قائمة الموقع

وفاء للأقصى.. الممرضة زهرة تضمد جراح المقدسيين

2020-10-06T19:32:00+03:00
الممرضة زهرة قوس
الرسالة نت– مها شهوان

كما برها بوالدتها أيضا كانت بارة بالأقصى، فاستقالت زهرة قوس -39 عاما- من عملها في مستشفى المطلع بعدما عملت ممرضة 14 عاما، لتتفرغ لخدمة والدتها والعمل في عيادة المسجد الأقصى من الصباح الباكر وحتى العشاء.

ولدت "زهرة" في حي الجالية الأفريقية قرب باب الناظر-أحد أبواب المسجد الأقصى- لأب تشاديّ وأم فلسطينية، وتلقت تعليمها في مدارس القدس، ثم اتجهت لدراسة التمريض في كلية مشفى المقاصد بالقدس.

كأبناء القدس عشقت البلدة القديمة التي تسكنها وبغضت الاحتلال الذي يمعن في تنغيص حياتهم لذا عملت بإخلاص لمداواة المصابين، وبمجرد أن يكون هناك اقتحام أو اعتداء من قبل جنود الاحتلال داخل باحات المسجد الأقصى تهرع بواسطة عربة قديمة تشبه "التكتوك" لنقل الجرحى.

ضمدت جراح المئات من الشبان وكبار السن وأيضا النساء والأطفال الذين نالوا نصيباً من أذى الاحتلال في عيادة الأقصى خلال الاقتحامات المستمرة.

وخلال انتفاضة القدس الثالثة وخاصة أيام البوابات الإلكترونية، ساد التكافل الاجتماعي والحرص على روح الجماعة واستمرارية الرباط، وكان إطعام الطعام وتقديم المشروبات أحد هذه الوسائل، وكانت الممرضة من أوائل الناس الذين أطعموا المرابطين على باب المجلس.

وتحكي الممرضة أنه حفاظا على أمن وخصوصية الجرحى لا يسألون عن أسمائهم ولا تسجل بياناتهم، خوفا عليهم، كما وتستخدم المركبة الكهربائية الخاصة بنقل المصابين داخل الأقصى، وتساعد الطبيب المناوب وتقوم بعلاج المرضى الذين يتناسب عددهم طرديا مع عدد زائري المسجد.

ولا تقتصر الخدمات التي تقدمها عيادة المسجد الأقصى على الزائرين الفلسطينيين بل والوافدين الأجانب ومن يحيط بالمسجد من السكان الذين يترددون عليها باستمرار.

وتلبي الممرضة المقدسية نداء المصابين على أبواب المسجد وخارجه، وتؤكد أنها عالجت مرارا طلبة مدرسة دار الأيتام القريبة من بيتها بعد اعتداء قوات الاحتلال عليهم بقنابل الغاز.

وفي أحد الأيام تلقت الممرضة زهرة عبر جهاز اللاسلكي الخاص بعملها نداء بوجود امرأة كُسر حوضها بعد اصطدامها بحاجز لشرطة الاحتلال قرب باب السلسلة بعد منعها من دخوله ما أدى لانفعالها وإصابتها، عندئذ توجهت إليها وتم نقلها بواسطة المركبة الكهربائية إلى باب الأسباط حيث أقلتّها سيارة الإسعاف من هناك إلى المستشفى.

يصفها المقربون منها وكذلك المقدسيون بزهرة القدس التي لن تذبل، وينادونها بـ "أم الجميع"، فرغم أن التمريض يعد مهنة شاقة إلا أن "زهرة" اعتادت عليها وواصلت عملها رغم اعتداء القوات الإسرائيلية الخاصة عليها عدة مرات داخل الأقصى، وابعادها عن المسجد لفترات متفاوتة واعتقالها لمرتين لقيامها بواجبها الإنساني.

وتصف "زهرة القدس" فترة ابعادها عن المسجد الأقصى بالقاسية كونه المتنفس الوحيد لها وأقرب مكان لروحها، مستغربة كيف تتهم بالتخريب بالمسجد المبارك في الوقت الذي تؤدي دور ملائكة الرحمة داخل باحاته وتقدم العلاج للمصلين.

ليس الأقصى فحسب هو مكان عمل الممرضة زهرة بل اتخذت من بيتها المجاور للمسجد عيادة لمساعدة أهالي حيها منذ عشر سنوات، وهو ما جعلها شاهدة على العديد من الأحداث التي دارت داخله وعلى أبوابه، فهي وإن لم تكن على رأس عملها تهرع مسرعة لتقديم المساعدة للمصلين في الأوقات الحرجة.

 

 

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة