قائد الطوفان قائد الطوفان

موسم فاكهة البحر

"أبو جلمبو" يشارف على وداع عشّاقه في غزة

غزة- محمد عطا الله

بدقة وحرفية عالية يخلّص الصياد حازم صلاح عشرات السلطعونات أو ما يعرف باسم "أبو جلمبو" التي علقت في شباك صيده، متكئا على حائط منزله الذي لا يبعد سوى 50 مترا عن البحر في منطقة الشاطئ غرب مدينة غزة.

 ومع بدء حلول موسم السلطعونات في قطاع غزة، يلقي الصياد صلاح بشباكه في ساعات المساء قبل أن يعود في الصباح الباكر لسحبها، وتخليصها ثم بيعها لجلب قوت يومه.

ويستغل الأربعيني موسم "أبو جلمبو" لتعويض خسائره التي تكبدها في ظل شح الأسماك لهذا العام نتيجة الحصار البحري الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة، ويمنع الصيادين من الابحار لأكثر من 6 أميال بحرية.

وتتميز "سلطعونات البحر" بمذاق لذيذ وقيمة غذائية عالية وإقبال كبير من قبل الغزيين في موسمها خلال الفترة الحالية من كل عام، وبالرغم من الصعوبات التي تواجه الكثيرين في التعامل معها وتناولها، إلا أن مذاقها وطعمها تبقى السمة الفارقة والمميزة لمثل هذه الكائنات البحرية.

ورغم عدوانية "أبو جلمبو" إلا أن صلاح بات لا يأبه بالجروح التي يتركها على يديه أثناء تخليصه من الشباك، فهو يدرك أن صعوبة الظروف الاقتصادية بغزة أقسى من "الوخزات" التي يسببها السلطعون بكُلابيه (مخلبيه)، لا سيما وأنه يبقى حياً لفترة طويلة بعد اصطياده.

في المقابل يبدي الصياد عثمان راضي، اعجابه بموسم "أبو جلمبو" لهذا العام، مشيرا إلى أنه وداعه بات قريبا، "بعد شهر من كتابة هذا النص".

ويقول الصياد راضي المشهور بلقب "القلق" في حديثه لـ"الرسالة" إن أكلة السلطعون أصبحت تنافس بقوة غيرها من أصناف السمك الأخرى، حيث يزيد اقبال المواطنين على شرائها خلال موسمها الحالي.

ويؤكد الخمسيني "القلق" أن اقبال المواطنين على سلطعون البحر يرجع لتميزه بالمذاق اللذيذ وتعدد طرق طبخه، ويمكن تناوله مسلوقا أو مشويا أو مقليا أو ضمن أطباق أخرى، ولكن يفضله سكان القطاع مشوياً على الفحم.

ويلفت إلى أن سعره مناسبا لجميع المواطنين خاصة الفقراء منهم، حيث يصل متوسط سعر البكسة الواحدة قرابة الثلاثين شيكل، على حد قوله.

ويتخذ الصياد "القلق" من كشكه الصغير المجاوز لمسجد الخالدي في منطقة السودانية شمال القطاع، مكانا مفضلا يطهو فيه السلطعونات لزبائنه الذين يطلبونها منه عبر "الهاتف" بالطريقة المفضلة لديهم مقابل عائد مادي بسيط.

وتعد "السلطعونات" التي تنحذر من فصيلة القشريات، وتعيش في المياه المالحة قرب الشواطئ مدفونًا في تربة القاع تحت طبقة رملية بأعماق بسيطة، من ألذ المأكولات البحرية، خاصة الإناث منها لكونها تحتوي على كميات كبيرة من الكافيار اللذيذ والمفيد.

البث المباشر