أصدرت وزارة الصحة برام الله تقريرا صحفيا مفصلا نشر على عدة وكالات نقلت فيه أرقاما حول التحويلات الطبية لمستشفيات القدس والضفة الغربية، بعد تحقيق "الرسالة" الذي حمل عنوان "التحويلات الطبية للنجاح..كفة الحمدلله ترجح".
ومن اللافت في التقرير المنشور أن وزارة الصحة استعرضت خلاله العدد الكلي المحول في النصف الأول من العام لمستشفيات القدس والضفة الغربية، إلا أنها لم تذكر رقمًا كليًا لعدد التحويلات الطبية لمستشفى النجاح واكتفت بالحديث عن عدد التحويلات لبعض التخصصات، كما أنها لم تتطرق إلى الزيادة في العدد منذ العام 2013 وحتى العام الحالي.
وأشارت إحصائيات وزارة الصحة إلى أنه جرى إصدار 17647 تحويلة للمستشفيات الأهلية والخاصة في الضفة الغربية، منها 2663 للمستشفى الأهلي في مدينة الخليل، و1405 تحويلات للجمعية العربية في بيت لحم، و1355 تحويلة للمستشفى العربي التخصصي بنابلس منها 946 تحويلة للقسطرة وجراحة القلب، و839 تحويلة لمستشفى الميزان في الخليل.
فيما لم تتطرق تلك الاحصائيات لأرقام شاملة تتعلق بالتحويلات لمستشفى النجاح بنابلس واكتفت بانتقاء بعض التخصصات.
وأشارت إلى أنه جرى إصدار 1773 تحويلة لعلاج الأورام وأمراض الدم لمستشفى النجاح في النصف الأول من العام الجاري منها 16 عملية لزراعة نخاع العظم الذاتي، إضافة إلى 420 تحويلة لأمراض القلب، و266 تحويلة لمرضى العيون.
ورغم توجه "الرسالة" لوزارة الصحة وقت إجراء التحقيق بمراسلات تحتفظ الرسالة بنسخ عنها إلا أنها رفضت الحديث عن الإحصائيات أو الرد على الاستفسارات.
ويستعرض التقرير آراء عدد من المستشفيات في القدس والضفة الغربية حول العدالة في توزيع التحويلات الطبية فيما بينها، في حين أن بعض تلك المستشفيات رفضت الرد على ذات الأسئلة فيما طالبت مستشفيات أخرى الحديث دون ذكر أسماء وهو ما يترك علامات استفهام.
وذكر تقرير الصحة على لسان الدكتورة أميرة الهندي مسؤولة دائرة العلاج بالخارج أن وزير الصحة السابق د. هاني عابدين وفي عهد حكومة د. سلام فياض وقع اتفاقية عام 2012 مع مستشفى النجاح بتحويل مرضى غسيل الكلى من نابلس إلى مستشفى النجاح، مشيرة إلى أن هذه الخدمة تشتريها وزارة الصحة من مستشفى النجاح بسعر التكلفة، بناء على الاتفاقية، ولم يتم التعديل على هذه الاتفاقية أو أسعار الخدمة التي تشتريها الوزارة منذ ذلك الحين، وقد جرى إصدار 1191 تحويلة طبية لغسيل الكلى بناء على هذه الاتفاقية، في النصف الأول من العام الجاري، رغم أن إدارة المستشفى أكدت "للرسالة" أنها بدأ بالعمل منتصف العام 2013م ولم تستقبل أي تحويلات قبل ذلك التاريخ.
وكان تحقيق الرسالة قد كشف عن تحيز مستشفى النجاح في التحويلات الطبية مقارنة بنظيراته في الضفة الغربية.
وتعرض التحقيق لشهادات أطباء وإدارات مستشفيات من أن هناك انحيازا في عدد التحويلات الطبية لمستشفى جامعة النجاح خلال السنوات الأخيرة، ما أثر سلبا على بقية المستشفيات في الضفة المحتلة.
ويعزو من استطلعت معدة التحقيق آراءهم أن ترؤس الدكتور رامي الحمد الله للجامعة قبل توليه رئاسة الوزراء، جعله منحازا لها فيما بعد.
وذكر التحقيق أن المستشفى يستحوذ على 45% من التحويلات الطبية في الضفة الغربية رغم وجود أكثر من عشر مستشفيات تتعامل معها الوزارة وتنقسم ما بين أهلية وخاصة.
ويشار إلى أن "الرسالة" استعانت بآراء نواب في المجلس التشريعي، منهم الدكتور حسن خريشة، وكذلك تطرقت لتقرير لمؤسسة النزاهة والشفافية أمان، بالإضافة إلى رئيس قسم الأورام في مستشفى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
من الجدير بالذكر أن التقرير الصادر عن وزارة الصحة، والموزع على وسائل الإعلام أنجزه المكتب الاعلامي لوزير الصحة في رام الله، ويحمل عنوان "كفة مشافي القدس ترجح"، مع العلم أن "الرسالة" تواصلت هاتفيا وعبر البريد الإلكتروني مع القائمين على الدائرة خلال التحقيق إلا أنها لم تتلق أي رد.