قائمة الموقع

غزة تضمّد جراحها .. ومستقبل الحصار بيد الأقوى

2010-06-10T18:00:00+03:00

 

الصوّاف: فتح المعبر هدفه تخفيف الضغط على مصر

قاسم:الحصار سيستمر ما دام ميزان القوى في صالح "إسرائيل"

شراب:"سلطة رام الله" غيّرت من لهجتها إدراكا منها بواقع غزة

الرسالة نت - محمد بلّور

ما أن اختفت سارية سفينة "مرمرة" حتى شرعوا في طلاء وجوههم بالمساحيق هربا من الحرج السياسي المتفشي على جباههم .

وتوالت ردود الأفعال والمواقف بعد مجزرة أسطول الحرية, فمصر فتحت معبر رفح وبرلمانيون عرب بدؤوا زيارة مستعجلة لغزة فيما قاطعت بعض الدول  العدو بسحب سفرائها ومقاطعته .

ولكن ما هو مستقبل "المصالحة والمواقف السياسية المؤثرة ومعبر رفح جملة واحدة ؟ , ولا أحد يدري هل ما حدث مجرد جولة احتجاجات أم نقطة تحوّل حقيقية في المواقف المحلية والدولية.

معبر رفح

لو كان معبر رفح بالنسبة للفلسطيني "زوجة عاصية" لطلّقها طلاقا بائنا لا رجعة فيه لكن المشكلة أنه قريب من الدرجة الأولى لا ينفع معه البراءة أو المقاطعة فهو المنفذ الوحيد للعالم.

واستبعد المحلل السياسي مصطفى الصوّاف وقوع أي تغيّر في الموقف المصري تجاه قطاع غزة قائلا:"فتح المعبر لم يكن خدمة لغزة بل لتخفيف اللوم الداخلي والضغط الخارجي على القاهرة".

ورأى أن فتح المعبر رهن قرار أمريكي-إسرائيلي للتخفيف عن إسرائيل التي تشوهت بعد جريمة أسطول الحرية.

وأضاف الصواف:"تعاملوا مع البرلمانيين بقسوة ما يؤكد أن فتح المعبر رغبة إسرائيلية وقرار أمريكي" .

وقال إن مصر لم تسمح سوى لثلث الراغبين بالسفر من اجتياز أراضيها بينما لم يسمح لأي مسئول من غزة استخدام المعبر بشكل طبيعي موضحا أن مصر لازالت مع استمرار الحصار.

أما المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم فأكد أن مصر لا تملك أمرها بشان معبر رفح فلا سيادة لها عليه .

وأضاف:"كل ما لها عليه مجرد حكم ذاتي كما هو حكم السلطة عندنا لذا لا يفتح المعبر إلا بموافقة أمريكية-إسرائيلية وقد فتحوه الآن لأن الحكومات العربية بعد المجزرة في وضع محرج وإسرائيل وأمريكا غير مستعدة أن تضحي بها ففتح المعبر مجرد تنفيس لن يستمر" .

وابتعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر الدكتور ناجي شراب عن سابقيه قليلا مشددا أن غزة تعتبر في موقع استراتيجي بالنسبة لمصر وأنها أحد مكونات السياسة المصرية .

وأضاف:"مصر قد تكون مستهدفة من عدة أطراف في المنطقة ولا شك أن فتح المعبر بشكل متقطع يوتر الأوضاع ولكنها بعد مجزرة الحرية والضغط التركي والإيراني استعادت دورها وفتحت المعبر" .

أما حماس أكثر المعنيين بالأمر فقد رحبت على لسان د.صلاح البردويل بإعلان اسبانيا التقدم بخطط للاتحاد الأوروبي لرفع الحصار الصهيوني عن قطاع غزة.

وأشار البردويل في تصريحات صحفية نشرت قبل أيام أن حركته لا تمانع فتح المعبر بوجود مراقبين دوليين، مشددا على حق الشعب ي وجود ممر بحري بعيدا عن الكيان الصهيوني.

 وأضاف:" إذا كان الممر البحري سيقام عليه مراقبة دولية بعيدة عن الكيان الصهيوني فإن حماس ستدرس هذا العرض بكل جدية". 

لكن مسئولا أمنيا مصريا نشر تصريحا صحفيا أكد فيه إن بلاده لن تغلق المعبر ما لم تحدث أية انتهاكات من الجانب الآخر للحدود- يقصد حماس.

 وينبغي الإشارة إلى أن مصر ستنتهي بعد أسابيع من بناء الجدار الفولاذي ما سيحرم غزة من البضائع القادمة عبر الأنفاق ويفاقم من معاناة المواطنين.

