قائد الطوفان قائد الطوفان

الصالة المصرية بمعبر رفح تنتزع إنسانية المسافر الفلسطيني!

الرسالة نت-محمود فودة

تتناثر أجساد الأطفال والنساء وكبار السن في كل زاوية من الصالة المصرية لمعبر رفح البري في أوضاع تفتقر للحد الأدنى من الإنسانية في انتظار سماح السلطات المصرية لهم بالعودة إلى بيوتهم في قطاع غزة.

فلم تكتفِ السلطات المصرية بتعذيب الفلسطينيين في رحلة مغادرتهم لغزة، بل تستكملها وبصورة أشد خلال عودتهم لها، على بوابة الصالة المصرية لمعبر رفح، وفي أروقته.

ففور علم الغزّيين العالقين بفتح المعبر بعد إغلاق دام 66 يوماً، انطلقوا بالآلاف من كل حدب وصوب قاصدين غزة.

وبدلاً من أن تستغرق رحلة السفر من العريش المصرية لرفح الفلسطينية 6 ساعات تشمل إجراءات المعبر في كلا الجانبين، بلغت 36 ساعة في أحسن الأحوال خلال التشغيل الأخير لمعبر رفح، الأمر الذي يعكس قسوة وسوء الإجراءات التي تعرضوا لها ومدت زمن العودة.

وفي تفاصيل الليالي التي قضاها العالقون في الجانب المصري، قال الشاب ياسر عواد: قضينا ليلتنا أمام بوابة معبر رفح من الجهة المصرية، قبل الدخول للصالة الداخلية، إذ يمكث المسافرون على البوابة 8 ساعات على الأقل".

وأضاف أنه بعد السماح لهم بالدخول من البوابة إلى داخل الصالة المصرية، يقضي المسافرون الفلسطينيون أكثر من 12 ساعة قبل الدخول إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، تضاف إليها ساعات الانتظار على كمين الريسة.

وبالنظر إلى الصور المسربة من الصالة، حيث ترفض السلطات المصرية السماح بالتصوير هناك؛ لصعوبة المشاهد الإنسانية، يظهر افتقار الصالة المصرية لأدنى خدمات الرعاية بالمسافرين، كدورات المياه أو عدد كاف من المقاعد أو التهوية اللازمة للمسنين والمرضى.

وفي تفاصيل الانتظار في الصالة المصرية، يقول الشاب عمر عادل: "لا يتعامل الجانب المصري مع المسافر الفلسطيني على أنه إنسان يستحق التعامل الكريم، بل على العكس تجد الألفاظ النابية وعدم الاحترام لكبار السن، وغياب أي خدمات إنسانية للمسافرين".

ويضيف الشاب عمر الذي مرّ خلال رحلة عودته إلى غزة في مطارين وعدة نقاط عبور من ماليزيا إلى غزة: "لم أشهد هكذا تعامل مع المواطن مثل الجانب المصري، لا احترام للكبار أو مراعاة للمرضى، الجميع نائم على الأرض".

أما الحاج سعيد 60 عاماً الذي سمحت له السلطات المصرية بالعبور إلى غزة بعد انتظار دام 16 ساعة في الصالة المصرية، فقد سجد حين وصوله إلى الصالة الفلسطينية من المعبر قائلاً: "لم أشعر بأن أحداً سلب إنسانيتي طيلة سنوات عمري إلا اليوم في الصالة المصرية!".

ويضيف الحاج سعيد في حديث لـ"الرسالة": "طلبت من أحد المجندين أن يأتي بعامل النظافة كي يجهز الحمام للنساء والمسنين"، متوقعاً الاستجابة منه لفارق السن إلا أنه رد عليه بالقول: "الساحة كبيرة في الخارج، اقضيها هناك!".

وبسبب ارتفاع أعداد العالقين في الصالة المصرية، انتشر عدد كبير منهم -يشمل نساء وأطفال-في الساحات الخارجية للصالة، تحت الأشجار، وعلى أرصفة المعبر، ليقضوا ليلة لا يمكن لهم أن ينسوها وفق قول أحدهم.

وعن أسباب هذا التكدس، قال مسير أعمال معبر رفح هشام عدوان: "إن الإغلاق شبه المستمر للمعبر يؤدي لارتفاع أعداد العالقين الراغبين في العودة إلى غزة، بعد انتهاء رحلهم العلاجية أو قضاءهم لحاجاتهم التي غادروا غزة من أجلها".

وأوضح عدوان في تصريح لـ"الرسالة" أن السلطات المصرية تتأخر في إدخال العالقين حين وصولهم إلى المعبر، ويبدأ توافدهم بعد 6 ساعات من تشغيل المعبر، مما يزيد من تكدسهم في الصالة المصرية. وتابع أن الأزمة تكمن في بطء الإجراءات التي تتبعها السلطات المصرية في المعبر، رغم جهوزية الجانب الفلسطيني لاستقبال العالقين منذ الساعة السابعة صباحاً في أيام تشغيل المعبر.

البث المباشر