قائمة الموقع

تمرد دحلان يصل المقاطعة ويشعل الخلاف الفتحاوي

2016-10-24T06:02:45+03:00
صورة
الرسالة نت -محمد عطا الله

كالنار في الهشيم اشتعل مؤخراً الخلاف بين تيار رئيس السلطة محمود عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، مفجراً الأوضاع الداخلية لفتح مجدداً، ومنذراً بانشقاق جديد داخل الحركة الحافل تاريخها بالانشقاقات.

البداية كانت بدعوة دحلان لعقد مؤتمر لأنصاره في القاهرة قبل أن يتراجع عنه ويذهب لتأجيله، مرورا بالاشتباه في وقوفه خلف مؤتمر العين السخنة، وصولا لدعوة عباس عقد المؤتمر السابع نهاية الشهر المقبل.

ومما لا شك فيه أن الرئيس عباس حاول بكل ما أوتي من قوة لي ذراع الأخير على مدار السنوات المنصرمة، والتي كان آخرها قرار فصل المزيد من أنصار دحلان في قطاع غزة، ويقدر عددهم بـ200 شخص، إلا أن وصول التمرد الدحلاني لأعتاب المقاطعة وعقد اجتماع لأنصار المفصول وسط رام الله سابقة هي الأولى من نوعها منذ بداية الصراع الفتحاوي الداخلي.

على أعتاب المقاطعة

وفضّت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، السبت الماضي، اجتماعًا حضره المئات من عناصر القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "وفا" عن مصدر أمني قوله: "إن الاجتماع الذي عقد في رام الله غير شرعي وغير قانوني"، مشيرًا إلى أن قرار فضه كان بتعليمات سياسية.

وذكر من أسباب فض الاجتماع أن من يقف خلفه جهات تحمل أجندات خارجية تهدف لخلق أزمات وصراعات، إضافة إلى أن الاجتماع لم يحصل على الترخيص اللازم من جهات الاختصاص. وأكد أن "الأجهزة الأمنية لن تسمح بأي شكل من الأشكال بالتطاول والخروج على الشرعية وخرق سيادة القانون".

وكان المئات من أنصادر القيادي دحلان شاركوا في لقاء تشاوري يحمل عنوان: "وحدة فتح ضرورة فتحاوية ووطنية" من كافة المحافظات الشمالية والقطاعات الفتحاوية.

 اختراق المقربين

ومن المهم ذكره أن الصراع الفتحاوي الذي بدأ مع طرد دحلان من الحركة قبل أكثر من خمسة أعوام، لم يقتصر على "الحرب الكلامية" وتبادل الاتهامات بين القيادات المؤيدة لكل منهما، بل انتقلت بقوة لساحات العمل الميداني ومواقع التواصل، فيما شهدت عدة مناسبات عراكا بين أنصارهما، لكن كل ما سبق اقتصر على الفعاليات المضادة في قطاع غزة والخارج دون الضفة الغربية المحتلة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، قد نجح في اختراق الدائرة المقربة من الرئيس عباس، سعيًا منه للوصول إلى الرئاسة، وقال في حديث لـ"الرسالة": إن لديه معلومات مؤكدة تثبت نجاح دحلان في اختراق الدائرة المقربة والصلبة من عباس"، مشيرا إلى أن "هناك قناعة لدى المقربين من الرئيس عباس أن المستقبل لدحلان، وأنه هو الرئيس القادم".

وأكد أن علاقة هذه الشخصيات بالرئيس عباس ليست عقائدية كي يبقوا مخلصين له، لكنها علاقة مصلحة تنتهي مع انتهاء مصالحهم، منوها إلى أن "رجال عباس بدأوا يتساقطون، خوفًا وطمعًا، وبعض القادة في رام الله ينفذون أوامر رجال دحلان في غفلة من عباس".

 كفة عباس ترجح

وفي هذه النقطة يتفق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون مع سابقه، مؤكدا أن دحلان ما زال يحاول اختراق دوائر عباس في أكثر من اتجاه ولديه قدرات على الاختراق، "لكن هذه القدرات مازالت غير مؤثرة وغير قادرة على إيجاد تغيير حقيقي لمكانة عباس".

وأوضح المدهون في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الكفة الفتحاوية لا زالت ترجح لصالح عباس الذي نجح في الحد من حالات التمرد والتجنح المضادة له، وفرض وقائع جديدة على الأرض، يسعى من خلالها لطرد دحلان من الوسط الفتحاوي بشكل نهائي وتشكيل قيادة فتحاوية جديدة تكون أكثر ولاءً واتفاقا معه وعداءً وبُعدا عن دحلان.

وعن إمكانية نجاح عباس في طرد غريمه السياسي دحلان بشكل نهائي من "فتح"، أشار المدهون إلى أن فرصة نجاح الأول كبيرة ما لم تحدث مفاجآت وضغوط خارجية قد تفشل جهود عباس وتقلب الطاولة عليه.

وبالعودة إلى الكاتب أبو شمالة فقد لفت إلى أن بعض أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح يقدرون دحلان ورأيه، وينتظرون ساعة الصفر كي ينقلبوا على عباس وينصبوا دحلان رئيسًا بأي طريقة ممكنة"، وفق قوله.

وأشار إلى أن لجوء الرئيس عباس إلى تركيا وسعيه عقد لقاء مع قيادة حركة حماس، يؤكد ضعفه أمام تمرد تيار دحلان الأخير وخشيته على مستقبله السياسي.

وأخيرا يمكن القول إن وصول حراك تيار دحلان لعرين عباس يهدد المستقبل السياسي للأخير وينذر بتغير الصراع الذي وصل لمرحلة كسر العظم في الآونة الأخيرة.

 

اخبار ذات صلة