مقال: حول عملية الشهيد مصباح وتبني حماس

الكاتب إبراهيم المدهون
الكاتب إبراهيم المدهون

إبراهيم المدهون

ما زالت عملية الشهيد مصباح أبو صبيح تلقي بظلالها وتداعياتها على الساحة الفلسطينية، وقد فجرت مجموعة من الأسئلة حول دخول التنظيمات للانتفاضة، ومدى تطور العمليات في المستقبل القريب، خصوصا بعد تبني حماس للشهيد وتقديم التحية له من كتائب القسام، واستخدامه لبندقية رشاشة؟!.

ومن الملاحظ أن حركة حماس لم تتبنى العملية حتى اللحظة، وإنما تبنت الشهيد كونه أحد أفرادها وكوادرها، وقد يعني هذا أن العملية لم تكن منظمة بقدر أنها فردية، أو هناك تقصد لإخفاء الأيادي المخططة والموجهة في عملية القدس كما كان سابقا مع الشهيد أدهم أبو دهيم، ليتم الاعلان عن تفاصيلها وتبنيها من كتائب القسام في وقت لاحق، أو أن حماس تريد إبقاء الانتفاضة بصورتها الفردية. فلا شك أن عملية القدس أكثر تطورا من العمليات الفردية السابقة، وقد يعود ذلك لعدة أسباب الأول أن الشهيد مصباح هو كادر من كوادر تنظيمية لديه خبرة وتجربة سابقة، وأنه شارك في الكثير من المعارك وتعرض للاعتقال، فمنح الخبرة والقدرة والتجربة والجرأة والتخطيط، مما زاد من فعالية العملية ودقتها وأثرها، بالإضافة إلى استخدامه السلاح الناري وهذا يدلل على أن هناك نماذج جديدة من العمليات الفردية قد تشهدها الساحة. أعتقد أنه حتى اللحظة لم يتم تنظيم عمليات بشكل واسع كالتي شهدنها في انتفاضة الأقصى، و إن كانت هناك عمليات منظمة قبل ذلك وهي عملية تفجير الحافلة في القدس، أي أن الفصائل و خصوصا حركتي حماس والجهاد الإسلامي مشاركين بفاعلية وهناك جهد وتركيز في تفعيل انتفاضة القدس، ولكن البيئة الامنية المعقدة والمركبة التي تعيش فيها الضفة تمنع حرية ونجاح العمل العسكري المنظم، ولهذا نجد أبناء الفصائل سواء الجهاد أو حماس أو اليسار وحتى فتح ينفذون العمليات بشكل فردي ولا ينتظرون تلقي التعليمات، فهناك محدد عام أن الجميع مع الانتفاضة ومن يستطع التنفيذ فلا يتردد، وهذا بسبب الملاحقة الأمنية الصعبة والمعقدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة. الميزة الاولى للشهيد مصباح انتمائه إلى تنظيم كبير كحركة حماس، والثاني انه متقدم في العمر ولديه القدرة على استجلاب المال وشراء وتوفير السلاح واتخاذ القرار، والثالث أن لديه تجارب اعتقالية ونضالية سابقة، ولهذا جاءت عمليته بهذه القوة والاتقان. لا شك أن فصائل المقاومة معنية بتطوير ودعم الانتفاضة، والدخول فيها وتحويلها لجهد منظم وموجه نقل العمليات من الفردية للجماعية المخططة، وللأسف المعيق الاساسي من ذلك هو موقف السلطة ونشاطها الامني المتزامن مع الملاحقة الأمنية المشددة من قبل الاحتلال، وهنا تأتي عملية القدس لتفتح الأفق أمام الفصائل لاستثمارها وضخ الروح في العمل المقاوم لتعظيم العمليات وزيادتها.

البث المباشر