت بسيطة ومحدودة.

اجتهد الشاب كثيرا ليلتحق بكلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات كما كان يحلم منذ طفولته، إلا أنه أصيب بعيار ناري في رأسه جعله يمكث في العناية المركزة فترة ليست قصيرة، لكنه تغلب عليها وعاد إلى دراسته حتى تخرج بتفوق وسافر إلى تركيا بعد حصوله على منحة الاتحاد الأوروبي "ايراسموس" للكمبيوتر.

لم يكتف بالدراسة، بل أسس مجموعة "رسائل شبابية" كان لها دور كبير في تفعيل الأنشطة الشبابية التي ترسل رسائل إلى العالم عن القضية الفلسطينية وحق العيش كبقية الشعوب، وتمكنت المجموعة من حصولها على عضو ضمن لجنة عدم التصرف بحقوق الشعب الفلسطيني.

مشاكل الفقر والبطالة

وبعدما عاد الشاب "مرتجى" من تركيا، قام بنشاط عالمي نفذه بغزة رغم الظروف الصعبة، فقد كان محاكاة الأمم المتحدة – فلسطين 2012 بمشاركة أكثر من 300 شاب وشابه، عدا عن إدارته للأنشطة التطوعية الخاصة بالقراءة وتنظيف الشاطئ ودور الشباب في التنمية المستدامة، والمشاركة في الفعاليات الوطنية.

بعد يوم عمل شاق لمرتجى التقته "الرسالة" للحديث عن اختياره ضمن لجنة الخبراء التي اختارها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يقول:" من الجيد أن يتم اختياري ضمن 21 شخصا من دول العالم لإجراء دراسة مرحلية حول الشباب والسلام والأمن(..) تم التصويت على هذا القرار في مجلس الأمن بطلب من دولة الأردن، بحيث يكون دور للشباب في الأمن والسلام حول العالم، فقد تم اعتماده ضمن قرار 2250، وعلى إثره تم تشكيل هذه اللجنة".

وأضاف:" وجودي ضمن اللجنة يخدم الشاب الفلسطيني حيث يعمل على ايصال أصواتنا بمشكلاتنا المختلفة، والعمل على إيجاد حلول واقعية لظاهرة العنف والنزاعات في الوطن العربي وربطها بالظروف الصعبة التي نعيشها، إلى جانب التطرق إلى مشاكل البطالة والفقر المدقع والفساد الذي كان من نتائجه دمار مدن عربية بأكملها".

وكان مجلس الأمن قد اعتمد بالإجماع على القرار (2250) في ديسمبر 2015، بشأن الشباب والسلام والأمن، ويعد القرار أول اعتراف بالدور المهم والإيجابي الذي يلعبه الشباب والمرأة في صون وتعزيز السلم والأمن الدوليين.

 ويطلب القرار من الأمين العام إجراء دراسة مرحلية بشأن المساهمة الإيجابية للشباب في عمليات السلام وحل النزاعات، وذلك بهدف التوصية بتدابير التصدي الفعالة على الأصعدة المحلية والوطنية والإقليمية والدولية، وستعرض نتائج وتوصيات الدراسة أمام مجلس الأمن في ديسمبر كانون الأول عام 2017، في الذكرى الثانية لاعتماد القرار.

وعن المهام التي سيقوم بها بعد اختياره ضمن الفريق الاستشاري، يوضح الشاب مرتجي أنه سيشارك في إعداد الدراسة وتسليمها نهاية 2017، وكذلك مناقشة مواضيع خاصة بالشباب مثل البطالة والأمن والنزاعات وأثرها المباشر على الشباب حول العالم.

ووفق قوله، فإن أعضاء اللجنة الاستشارية من مختلف دول العالم بينهم خمسة شباب من دول عربية "فلسطين – سوريا – اليمن – تونس – ليبيا".

ويعتبر مرتجى، أن التحاقه ضمن الفريق الاستشاري سيمكنه من طرح مختلف القضايا بطريقة أفضل والعمل على نشر نشاطاته وشباب قطاع غزة لتصل إلى العالم، مشيرا إلى أنه من الضروري أن يعمل كل شاب يصل لمكان مميز استثمار ذلك في خدمة القضية الفلسطينية لتحقيق تنمية واضحة.

ويوجه الشاب رسالة إلى أقرانه في قطاع غزة، بعدم الاستسلام للظروف الصعبة التي يعيشونها، والسعي إلى تغيير الواقع لتحقيق مستقبل أفضل من خلال التنمية والتطوير الذات وبناء القدرات.

البث المباشر