قنديل: الاعتداء عليها جريمة بحق الناس وسيادة الدولة
الرسالة نت - رائد أبو جراد
برزت في الآونة الأخيرة على الساحة الفلسطينية قضية المتاجرة بالأراضي الحكومية في قطاع غزة المحاصر منذ أربع أعوام واستغلالها في الاحتيال والنصب على المواطنين بالقطاع، مما دفع الحكومة الفلسطينية في وقت سابق إلى الإعلان عن محاسبتها ومعاقبتها لكل من تسول له نفسه بالمتاجرة بها بيعاً أو شراء, موضحاً أن هذا الاعتداء يشمل عدة صور تتمثل بالتصرف فيها دون وجه حق.
"الرسالة نت" تطرقت لهذه القضية وتعرفت على الحكم الشرعي والقانوني لها، والعقاب الذي تفرضه الشريعة الإسلامية على المتاجرين بأراضي الدولة.
** حرمتها الشريعة
وفي هذا السياق يؤكد صادق قنديل المحاضر في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية "للرسالة" على أن الشريعة الإسلامية حرمت الاعتداء على الأراضي الحكومية، وعدتها كبيرة من الكبائر.
ويضيف قنديل: هذه الأراضي ليست ملكاً للأفراد بل هي من أملاك الدولة والجهة الوحيدة المتصرفة بهذه الأراضي هي الحكومة، لذا يحرم على الفرد استغلال الأملاك العامة لمصالحه الشخصية.
وأشار إلى أن كلية الشريعة والقانون بالجامعة، عقدت مؤخراً يوماً دراسياً بعنوان"الموقف الشرعي والقانوني من التعديات على الأراضي الحكومية"، وأوصى المشاركون فيه على حرمة الاعتداء على الأراضي الحكومية كما قررت الشريعة ذلك.
ودعا قنديل تجار الأراضي الحكومية بان يخافوا الله، لأن هذا الاعتداء يعتبر من الكبائر وليس من الصغائر، مشيراً إلى أن الشريعة قسمت الحقوق إلي ثلاثة هي حق الله وحق العباد وحق مشترك بين الله وعباده.
وشرح أستاذ الشريعة "بالإسلامية"، الحقوق السابقة فقال:" حق الله تبارك وتعالى متعلق بالنفع العام والاعتداء على الأراضي الحكومية، فهو بمثابة الاعتداء على حق الله جل وعلا والاعتداء على حق الله من اكبر الكبائر بل هو جريمة تتعلق بالاعتداء على مصالح الناس الجماعية وعلى الدولة الإسلامية وسيادتها".
ولفت قنديل إلى أن صور الاعتداء تأتي من باب اختراق سيادة الدولة، مطالباً الحكومة والدولة الإسلامية أن تمنع هؤلاء لاعتدائهم على سيادة الدولة وحق الله سبحانه وتعالى.
وبالنسبة للآثار المترتبة على المتاجر بالأراضي الحكومية، قال أستاذ الشريعة :"الآثار المترتبة عليه طالما أن هذا الأمر من الكبائر وإذ لم يحذر صاحبها فإنه يعاقب يوم القيامة بنار جهنم كما قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، مستشهداً بقوله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)، فالآية القرآنية السابقة تحرم أكل الناس بغير حق، والاعتداء على الأراضي الحكومية يدخل في هذا السياق، وبالتالي إذا أكل هؤلاء التاجر أموال الناس بالباطل فمعنى ذلك انه يعاقب ويعذب عذابا أليماً في الآخرة".
**غضب الله
ومضي قنديل يقول:" الله عز وجل يغضب على الإنسان الذي يستهتر ويعتدي على الملك والنفع العام ويربط ذلك بالمصالح الشخصية، وغضب الله مستحق عليه، فقد أعد له عذاب اليم في الدنيا والآخرة، ثم أن لم يتب فانه مغضوب عليه وممقوت عند الله تعالى في الآخرة".
وشدد على أن الآثار الأخرى المترتبة على ذلك تتمثل في نوع جديد من أنواع أكل أموال الناس بالباطل هو "السحت" وهو الذي نهى الله عن أكله مصداقا لقول(أكالون للسحت) والنبي "صلى الله عليه وسلم" قال (أيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به).
واختتم أستاذ الشريعة والقانون حديثه "للرسالة" بتوجيه نصيحة لكل من يتاجر بالأراضي العامة، قائلا: يكفي لعاقل أن تكون العقوبة لذلك الأمر الخطير النار والمقت من الله تعالى وانه ممن غضب الله عليه وممن لعنه وممن انذره بالعذاب الشديد، وبأي شنئ سيردع هذا الشخص إن لم تردعه هذه الأشياء".