لأول مرة.. أياد ناعمة تزاحم المسعفين في ملعب اليرموك

مراية المسعفات
مراية المسعفات

غزة-أمل حبيب

لم يكن الثاني والعشرين من تشرين الحالي بالنسبة لحنان أبو قاسم يومًا خريفيًا تتساقط فيه أوراق الشجر، فحسب، بعد أن حطت رحالها على أرض ملعب اليرموك وسط غزة كأول مسعفة مع زميلتها الهام الشحري! 

تفاصيل اليوم الأول لن تنساها أبو قاسم بدءًا بعين الدهشة التي فتحتها الجماهير المشجعة، مرورًا بتساؤل المارة عن سبب تواجدها، وليس انتهاءً بخطفها وزميلتها المسعفة لعدسات المصورين بدلا من توثيق المباراة!

 بين مؤيد ومعارض!

هو أول تواجد لمسعفات ضمن التغطية الاسعافية لفريق الجمعية الفلسطينية للإسعاف لمباريات الدوري الممتاز بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، تؤكد ذلك أبو قاسم (28) عامًا خلال حديثها "للرسالة"، وتضيف:" أردنا التأكيد على أهمية تواجد المرأة الفلسطينية في شتى المجالات لأنها قادرة على العطاء ولا سيما في مجال الإسعاف والطوارئ.

وتتمنى أبو قاسم أن يتحقق حلمها وترى عدد المسعفات في قطاع غزة بعدد المسعفين الرجال، وألا يقتصر دورهن في أوقات الحرب، بل من المهم من وجهة نظرها أن تعمل المسعفة في السلم كما عملت وزميلتها خلال مباريات لكرة القدم.

تواجدها في مجال الإسعاف كان منذ تخرجها عام 2014 خلال عملها مع الهلال الأحمر الفلسطيني أو الجمعية الفلسطينية للإسعاف والطوارئ بعد ان حصلت على دبلوم متوسط بالإسعاف والطوارئ (ضابط إسعاف).

منتصبة القامة، تغطي رأسها بحجابها، ويلف كتفيها ذاك الرداء فاقع اللون لخضاره الذي سر بعض الناظرين واستاء منه آخرون، حيث ارتدته مسعفات زاحمن الرجال لأول مرة في غزة في الملاعب الرياضية!

فلم يكن هينًا تقبل الجمهور والحضور لأول مسعفتين مؤهلتين للتغطية الاسعافية في الملعب، وعن ذلك علقت أبو قاسم:" تحولت الى قضية رأي عام بين مؤيد ومعارض الا أن حجم التفاوت دفعني للاستمرار حيث نزلت السبت الماضي للملعب من جديد لإسعاف الإصابات".

المسعفة أبو قاسم والتي تزامن تواجدها مع إصابة حرجة للاعب بالنادي الأهلي ماجد التتري بعد تعرضه لكسر كامل مع التواء، فقامت بدورها في إسعافه، ولم تكتف بتزويده بالدعم العلاجي، بل قدمت للمصاب الدعم النفسي من خلال طمأنته على اصابته بقولها " انت بخير" لاسيما بعد تعرضه لحالة انهيار عصبي.

أبو قاسم التي استشهدت خلال حديثها مع "الرسالة" بتواجد المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام كممرضات لتداوي جرحى الغزوات، أبدت تمسكها بعملها قدر المستطاع طالما أن مهمتها إنسانية وأنها وزميلتها تتمسكان بالضوابط الشرعية والمجتمعية.

وتؤكد المسعفة أن تدافع وكالات الأنباء الدولية والمحلية ووسائل الاعلام لإيصال رسالتها من عملها من ملعب غزة، هي دليل قاطع على نجاح المرأة بعملها حتى من قلب الملاعب التي لم تشهد تواجدها يومًا.

وختمت حديثها بابتسامة سبقت قولها: "الصحفيون والمصورون تركوا المباراة وتوجهوا صوبنا لإجراء مقابلات معي وزميلتي المسعفة".

 

البث المباشر