في الذكرى الخامسة عشر لاغتيال زئيفي

ابنة سعدات: وثائق تثبت تواطؤ السلطة بتسليم والدي

ابنة سعدات: وثائق تثبت تواطؤ السلطة بتسليم والدي
ابنة سعدات: وثائق تثبت تواطؤ السلطة بتسليم والدي

الرسالة نت- محمود هنية

فتحت صمود كريمة المناضل أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، الصندوق الأسود لتفاصيل اعتقال والدها من قبل أمن السلطة عام 2001م، ومن ثم تسليمه لقوات الاحتلال عام 2006م، بتواطؤ قيادة السلطة، وفق وثائق حصلت عليها وكشفتها للرسالة.

وتؤكد صمود لـ "الرسالة نت" في الذكرى الخامسة عشر لاغتيال وزير السياحة (الإسرائيلي) المتطرف رحبعام زئيفي على يد الشبان الخمسة: (حمدي قرعان ومجدي ريماوي وباسل الأسمر وعاهد أبو غلمة ومحمد الريماوي)، أن اعتقال والدها في فندق سيتي إن في البيرة جرى بعد خمسة دقائق من وصوله لمقابلة رئيس مخابرات السلطة آنذاك توفيق الطيراوي.

وبمجرد وصول سعدات للقاء الطيراوي وفق الموعد المتفق عليه، والذي كان يهدف من خلاله لوقف حملة الاعتقالات المسعورة بحق كوادر الجبهة الشعبية والتي طالت عشرات النشطاء علاوة عن أقارب وعوائل منفذي عملية الاغتيال، تلقى الطيراوي اتصالاً هاتفياً من رئيس السلطة ياسر عرفات يأمره باعتقال سعدات، كما تقول ابنته.

الطيراوي استدرج والدي واعتقله في فندق برام الله

وحاصرت قوى الأمن الفلسطينية من شتى الأجهزة الأمنية الفندق، واقتادت سعدات إلى مقر المقاطعة، لتضع حدا لمرحلة المطاردة التي عاشها الرجل عقب عملية الاغتيال، ويبدأ فصلا جديدا في حياته بمرارة الطعن في الخاصرة والاعتقال.

وكان سعدات الذي تولى الأمانة العامة للجبهة الشعبية، عقب اغتيال الأمين العام السابق أبو علي مصطفى، قد أعلن في أول خطاب له أن " العين بالعين والسن بالسن، ولن نقبل أقل من الرأس بالرأس"، ليتم اغتيال زئيفي بعد 40 يوماً من اغتيال أبو علي.

وتسرد صمود التي كانت في السادسة عشر من عمرها آنذاك، مرحلة المطاردة والاختفاء لوالدها منذ إعلان الجبهة مسؤوليتها عن اغتيال زئيفي، تعرضت فيها العائلة برمتها للملاحقة من الإسرائيليين والسلطة على حد سواء، إضافة إلى مراقبة عوائل الشبان الخمسة منفذي العملية.

اتفاق أريحا الأول كان شفوياً ولم يحتوي ضمانات لحماية سعدات

اعتقال السلطة

وفي ذات مساء، تلقت العائلة خبر اعتقال القائد سعدات بعد محاصرة الفندق من أمن السلطة، مؤكدة أن الطيراوي متورط وشريك في خطفه رغم تعهداته بعدم المساس به، مبينة أنه طلب عقد لقاء مع سعدات أثناء فترة اختفاءه، وتابعت القول: إن الاعتقال كان سياسياً، ولم يكن بغرض حمايته كما روجت السلطة آنذاك".

وأضافت "عرفات استغل والدي ورفاقه كورقة مساومة لتحقيق مصالح السلطة، وأدخلنا في ديباجات ومسلسلات مكذوبة من قبيل قوله بأنه مستضيف والدي في منزله"، مشيرة إلى أن والدها كان يعتبر نفسه معتقلاً سياسياً، ورفض اعتباره ضيفاً عند أبو عمار.

