"الحقائق تقول انه لا يوجد في فتح أي خليفة للرئيس محمود عباس حتى من نصبوا في المواقع الأولى، لذا عليه أن يفكر جدياً في الخلافة بغير منظور إسرائيل وأمريكا، وأن يسعى جاهداً لتحرير مروان البرغوثي حلاً لأزمته وأزمة فتح"، هكذا يرى وزير العدل الفلسطيني الأسبق فريح أبو مدين المخرج لمسألة خلافة عباس.
وتابع في مقال له " الشعب غير مقتنع بالقيادة في كل مواقع القرار (تنفيذية او مركزية) مع معرفتنا أن أي معادلة غرب نهر الأردن هي مرتبطة بكلمة إسرائيل وكلمة أخيرة للرئيس أبو مازن".
وتساءل أبو مدين قائلاً: "لماذا لا يطرح الأسير مروان البرغوثي بثقله الوطني كمخلص من فوضى فتح والسلطة"، موضحاً أن حماس لا تمانع ولا تعارض في ذلك، مضيفاً أنها "حين عوتبت أثناء صفقة وفاء الأحرار لتحرير الأسرى لماذا لم يدرج اسم مروان البرغوثي أجابوا لم يطلب أي أحد من السلطة أو فتح أي شيء بخصوص أبو القاسم (مروان)".
ونوه أن ملف الخلافة والزوبعة التي تشكلت حول الموضوع كانت مثيرة لأعصاب الرئيس الذي رد بلا مواربة بما معناه على جثتي مرور الحليف السابق محمد دحلان، ولو كان ورائه كائن من كان (دون تسمية).
وقال وزير العدل الأسبق: " كلا الرجلين يعرفان ويفهمان بعضهما البعض كونهما حليفان سابقاً في مواجهة ياسر عرفات وما اشبه الليلة بالبارحة حين هيأت ظروف الحصار والانتفاضة الثانية لهما أن يقبضا على السلطة (مال وأمن) بطرح يشبه طرح اليوم من الغرب والعرب إلا أن سلاح ابو عمار الفتاك كان الشعب والمجلس التشريعي الذي أطاح بهم بعد مؤتمر العقبة الذي تجاهل حصار الشهيد عرفات، وكان هناك بوش وشارون واليوم أبومازن يدرك أن المرء لا يلدغ بنفس الطريقة الذي خبرها مع ياسر عرفات".
وبين أن أبو مازن لا يوجد عنده مجلس تشريعي لحسم الأمر مع أن لديه قوى الأمن التي تقدر بأربعين ألف جندي يطيعونه طاعة عمياء إلا أن العامل الحاسم هو وجود حماس التي توازن الأمر ولا يمكن القفز عنها أو تجاهلها، ويعرف الرئيس أن الانتخابات تصب في نفس معادلة الخلافة، ولكن ذلك لا يقلقه كثيراً، فكما قال دكتور أبو مرزوق: أبو مازن لا يخشانا لكنه يخشى دحلان بتحالفاته المتعددة وهو قول سديد".