قائد الطوفان قائد الطوفان

دماء شهداء الإعداد تخضب ميدان المواجهة المقبلة

خانيونس-نور الدين الغلبان

يخضب شهداء الإعداد في قطاع غزة، ميدان المواجهة المقبلة مع الاحتلال الإسرائيلي بدمائهم، معبدين طريق النصر بجهدهم وجهادهم تحت الأرض وفوقها، مجسدين عزيمة وإرادة فولاذية لا تعرف المستحيل في طريق الإعداد لتلقين العدو دورساً في فنون القتال. 

ورغم أنهم في ساعات فراغهم يتحركون بين أهلهم وأصدقائهم بوتيرة طبيعية، إلا أنهم إذا دقت ساعة الرباط والجهاد توجهوا لنقاط متفق عليها بعد أن يتخلصوا من وسائل التكنولوجيا، فينخرطوا في مهام عسكرية تكلفهم كثيراً فوق الأرض وتحتها.

ورجال الإعداد يتوجهون خفيةً وضمن ترتيبات خاصة إلى فوهات الأنفاق، ويشرعون ليل نهار في شق بطن الأرض عشرات الأمتار يومياً؛ استعداداً لجولة مقبلة مع الاحتلال الإسرائيلي طال الزمان أو قصر.

ومن هؤلاء، الشاب أمير جابر أبو طعيمة (22 عام) من مسجد عز الدين القسام بمنطقة عبسان الجديدة شرق محافظة خانيونس، الذي ارتقى شهيداً أثناء عمله بأحد أنفاق المقاومة على طريق ذات الشوكة، إذ أنه كرفاق دربه لا يعرفون للراحة والقعود سبيلاً.

ويعبر والد الشهيد أمير عن فخره بارتقاء ابنه خلال عمله مع المقاومة، ومضى يقول: "أمير عشق عمل المقاومة ومواجهة الاحتلال منذ صغره فسارع بالالتحاق لصفوف القسام منذ سنوات".

ويصف أبو طعيمة نجله الشهيد "بالدقيق"، وقال: "تميز بالعمل بهدوء وبدون إشارات تدل على عمله في صفوف المقاومة". وتابع بفخر: "ابني وأنا وكل أبنائي الباقين وما أملك فداء للمقاومة ولفلسطين، كلنا هنا أبناء وطن واحد، والكل يقدم من أجل الآخر".

وأشار إلى أن الأمن الذي نعيشه هو بفضل المقاومة وبفضل جهود ودماء هؤلاء الشباب الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله عز وجل، مشدداً على أن "الوطن أغلى من أبنائنا، ونحن مستعدون لتقديم أغلى ما نملك، في بلدنا المبارك"، معبراً عن رضاه الكامل بقضاء الله وقدره.

عائلات شهداء الإعداد لم تعتبر يومًا أن أبناءهم ارتقوا في طريق غير الذي تمنوه، فإن أسمى ما تمناه الشهداء هو قضاءهم في مهمات جهادية تثخن الجراح في جسد الاحتلال بكل الوسائل والخيارات.

أما الوالدة الصابرة على فقد نجلها، فتدعو المولى أن يجعل مثواه الجنة، قائلة: "كل يوم كان يصحو من نومه فجرا ويوقظ أشقائه ويدعوهم لتأدية فرض الفجر حاضرين في المسجد".

وتابعت لمراسل "الرسالة نت" ودموعها تسيل على خديها: "كان أمير صمام الأمان في البيت والحارس الأمين"، مضيفة: "اسأل الله أن يرضى عنه ويثيبه الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء".

وكانت كتائب القسام قد نعت الشهيد أبو طعيمة في بيان عسكري لها، مؤكدة أن دماء الشهداء ستبقى نبراسًا في طريق تحرير فلسطين، ونارًا تحرق المحتلين حتى يندحروا عن أرضنا.

وتابعت الكتائب:" على طريق ذات الشوكة يمضي مجاهدو القسام الأبطال، لا يعرفون للراحة أو القعود سبيلاً، فصمتهم ما هو إلا جهادٌ وإعدادٌ لطالما رأى العدو والصديق ثمرته في ساحات النزال، فمن التدريب إلى التصنيع إلى حفر أنفاق العزة والكرامة إلى المرابطة على ثغور الوطن، سلسلةٌ جهاديةٌ يشد بعضها بعضاً".

وارتقى العشرات من رجال المقاومة في مهام جهادية في إطار إعدادهم واستعدادهم لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في أي مواجهة مقبلة، مسطرين بأرواحهم ودمائهم وتضحياتهم أروع صور الفداء والبطولة.

البث المباشر