قائمة الموقع

مقال: خراب بيوت

2016-10-27T05:44:39+03:00
بقلم/وسام عفيفة

كم من صرخة مكتومة خشية الفضيحة في مجتمع "يعشق النميمة" وينشط فيه طباخو الاشاعات الذي يجيدون إضافة "بهارات" التهويل والاثارة، حتى يتلقفها صيادو المال والاعراض.

أما الصرخة فهي للفتيات ضحايا الهواتف الذكية والإنترنت، وخلفية الفضيحة نشر صور وفيديوهات شخصية في أوضاع أقل ما يقال عنها "بيتية"، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، او فريسة في أيدي صيادي العار ومتحرشي الانترنت، لتبدأ رحلة التعذيب النفسي والابتزاز المالي، "والشلوحة" على نار الفضيحة.

في زمن السلفي والعالم خلفي، وازدياد هوس تصوير تفاصيل الحياة الشخصية، تقع الفأس في الراس عندما تصل صورة مراهقة او مقطع فيديو الى ذئب الكتروني، حيث يحول الهاتف الذكي تلك الفتاة الى أغبى ضحية تعتقد أن حياتها الخاصة يمكن أن تكون في مأمن على ذاكرة جوال او في تطبيق فيس بوك، وتكتمل فصول الغباء عندما ترسل لصديقتها عبر واتس أب مقطع رقصها في عرس، أو ترتدي ملابس كاشفة، لتكتشف أنها أصبحت "عارضة" على يوتيوب.

فضائح الانترنت وجرائم الشرف الالكترونية تتفاعل في صمت بين الضحايا والمبتزين، والقليل منها يصل الى أروقة الشرطة والقضاء، وبسببها تسقط عائلات، وترتكب جرائم قتل "للشرف" وتقع عمليات انتحار، ضحاياها مراهقات وفتيات ومتزوجات، والصيادون بيننا منتشرون عبر الشبكة العنكبوتية من كافة الجنسيات.

 في زمن الفوتوشوب وبرامج المونتاج يسهل تزوير محتوى جنسي لإسقاط العفة وانتهاك الاعراض في مجتمع لا يرحم ولن يبحث خلف الحقيقة.

هنا اقتبس رأي إنعام آل آشا خبيرة علم النفس وناشطة حقوق المرأة بالأردن: "للغرب ثقافة مختلفة؛ إن صورةً عارية قد تكون سبباً لإهانة فتاة. لكن في مجتمعنا، قد تكون الصورة العارية سبباً لموت الفتاة. وحتى لو لم تنته حياتها بدنيا، فإنها تنتهي اجتماعيا ومهنيا، وينتهي بها المطاف معزولةً ومنبوذةً".

رغم الارتفاع الكبير في حالات الابتزاز الإلكتروني إلا أن أكثر حالات الاستغلال تلك لا يبلغ عنها لأن القوى التي تجعل المرأة عرضةً للاستغلال تكون حريصةً على إبقاء النساء صامتات.

ربما تبدو الظاهرة بعيدة عن العيون لكنها أصبحت عنوانا لـ "خراب بيوت"

اخبار ذات صلة