قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى مناقشات "صريحة" مع نظيره الصيني شي جين بينغ حول القضايا الشائكة بين البلدين قبل يوم من انطلاق اجتماع قادة مجموعة العشرين، وتطرق اجتماع أوباما وشي إلى ملفات النزاعات الحدودية والقرصنة وحقوق الإنسان.
وشدد أوباما في اجتماعه مع نظيره الصيني على ضرورة تقيد بكين بمنطوق التحكيم الذي صدر مؤخرا عن محكمة دولية ضد مطالبها للسيادة في بحر جنوب الصين، وأن تتقيد باتفاق ثنائي بشأن مسائل القرصنة والأمن الإلكتروني، وأن تحترم حقوق الإنسان بما في ذلك الحرية الدينية.
وقال البيت الأبيض في بيان بعد الاجتماع إن الرئيس أكد أن الولايات المتحدة ستعمل مع كل الدول في المنطقة من أجل احترام مبادئ القانون الدولي، وعدم عرقلة التجارة المشروعة وحرية الملاحة البحرية والجوية.
واتسمت الأشهر الأخيرة بتوتر العلاقات الدبلوماسية بين الصين وبين جيرانها والولايات المتحدة، بسبب خلافات حول السيادة على مناطق في بحر جنوب الصين.
في المقابل، قال الرئيس الصيني لأوباما إن إنجاح قمة العشرين يقع على مسؤولية بلديهما، فضلا عن ضخ دماء في الاقتصاد العالمي. ونقلت وكالة شينخوا الصينية الرسمية تصريحات شي التي قال فيها إن تقدما مهما أحرز في مجالات محاربة الجرائم الإلكترونية، ومكافحة مرض إيبولا في أفريقيا، وتسهيل إبرام اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني.
وكانت بكين وواشنطن أعلنتا في وقت سابق هذا اليوم عن تصديقهما على اتفاق باريس للتغير المناخي، الرامي إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض الناتج عن الانبعاثات الغازية. وتتصدر الصين وأميركا لائحة أكثر دول العالم تلويثا للبيئة، فهما مسؤولتان عن 40% من انبعاثات الكربون.
ويأتي لقاء أوباما وشي قبل يوم من احتضان مدينة خانجو في أقصى الشرق الصيني اجتماع قادة مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات العالم، والتي تضم في عضويتها السعودية وتركيا.
وقال مراسل الجزيرة في خانجو عزت شحرور إن أغلب القضايا المطروحة على جدول أعمال اجتماع قادة العشرين هي قضايا اقتصادية وبيئية، ومن أبرزها إيجاد حلول لركود الاقتصاد العالمي والتنمية المستدامة والتغيرات المناخية.
وفي سياق متصل، حصل أكثر من مليوني شخص من سكان خانجو على عطلة مدعومة من الحكومة تستمر أسبوعا، لإتاحة ظروف ملائمة لعقد قمة العشرين. ووزعت الحكومة قسائم سفر مجانية بما قيمته 1.5 مليار دولار، مما دفع نحو ثلث السكان إلى مغادرة المدينة التي يعيش فيها نحو تسعة ملايين نسمة.
وحظرت السلطات الصينية سير نحو نصف وسائل النقل في المدينة، كما توقف الإنتاج في المصانع في دائرة نصف قطرها 300 كلم حول المدينة من أجل تقليل معدل التلوث، وعززت الحكومة المحلية إجراءات الأمن قبل القمة.