قائمة الموقع

صاحبة الجلالة تسحب بساط الراحة من فارساتها

2016-10-11T13:40:45+03:00
الرسالة نت- خاص

تختفي وراء كل مذيعة ومراسلة داست بساط صاحبة الجلالة، روايات من التعب والإرهاق، تبدأ في كل يوم وترافقها حتى الرمق الأخير من نفسها، تفقد فيها أجمل أوقات سعادتها مع أطفالها، وتحصد من وراءها مالا مغمسًا بالإرهاق وضغط الأعصاب.

كانت عقارب الساعة تشير الى الثالثة مساء حين همت الصحفية شيماء مرزوق بمغادرة مكتبها على عجل بعدما دهمها الوقت المحدد لاصطحاب طفلها من الروضة، لتصطدم بقرار اداري يخبرها باجتماع طارئ في مقر عملها، نزل عليها كوقع الصاعقة وأعاد خلط الأوراق لديها.

وأجلت مرزوق بدء يومها لساعات إضافية أخرى، سينتظرها اطفالها وترتيب المنزل وكل ما يتعلق بشؤون بيتها.

ولا ينتهي الصخب في يوم حتى يأتي اليوم الآخر، فتبدأ شيماء رحلتها من الخامسة صباحا تعد الطعام لأطفالها وزوجها، ثم تشرع بتجهيز صغارها للتوجه الى المدرسة و الروضة، وتسير في قبلتها نحو العمل، كي تعود مساء إلى البيت وتبدأ بإعادة تسخين الطعام وتقديمه لعائلتها، وتباشر اعمال منزلها من تنظيف وترتيب، ومن ثم تستكمل تدريس ابنائها، ومع أذان المغرب يدق جرس انتهاء يومها بعد انقطاع النفس، كما تروي حكايتها.

ولا تختلف قصص زميلاتها العاملات في حقل الصحافة تحديدا، بعيدا عن تفاصيل حكايتها، فزميلتها التي تلازمها غرفة التحرير لميس الهمص، تبدأ هي الأخرى يومها مع بزوغ الفجر، لتشرع بالتحضير لوجبة الغداء، وبعدها تعد طفليها التوأم الوليد والأصيل، واصطحابهما برفقة زوجها الصحفي محمد أبو قمر، إلى روضة الأطفال، ومن التوجه سويا الى مقر العمل الذي يجمعهما في صحيفة الرسالة.

وتعود الهمص مجددا بانتهاء موعد دوامها مساءً بصحبة رفيقها الذي يشاركها أعباء المنزل، ويبدآن سويا يومهما باستكمال تجهيز الطعام ومرورًا بتدريس الأبناء، وليس انتهاء بحرب ضروس يخوضها الزوجين لإقناع طفليهما بالنوم مبكرًا، لوجود عمل عليهما.

ولا تنتهي أوجه المأساة للعاملات في حقل الصحافة تحديدا عند الأعباء المتعلقة بالمنزل واحتياجاته، فثمة أعباء أخرى تشكل هاجسًا أكبر بالنسبة اليهن، وهي استكمال انجاز اعمالهن في البيت، بعد الانتهاء من جولة الأعمال التي يخضنها داخل منازلهن، كما تروي للرسالة.

وليس ببعيد عن واقع الصحفية في الاعلام المكتوب عن نظيراتها في الاعلام المرئي، التي تبدأ يومها قبل موعد الدوام بعدة ساعات، وتشرع في تجهيز اطفالها للروضة والمدرسة، وتضطر للمغيب عن المنزل ساعات طويلة، تجعلها مقصرة في حق ابنائها، كما تقول اسراء البحيصي مراسلة قناة العالم الفضائية.

البحيصي التي تستكمل دراسة الماجستير، تضطر للمغيب ساعات أطول عن اطفالها، لتصل المنزل في السادسة مساء تقريبا برفقة زوجها العامل في ذات المجال الصحفي، ما دفعها لاستجلاب مربية أطفال تعينها في تربية ابناءها.

وتقول البحيصي لـ "الرسالة"، " الغياب الطويل عن المنزل يشعرنا بالتقصير اتجاه ابنائنا، لكننا نسعى ان نعوضهم عنها بالتنزه يوم الخميس".

وفي واقع يكتظ بالأحداث والمواجهات الدائمة مع الاحتلال، تضطر الصحفية الى مغادرة منزلها ولو في منتصف الليل، تاركة خلفها صغارها، كما الحال مع مراسلة قناة الميادين لانا شاهين، التي تضطر للمغيب عن اطفالها لأشهر في بعض الأحيان، مع زوجها الذي رافقها مسيرتها المهنية منذ عشرين عاما.

واضطرت شاهين، ترك اطفالها أثناء انشغالها في تغطية الحروب الثلاثة، طيلة أيام المواجهة، لتخوض صراعا مريرا مع اعصابها المشتعلة معهم وهي المنشغلة عنهم حتى أثناء العدوان الأخير التي اضطر فيها اطفالها للنزوح من منزلهم الى مكان آخر بفعل الحرب.

وتقول شاهين" الاعلامية لا يمكنها أن تضبط وقتًا محددا لرعاية اطفالها، فمتى اشتعلت المواجهة وجب عليها ترك منزلها، والتوجه الى العمل".

وتستغل الإعلامية شاهين، أوقات التهدئة لمراجعة الدروس مع اطفالها، كي يكونوا مستعدين للاختبارات، في حال تزامنت مع تطورات تشغلها عنهم.

أما الحياة الاجتماعية للإعلامية فلا يكاد يرتفع مؤشرها على السالب، تجاه عمل يقضي على معظم اوقاتها، وتكون الاجازة يوما للتفرغ للعمل داخل المنزل وإعادة ترتيبه ومراجعة الدروس للأبناء.

وتستحضر شاهين موقفا اثناء ضيافتها لاحد اقاربها في شهر رمضان، واضطرت فيه للخروج من منزلها قبل اذان الإفطار بدقائق، موقف تقبله الضيوف، لعلمهم بتعقيدات وظيفتها.

أما الهمص فيوم اجازتها ينقسم بين ترتيب البيت، والتوجه الى اهل زوجها للاطمئنان عليهم، كما تشاركها بذلك الصحفية مرزوق.

وتثبت العاملات في مهنة صاحبة الجلالة أنهن يخضن غمار هذه المهنة الشاقة رغم أنها تكلفهن الابتعاد عن أطفال يكبرون بعيدا عن انظارهن، ودموع يذرفنها مع كل صوت انفجار يحول العمل فيه بينهن واطفالهن لعناق يدفع عنهم الخوف والقلق.

 

اخبار ذات صلة