الرسالة نت- محمد أبو قمر
مساحة خضراء شاسعة افترش "النجيل" أرضها وغطى سعف النخيل جزءا كبيرا من استراحاتها المخصصة للزائرين... في مدينة أصداء للإنتاج الإعلامي تتسارع وتيرة المشاريع السياحية الجديدة، ويتهيأ العاملون فيها لاستقبال صيف ساخن يهرب المواطنون فيه من حر الصيف الى ظلال الأشجار.
مشاريع جديدة
في مساحة زهاء الألف دونم تبدو الأشجار الخضراء ، والدفيئات الزراعية، والاستراحات المخصصة للمواطنين.
ويقول المهندس عبد السلام نصر المدير التنفيذي لمدينة أصداء أن مجلس الإدارة قرر مؤخرا بالتوجه لمشاريع سياحية وفنية وإعلامية ، وأضاف أنهم بدئوا بالتخلص من بعض المشاريع الاستثمارية كتربية الأبقار ومصنع الأجبان".
ويرسي العاملون في المدينة قواعد الألعاب ضمن مشروع الملاهي بتكلفة 250 ألف دولار، ومسجد للزائرين، وعدد إضافي من الاستراحات لاستيعاب اكبر قدر ممكن من الزائرين.
ومن بين المشاريع التطويرية حسبما يقول نصر البدء في تدشين مسبحين للكبار والصغار، وافتتاح كافتيريا بخدمات متنوعة.
ويشير المدير التنفيذي الى أن مدينة أصداء تعتمد على التمويل الداخلي ، لاسيما الدخل اليومي من السياحة، والمشاريع التي تقوم عليها المدينة.
وتوفر أصداء فرص عمل لستين شخصا، قابلة للزيادة مع المشاريع المستقبلية كما أوضح نصر، لافتا الى أنها تعرضت للقصف خلال حرب الفرقان، وتكبدت خسائر فاقت مائة وأربعين ألف دولار ما بين تدمير أبنية، ونفوق أغنام وأبقار ودواجن.
لكن نصر أكد أنه تجاوزوا جميع تبعات القصف، واستمروا بالتطوير والبناء.
واطلعت "الرسالة" في جولة داخل مدينة أصداء بصحبة علاء داوود مدير العلاقات العامة، على سير العمل في المشاريع السياحية.
وذكر داوود أن مدينة الملاهي ستضم سبعة ألعاب في المرحلة الأولى منها الساقية، والسلاسل، والقطار، مشددا على أنهم يعملون على مدار الساعة لاستقبال موسم الصيف والأعياد القادمة.
عند الجزء المخصص لمشروع الحبش قال داوود " هذا آخر المشاريع الاستثمارية، بعدما استغنينا عن مزارع الأبقار، وأغلقنا مصنع الاجبان الذي كان يعتمد عليها".
ويعطي القائمون على أصداء الجانب السياحي اهتمامهم، لاسيما أن شعب غزة المحاصر متعطش للأماكن السياحية الملتزمة والمنضبطة بحسب داوود.
وانتشرت داخل أسوار أصداء الشاسعة مشاريع الأشجار المثمرة المحملة بالتفاح والجوافة والنخيل، كما خصصت دفيئات زراعية يستفاد منها في زينة المدينة.
وتتلألأ الأسماك بألوانها الجذابة داخل المزارع المخصصة لها ، ويشير داوود الى أن ما تنتجه المزارع يتم تسويقه للمواطنين، لاسيما مع إغلاق البحر أمام الصيادين.
اشتداد التنافس
وتنتشر داخل المدينة لوحات إرشادية توجه الزائرين للحفاظ على النظافة العامة، ويقول داوود" جهزنا عددا إضافيا من الاستراحات تستوعب عشرات الزوار ، وخصصنا أماكن لاستقبال المخيمات الصيفية والرحلات المدرسية.
وأكد مدير العلاقات العامة أن هناك طاقما متخصصا ذا كفاءة عالية لاستقبال الزوار، من بينهم مرشدين يطلعون الوفود الرسمية والرحلات الجماعية على مرافق المدينة ومشاريعها.
ويسهل رجال الأمن دخول الزوار وتوفير سبل الراحة على مختلف شرائحهم.
ويشير داوود الى إمكانية أن تستقبل المدينة المخيمات الصيفية لعدة أيام ، حيث تم إعداد أماكن خاصة تتسع لأنشطتهم، منوها الى أنهم نجحوا في الأعوام الماضي باستقبال المخيمات الصيفية.
وأوضح أن العائلات تستطيع أن تقضي يوما بأكمله داخل المدينة، وبإمكانها اصطحاب طعامهم وتجهيزه في الأماكن الخضراء، وبين الأشجار.
ويؤكد داوود أن تذكرة دخول المدينة مخفضة جدا تبدأ من شيقل واحد، وأضاف" نراعي الوضع المادي الصعب للمواطنين، والتذكرة بمثابة رسوم رمزية لا غير".
وجاءت فكرة أصداء عقب الانسحاب الإسرائيلي ، بالتزامن مع تعطش المواطنين لاماكن سياحية ، وخصصوا أماكن للتصوير والمونتاج الفني في تجسيد الواقع الفلسطيني .
ولا زال مخيم جباليا القديم المجسد داخل مدينة أصداء وتم تصوير جزء كبير من فيلم عماد عقل داخله قائما، حيث يؤكد المدير التنفيذي أنهم مهتمون بالإنتاج الإعلامي.
وكشف نصر عن استعدادهم لانجاز اوبريت شعري خلال الشهر الحالي بعنوان فتح القسطنطينية، يتناول سيرة القائد محمد الفاتح، وذلك بالاشتراك مع رابطة الأدباء والكتاب ، ومنتدى أمجاد الثقافي.
ويهدف العمل بحسب نصر لتسليط الضوء على حياة بطل مسلم تركي، وذلك بالتزامن مع التضامن التركي مع الشعب الفلسطيني من اجل كسر الحصار.
وقال نصر " نحن بصدد إنشاء حديقة حيوان عما قريب، ونعمل بمشروع إنارة المدينة لاستقبال الزبائن في النهار والليل".
وفي خضم التنافس الحالي على المشاريع السياحية يؤكد نصر أن أصداء هي السباقة في ذلك المجال، ورغم تشجيعه للمنافسة الحالية، لكنه قال "ما يميز أصداء عن الآخرين أنها الأكبر مساحة، ومستمرون بعملية البناء والتطوير والإنشاء".
ويشمل التخطيط المستقبلي على إنشاء حديقة حيوان، ومطعم، " والتل فريك" -حبل يصل منطقة عليا بأخرى منخفضة يحمل الزائرين بصناديق بلاستيكية.
ويقول نصر " نعمل أن يكون الصيف مميزا لاستقبال الزوار من عائلات ورحلات وأفراد، والتطورات ستواكب احتياجات القطاع في المجال السياحي".