قائد الطوفان قائد الطوفان

ثلاثة أسباب خفية وراء زيارة سفراء دول أوروبا لغزة

ثلاثة أسباب خفية وراء زيارة سفراء دول أوروبا لغزة
ثلاثة أسباب خفية وراء زيارة سفراء دول أوروبا لغزة

الرسالة نت- محمد عطا الله

بدا واضحا مؤخرا وجود حراك إقليمي قوي اتجاه قطاع غزة وأزماته المتعاقبة، يرمي لتخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ عشر سنوات.

وتزامنا مع تحلحل الموقف المصري اتجاه غزة بفتح المعبر لسبعة أيام، ومؤتمرات العين السخنة في القاهرة، وصل أول أمس للقطاع وفد أوروبي رفيع المستوي عبر معبر بيت حانون (ايرز) في زيارة تستمر لساعات.

وضم الوفد سفراء 22 دولة أوروبية، لمناقشة العديد من القضايا وعلى رأسها الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه قطاع غزة، واللقاء بوزراء حكومة رام الله بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الاعتبارية الفلسطينية.

شكليا فإن الزيارة تهدف للاطلاع على أوضاع القطاع الصعبة والانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق الفلسطينيين وما خلفته الحرب الأخيرة من دمار، لكن لا يمكن الانكار أن هناك العديد من الأسباب الخفية وغير المعلنة للزيارة.

ويمكن القول إن أولى أسباب الزيارة وأهمها هو محاولة الاطلاع على قدرات المقاومة الفلسطينية، لا سيما بعد التحذيرات "الإسرائيلية" المتكررة من تنامي القدرات العسكرية للمقاومة وتهديدها المستمر للاحتلال.

وتحاول حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" منذ انتهاء الحرب الأخيرة على القطاع صيف 2014، عبر وسائل اعلامها زيادة التحريض على غزة والتهويل من قدرات المقاومة العسكرية؛ بهدف كسب رأي عام دولي -أمريكي وأوروبي على وجه الخصوص- لتبرير أي عدوان وتشديد حصارها.

فيما يتمثل السبب الثاني من الزيارة في معاينة جغرافية القطاع ووضع التصورات المستقبلية له حال أجري اتفاق سلام شامل بين السلطة و(إسرائيل) قد يشمل غزة أو يكون بمعزل عنها.

ويكمن الهدف الثالث والأخير في أهمية منع القطاع المحاصر من الانفجار في وجه الاحتلال والمحافظة على حالة الهدوء خلال الفترة الراهنة على الأقل، في ظل الانشغال الدولي بالانتخابات الأمريكية من ناحية، والوضع السوري من ناحية أخرى.

ويؤكد ذلك تحذيرات وتصريحات المنسق الأممي الخاص لعملية السلام" نيكولاي ميلادينوف " التي قال فيها إن "القطاع أكثر خطرا وأكثر عرضة للانفجار، وسكانه يحتاجون الوظائف والأمل".

 منع الانفجار

وهنا يرى الكاتب والمحلل السياسي أسعد أبو شرخ أن الاطلاع على أوضاع قطاع غزة الاقتصادية ومنع الانفجار هي أبرز أهداف زيارة الوفد الأوروبي للقطاع.

وأوضح أبو شرخ في حديثه لـ"الرسالة" أن الدول الأوروبية أرسلت سفراءها لمعاينة الحصار "الإسرائيلي" عن كثب دون الاكتفاء بالتقارير التي تصلهم عن الأوضاع في غزة.

ولا يستبعد الكاتب أبو شرخ أن تكون أعين الوفد الزائر على المقاومة وما يجري في القطاع، في ظل التحذيرات الإسرائيلية من الاحتلال، محذرا من الأهداف الخفية لتلك الزيارة.

 حل خاص بغزة

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون مع سابقه، مؤكدا أن هناك حراكا إقليميا واهتماما "إسرائيليا" به؛ قد يهدف لمحاولة إيجاد حل خاص بغزة.

وأشار المدهون في حديثه لـ"الرسالة" إلى أن هذا الحراك يأتي في ظل تشتت وانقسام الحالة الفلسطينية؛ مما سيعظم من الأرباح "الإسرائيلية" ويزيد تشتت الواقع الفلسطيني.

ونوه إلى أن الأهداف الخفية للزيارة قد تكون معرفة مشاكل قطاع غزة والمشاركة في وضع حلول لرسم مستقبل القطاع، لا سيما شكاوى الاحتلال حول تنامي قدرة المقاومة وضرورة إيجاد حلول لها.

وحذر المدهون من أن يكون هدف الزيارة هو وضع الخرائط والمخططات التي تستهدف ابعاد غزة عن الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" أو ابعادها عن الواقع المعقد الذي تعيشه الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس.

وعلى كل الأحوال يمكن القول إن زيارة الوفود الأوروبية للقطاع تشمل العديد من الأهداف التي تبدو أنها تحمل انفراجة في ظاهرها، وفي باطنها قد لا تكون في صالح غزة أحيانا.

البث المباشر