الرسالة نت - ياسمين ساق الله
اتفقت آراء مراقبين للشأن الفلسطيني أن المرحلة القادمة لن تشهد خطوات عملية ايجابية عربية تجاه تخفيف أو كسر الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة, لاسيما بعد مجزرة أسطول الحرية.
وأكد المراقبون في أحاديث منفصلة للرسالة على أن الأنظمة العربية تقف موقف الخجول تجاه اتخاذ خطوات حازمة لكسر الحصار كونها تخشى الإدارة الأمريكية, موضحين أن محاولات تضامن العرب تجاه غزة تأتي في محاولة لتخفيف الضغط الجماهيري على أنظمة الحكم.
وكانت الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية شهدت تصعيدا جماهيريا على خلفية حادثة مجزرة الحرية التي ارتكبتها قوات الإحتلال الإسرائيلي في عرض البحر فجر يوم 31 مايو/أيار 2010 ضد أسطول الحرية المتجه لكسر الحصار عن غزة، مما أدى لاستشهاد عشرين ناشطاً وضعف العدد من الجرحى.
تحرك خجل
المحلل السياسي حسن عبدو أوضح أن شرعنة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة سقطت بعد حادثة أسطول الحرية , قائلا:" هنالك اجماع عربي لاسقاط الحصار فهم يحاولون كسب هذه الموجة التضامنية والقدوم لغزة لتتناغم مع الحالة الجديدة التى صنعتها حركة التضامن الدولية بالتضامن مع الفلسطنيين".
أما المحلل السياسي حيدر عيد فيقول :"خطوات النظام العربي الرسمي هدفها تخفيف الضغط الشعبي المتنامي نتيجة جريمة الأسطول وليس من باب التضامن والتحرك الحقيقي تجاه كسر الحصار عن غزة", مضيفا:" يجب ألا نعول كفلسطينيين على النظام العربي بقدر مطالبة مؤسسات المجتمع المدنية العربية والدولية بالتدخل والتحرك ".
في حين المحلل السياسي هاني البسوس يؤكد أن مجزرة الحرية أحدثت نوعا من الخجل لدى العرب في اتخاذ أي خطوة لكسر حصار غزة , قائلا :" العرب يحاولون التضامن والتحرك مع غزة لكن في ظل وجود نظام عربي رسمي ضعيف وميت, وهذا ما لاحظناه في وجود توجه عربي لرفع الحصار بعد حادثة الأسطول كونهم باتوا يعلمون أن استمراره لن يجدي نفعا لإسرائيل ".
وضم أسطول الحرية متطوعين من أربعين دولة يجمعهم هدف واحد هو إيصال المعونات إلى سكان غزة وإعلان كسر الحصار بعد أن عجز العالم كله عن دفع إسرائيل طوعاً أو كرها إلى رفع الحصار، وإعلان فشل السياسة الإسرائيلية بكاملها ضد سكان غزة.
لا مبادرة عربية
ويضيف المحلل السياسي عبدو: "بالرغم مما حدث مؤخرا لا أعتقد أن يكون النظام العربي ايجابيا في الفترة المقبلة تجاه حصار غزة خاصة, كونه خرج من دائرة الصراع متخذا استيراتيجية السلام التى لا تفيد الفلسطينيين", قائلا:" يجب علينا عدم انتظار اي مبادرة عربية رسمية تجاه الوضع في غزة".
بينما قلل المحلل عيد من الجهود العربية الرسمية في المرحلة المقبلة تجاه الوضع في قطاع غزة رغم محاولات التضامن من قبل بعض الزعماء العرب, قائلا:" لا أعتقد أن يتخذ العرب خطوات عملية متواصلة تجاه كسر حصار غزة, كما حدث في قضية فتح معبر رفح التي تعتبر استجابة للضغط الجماهيري فقط وليس خطوة حقيقية لتخفيف الحصار".
بينما يقول المحلل البسوس:" لاشك أن هناك تضامن شعبي واسع عقب حادثة الأسطول لكن الأنظمة العربية تقف موقفا خجولا تجاه اتخاذ خطوات حازمة لكسر حصار غزة كونها تخشى موقف الإدارة الأمريكية ", موضحا أن المرحلة المقبلة لن تشهد مبادرة عربية مستقلة تجاه كسر أو تخفيف حصار غزة .
وكانت مصر قررت في الأول من حزيران/ يونيو، غداة الهجوم الإسرائيلي الدامي على الأسطول الدولي، فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى من أجل نقل المساعدات وعبور المرضى والفلسطينيين المقيمين في الخارج.
قرار عربي ضعيف
وفي السياق ذاته قالت الجامعة العربية أن أمينها العام عمرو موسى سيزور قطاع غزة الأسبوع المقبل للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الحصار ومناقشة قضية المصالحة الفلسطينية , لتعتبر الزيارة الأولى من نوعها إلى قطاع غزة منذ فرض الحصار الإسرائيلي.
وفي معرض رده على سؤال هل تعتبر الزيارات العربية الرسمية لغزة خطوة ايجابية لكسر الحصار لاسيما عقب حادثة الأسطول" قال المحلل عبدو:" الحصار لم يبدأ اليوم بل منذ فترة فكان بامكان أي زعيم عربي القدوم لغزة للتضامن والإطلاع على حجم المعاناة, وهذا دليل على ضعف العربي وعدم قدرته على اتخاذ إجراءات عملية وخطوات حقيقية لكسر الحصار".
في حين يضيف المحلل السياسي عيد :" زيارة أي زعيم عربي لغزة لن تأتي في سياق الرغبة الجادة لكسر الحصار كون النظام العربي الرسمي ضعيفا وقراراته مرتهنة بمصالح الإدارة الأمريكية بالمنطقة", مؤكدا على أن الشعوب العربية بحاجة لنظام عربي شعبي مواز لمصالحها.
أما البسوس فيعتبر زيارة الأمين العام للجامعة العربية لغزة مبادرة شخصية وفردية تعبر عن موقف شخصي وليس جماعيا للدول العربية , قائلا:" زيارته لا تعبر عن موقف رسمي عربي تم اتخاذه من الجامعة العربية, لذا لن يتخذ العرب أي موقف حازم تجاه كسر حصار غزة إلا بالموافقة الأمريكية".
ومن ناحيته قال عبدو: النظام العربي لم يقدم على خطوة الزيارة لغزة إلا متأخرا وذلك بعد ما سقطت شرعية الحصار , فكان بإمكانه المجيء لغزة قبل مجزرة الأسطول وليس بعدها ", مقللا من أن حدوث خطوات ايجابية من العرب تجاه كسر الحصار.
ويوافق عيد رأي سابقه قائلا:" النظام العربي لم يتحرك تجاه غزة فالحصار مفروض منذ فترة طويلة ولم يتحرك أي نظام عربي رسمي فما الذي يدفعه على التحرك الآن ,فلا شي يجبره على تغير سياسته تجاه القطاع ".
وطالب البسوس بأن تتغير مفاهيمنا حول النظام العربي الرسمي من خلال اعتمادنا على قاعدة الجماهير العربية وليس الحكومات الرسمية.
يذكر أن الحصار الإسرائيلي ما زال متواصلا على قطاع غزة للسنة الرابعة على التوالي ليزيد من معاناة المواطن الغزي.