عرفات استغل والدي ورفاقه كورقة مساومة لتحقيق مصالح السلطة

اتفاقات شفوية

وتلفت صمود إلى أن وفدًا قيادياً من الجبهة الشعبية أثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 2002م للضفة، التقى بعرفات وطالبه بالإفراج عن والدها، الا انه رفض إخلاء سبيله، مع العلم أن الجبهة تحملت كامل المسؤولية عن حياته، وأخلت السلطة من أي تداعيات قد تنجم عن الإفراج عنه.

وقالت: "إن الفريق المحيط بعرفات استخدم هو الآخر والدي كورقة مساومة لفك الحصار عن أبو عمار، فجرى التوقيع في الأول من مايو عام 2002م، اتفاق أريحا الأول القاضي بنقله إلى سجن أريحا تحت حراسة أمريكية وبريطانية دون علمه".

تم سحب أسلحة شرطة أريحا قبل اقتحام السجن بيومين

وبيّنت أن الاتفاق الذي وقعه نبيل أبو ردينة ومحمد رشيد، لم يستشر فيه والدها لا كمعتقل سياسي ولا حتى كرئيس حزب فصيل في منظمة التحرير، كاشفة أن العائلة توجهت بشكل رسمي للسلطة من أجل الحصول على صيغة الاتفاق الورقية لمعرفة بنود وشروط الاتفاق، وتفاجأت بأن الاتفاق كان شفوياً، ولم يكن هناك أي ضمانات تتعلق بحماية والدها.

وثائق تسليمه لإسرائيل

وصولاً إلى المرحلة الأخيرة من اعتقاله أثناء محاصرة سجن أريحا في الرابع عشر من مارس عام 2006، فتتذكر صمود بحشرجة صوتها، عندما طلب والدها زيارتها وشقيقتها قبل محاصرته بعدة أيام، وكان على غير العادة يوصيها ويحدثها بلغة مودع من السجن، ولم تكن تدرك الفتاة ماذا يخبئ والدها من معلومات حول مؤامرة لتسليمه.

وتكشف صمود، أن العائلة حصلت على وثيقة بعد اعتقال والدها، تعود لصائب عريقات كبير المفاوضين في منظمة التحرير، وكانت في الثاني من آذار، يهدد فيها الأمن البريطاني والأمريكي بإخلاء سجن أريحا.

وتضيف "قبل محاصرة المعتقل بيومين، أقدم أمن السلطة على سحب سلاح الشرطة من المقر، وتم إخراج القسم الأكبر منهم ونقله إلى مكان آخر"، لتكتشف هنا تورط وتواطؤ السلطة في عملية اعتقال والدها، كما تقول، وعليه فهي تتحمل كامل المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية عما جرى لوالدها. وأكدّت صمود تواطؤ السلطة منذ البداية في تسليم واعتقال والدها، مبينة أنه كان لديه إحساس بوجود مؤامرة تحاك ضده.

عريقات تسلم وثيقة من الأمن البريطاني والأمريكي ينذران بإخلاء سجن أريحا

ولم تكتف السلطة بجريمة تسليم سعدات، لترتكب سفارتها في بلغاريا جريمة بحق رفيق آخر من الجبهة الشعبية وهو عمر النايف، إذ تشدد صمود على أن السلطة اليوم أصبحت عبء على الشارع الفلسطيني، وهي تمثل نمط من التنازلات الخطيرة على حساب دماء شهداءنا الفلسطينيين.

ودعت ابنة الأمين العام للجبهة الشعبية، رفاق والدها إلى ضرورة اتخاذ موقف سياسي واضح من فريق السلطة الحاكم، ومساءلته وطنياً عن جرائمه بحق الفلسطينيين، مشددة على أن الرهان اليوم على المقاومة ودورها في الإفراج عن والدها والأسرى داخل سجون الاحتلال، مضيفة أن المقاومة هي الخيار والسبيل لتطهير سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين.

 

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من حوار

البث المباشر