 حراك جديد

وفيما كانت الكاميرات والصحف تتحدث عن معبر رفح المتحسن إلى حين جمع لقاء في شرم الشيخ كل من "جو بايدن" نائب الرئيس الأمريكي مع الرئيس المصري في خطوة لتجميل وجه إسرائيل بعد مجزرة قافلة الحرية عبر طرح حلول جديدة لتخفيف الحصار على المقاس الإسرائيلي  .

 وتوقع المحلل الصواف بقاء الحصار إلا إذا تطور الموقف العالمي والعربي بشكل إيجابي نحو مأساة غزة.

وأضاف:"الحراك الآن على أكثر من صعيد, تركي وإسلامي وأحيانا عربي إضافة إلى وجود رأي عام دولي يتحدث عن وسيلة لرفع الحصار".

أما المحلل قاسم فأكد أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي لمصر ما هي إلا محاولة التفاف جديدة لرفع الحصار.

وأضاف:"يحاولون إرسال مواد غذائية لغزة بدل إسرائيل ببدائل أخرى والتفتيش نيابة عنها كما كان يحدث سابقا في معبر رفح قبل سنوات وهذا لن يكون رفعا للحصار" .

وأشار أن الحصار سيستمر ما دام ميزان القوى لصالح إسرائيل ما لم تردع موضحا أن زيارة عمرو موسى لغزة ما هي إلا خطوة لتبيض الوجه لا تحمل أي دلالة حقيقية .

وحول تصريحات (بايدن) التي دعت لبحث سبل إيصال المساعدات الإنسانية لغزة رأى د.البردويل أن تصريحاته ملغومة و أقرب إلى التهديد منها إلى الوعود وأنها تدلل على أن (أمريكا) لا زالت تستخدم لغة العنجهية والصلف وفرض الوقائع" .

 وبخصوص زيارة عمرو موسى لغزة دعا المحلل الصواف موسى لزيارة غزة بصفته الشخصية بعيدا عن صفته الاعتبارية التي لن تقدم شيء لغزة.

وفي ضوء الحراك الدولي الجديد ذابت فقاعة سلطة رام الله التي حاولت إلقائها فوق رؤوس الأشهاد بتمثيل دور من يمد يده للمصالحة وسط الأزمة .

 وفيما أجمع كل من المحللين قاسم والصواف على فشل المصالحة حاليا وتجاوز الخلافات بين الطرفين رأى المحلل شراب أن سلطة رام الله بدأت تتحدث منذ فترة بلهجة مختلفة إدراكا منها بواقع غزة بعيدا عن مصطلحات الانقلاب والسيطرة.

 ولا يبدو أن المشهد الفلسطيني ماض باتجاه تغير حقيقي في ظل الغطرسة الإسرائيلية وتواطؤ الأطراف المؤثرة بينما ستبقى غزة وحدها مضطرة للصمود والعضّ على جراحها من جديد.

 قوافل بحرية

وسيضطر الصحفيون لشراء كريم واق من الشمس, فمن المتوقع أن تتواصل القوافل البحرية في محاولة الوصول لشاطئ غزة كما أعلنت أكثر من جهة .

ورأي المحلل الصواف أن قوافل السفن ستستمر وأن الاحتلال سيواصل ردعها بذات الطريقة بينما سيمثل استمرار الرحلات البحرية عامل ضغط .

 وأضاف:"هدف السفن اعتباري وليس اغاثياً بالدرجة الأولى وهم يطمحون في إنشاء خط بحري مع غزة لكسر الحصار" .

ويدور الحديث الآن عن إيجاد آلية لمراقبة السفن وتفتيشها إن تمكنت من الإبحار تجاه غزة في الوقت القريب.

أما المحلل شراب فيرى تطورا ايجابيا في موقف تركيا بعد مجزرة البحر وملتزم في ذات الوقت مضيفا:"لهم دور متكامل مع الدور العربي فلا يقدمون أنفسهم على أنهم بديل" .

بدوره استبعد المحلل قاسم أي تقدم في المشهد السياسي طالما استمرت إسرائيل في عدوانها قائلا:"الاختراق لن يكون من بحر ولا بر بل إن تلقت إسرائيل ضربة من إيران أو حزب الله وحتى الآن لا يبدو أي طرف أنه سيوجه ضربة وتركيا لن تواجه إسرائيل مباشرة" .

ويبدو الفلسطينيون مضطرين لابتداع طرق وأساليب جديدة في معركة الحصار وعدم الاكتفاء بالاستعانة بالمواقف الايجابية المحدودة هنا وهناك فالسنوات الماضية أثبتت أن غزة تتلقى الضربات وحدها .

 

اخبار ذات صلة