طالب كتاب ومثقفون وسياسيون فلسطينيون، بعقد مؤتمر مركزي لإنهاء الانقسام الداخلي بمشاركة رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في قطاع غزة.
ودعوا خلال ندوة نظمتها مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية ومؤسسة القدس للبحوث الفلسطينية، تحت عنوان "دور الفعاليات المجتمعية في تعزيز المصالحة المجتمعية، أمس الأحد بغزة، إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي بمشاركة طرفي الانقسام في غزة؛ بهدف وضع حلول ومقترحات سريعة لتوقيع اتفاق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية.
وقالوا: "جميع اللقاءات والمؤتمرات والنقاشات التي جرت بين (فتح وحماس) في الخارج فشلت، فلماذا لا يتم عقد مؤتمر لرعاية توقيع اتفاق المصالحة في قطاع غزة، ووضع قيادات طرفي الانقسام تحت دائرة المسؤولية والضغط عليهم لإتمام المصالحة وتشكيل حكومة موحدة تخفف معاناة الفلسطينيين".
مدير مؤسسة بال ثينك عمر شعبان، قال إن ملف إنهاء الانقسام الفلسطيني هو موضوع وطني واستراتيجي يجب على طرفي الانقسام أن يصلوا إلى اتفاق لتوقع المصالحة سريعا".
وأضاف شعبان خلال كلمة له في الندوة: "المطلوب أن يكرس المجتمع المدني والحزبي الفلسطيني امكانياته كافة لإنهاء الانقسام البغيض الذي أثّر بشكل سلبي على القضية الفلسطينية".
وتابع: "المصالحة الوطنية أكبر بكثير من أين يصل إلى حلها المجتمع الفلسطيني، لكن عليهم أن يضغطوا على القيادات السياسية لإنهاء القسام بين شطري الوطن الواحد".
وأوضح شعبان أن هناك عدة عوامل ومشاكل تواجه اتمام المصالحة، أبرزها أن جهود الضغط على طرفي الانقسام تركزت في غزة بخلاف الضفة؛ بسبب عدم وجود تعاون بين مؤسسات المجتمع المدني في غزة والضفة، إضافة إلى عدم وجود رؤية واضحة لدى الفلسطينيين حول تطبيق المصالحة.
وقال شعبان "إن المصالحة الفلسطينية ليست انجازا ينتهي في وقت محدد، بل تحتاج إلى متابعة وتجزئة المواضيع الشائكة والعالقة لإنهاء جميع الخلافات الجانية وتوقيع اتفاق المصالحة".
بدوه، قال سلامة بسيسو رئيس مجموعة المئة (حكماء) إن موضوع المصالحة يؤرق المجتمع الفلسطيني، لأنه أصاب جميع مناحي الحياة في غزة، وأثر عليها بشكل سلبي.
وأوضح بسيسو خلال كلمة له، أنه مضى على الانقسام الداخلي 10 سنوات ولم يتحقق شيئا، محملاً مسؤولية استمرار الانقسام على قيادات طرفي الانقسام السياسيين.
وأشار إلى أن غياب النية الصادقة لدى الطرفين أفشل الكثير من اللقاءات والنقاشات التي عقدت لتوقيع اتفاق المصالحة، متابعا: "حياة الفلسطينيين أصبحت صعبة جراء الانقسام وأصبح الكل يعاني من تبعات هذه الانقسام".
من جانبه، طالب السفير المصري السباق لدى السلطة الفلسطينية أشرف عقل، القيادات الفلسطينية بالتوحد وبدل جهودهم لإنهاء الانقسام وتوقيع اتفاق المصالحة. وقال عقل خلال كلمة له: "يجب أن تكون هناك نية صادقة وارادة لدى الجميع لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتخفيف من معاناة المواطنين في غزة".
وأوصى المشاركون في ختام الندوة، بتكثيف الفعاليات المطالبة بإنهاء الانقسام في الضفة وقطاع غزة، وكذلك عقد مؤتمر مركزي في غزة بمشاركة الكل الفلسطيني، وتوفير إرادة سياسية من طرفي الانقسام لتوقيع اتفاق المصالحة.