عمان – الرسالة نت
انطلقت في عمان اليوم الخميس مبادرة لكسر الحصار الثقافي المفروض على قطاع غزة بمشاركة واسعة من مؤسسات مدنية -بينها المرصد الطلابي العربي لضحايا الاحتلال والحصار- لجمع ثمانية آلاف كتاب في صنوف المعرفة المختلفة.
وفي الوقت ذاته يستعد الاتحاد العام للطلبة العرب ومقره دمشق لتسيير قافلة طلابية عربية لغزة انطلاقا من العاصمة الأردنية عمان في 15 تموز/يوليو المقبل.
ووفق ما قاله رئيس الاتحاد فإن اجتماعات تنسيقية تجري حاليا مع السفير المصري بالعاصمة السورية لبحث التفاصيل.
وقال منسق المبادرة التشكيلي عبد العزيز أبو غزالة إن كسر الحصار الثقافي المفروض على غزة جاء تلبية لنداء من أهلنا رافقه تجاوب شخصيات وطنية وهيئات ومؤسسات في دول عربية شقيقة كمصر والمغرب والجزائر وقطر إضافة للأردن.
وأضاف أن الحملة انطلقت من "محترف رمال" للفنون بعمان حيث تم تقديم 3000 كتاب فورا من مكتبته الخاصة لتكون نواة للحملة التي يتوقع أن تجمع 8000 مؤلف في حقول المعرفة المختلفة خلال أيام.
وبحسب أبو غزالة فإن الآلية التي تضمن إيصال الكتب لم تتضح بعد وأنها قيد البحث حاليا مع أشخاص اعتباريين ونقابات، وقال لدينا اتصالات مع أهلنا في غزة لتسهيل المهمة الثقافية.
وأضاف "لم نستشر الحكومة الأردنية بهذا الشأن لأن القضية أهلية تماما، والمبادرة تنسجم مع مطالبات مؤسسات المجتمع المدني بكسر الحصار بكافة أشكاله".
غزة تفك الحصار
من جانبه يرى الشاعر ماجد المجالي أن غزة تفك الحصار عنا لأن الثقافة طريقة الحياة، وقد ارتقت غزة لأعلى مستويات التفوق على كل أشكال التقنية للعدو، وتعيش نموذجا لكل الحالمين بكسر أغلال الطغيان.
وقال :" هناك دول كثيرة لا تستطيع أن تتلفظ بكلمة في مواجهة الطغيان الأميركي الصهيوني، في حين تشهر غزة السلاح المتاح في مواجهة الطغيان وتدفع أقسى ضريبة.
وبحسب المجالي فإن المثقفين لم يبذلوا الجهد المطلوب للضغط على حكوماتهم لفك الحصار، وأبناء أمة غزة أول محاصريها، فحصار العدو أمر طبيعي ولكن سكوتنا ومشاركتنا غير طبيعييْن.
المجالي: المثقفون لم يبذلوا الجهد المطلوب للضغط على حكوماتهم لفك الحصار عن غزة (الجزيرة نت)
وقال إن دعم غزة بالكتب يشبه سلوك بعض المشاركين في أسطول الحرية الذين استطاعوا اختطاف سلاح الجنود الإسرائيليين ورميه في البحر ليثبتوا أننا لسنا أمة سيف بقدر ما نحن أمة قلم.
واعتبر المجالي أن "محاولة كسر الحصار الثقافي المفروض على غزة مرتبطة بفكرة تتلخص في أن يرتقي الإنسان لما هو أسمى من التوحش العضلي المتمثل في التفنن في صناعة واستخدام أدوات الموت، فالكتاب هو أبرز أدوات الحياة، والسلاح هو أبرز أدوات الموت".
وقال إن غزة تصنع الحياة ولا بد من أن نزودها بأدوات الحياة في مواجهة صانعي الموت، فإسرائيل ركزت قصفها على المدارس للحيلولة دون أن تقرأ أمة اقرأ.
فنانون عالميون
بدوره قال أخلد نواس المشارك في مبادرة كسر الحصار الثقافي إن اتصالات تجري حاليا لإرسال قافلة تضم فنانين عالميين إلى غزة لإعطاء القضية بعدها الإنساني.
وقالت ربا البريم المتطوعة في الحملة إن ما نقوم به واجب قومي وديني، فحصار غزة ظالم وعلينا إنهاؤه، متسائلة كيف يحرم شعب من حقه في التعليم والعلاج والثقافة!!؟.
وترى أن المبادرة بمثابة بصيص أمل لها ولزملائها، وفرصة ليشعر أهلنا بغزة أن همهم همنا، ولن نهنأ ماداموا محرومين من لقمة العيش وحبة دواء وكتاب يوسع مداركهم وآفاق معرفتهم.