قائمة الموقع

عباس الخيار الأفضل لـ(إسرائيل) في الوقت الراهن

2016-11-17T13:01:43+02:00
محمود عباس رئيس السلطة
غزة-محمد عطا الله

من الواضح أن بقاء الرئيس محمود عباس على رأس هرم السلطة الفلسطينية هو الخيار المفضل لدى الاحتلال (الإسرائيلي) بالوقت الراهن، في ظل ما يُبديه الرجل من ولاء مطلق لأجهزة أمن الاحتلال وتقديسه للتنسيق الأمني معها.

ويمسك عباس بزمام الوضع الأمني في الضفة المحتلة جيداً، حيث يرفض العودة إلى الانتفاضة المسلحة لمواجهة (إسرائيل)، بدليل تصريحاته المعهود بأنه لن يسمح بإطلاق رصاصة واحدة على الاحتلال.

ورغم ما يجري الحديث عنه مؤخرا حول وجود ترتيب لخلافة أبو مازن وجهود الرباعية العربية في ذلك، لا سيما مع تصاعد الخلاف الفتحاوي الداخلي إلا أن عباس يعتبر الخيار الأفضل (لإسرائيل) وفق ما نشرته وسائل إعلام عبرية.

                                                                                دفاع عن عباس
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية: "إن الخلافات التي طفت على السطح مؤخراً داخل حركة فتح دفعت الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) لتسخير قدراتها للدفاع عن حكم رئيس السلطة محمود عباس في وجه معارضيه".

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته الاثنين الماضي أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتبر عباس أفضل الموجود في وقت لا يروق لها أي من الخيارات المطروحة والتي لا تخلو من المنافسة غير المضبوطة داخل المخيمات الفلسطينية في الضفة".

وأشارت مصادر في جيش الاحتلال للصحيفة، إلى أن ما يخرج يوميا من داخل المخيمات في الضفة من أصوات معارضة لسياسة عباس من داخل حركة فتح، تجعل الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) تفضل قيادة عباس للسلطة على الخيارات المتوفرة.

ونقلت الصحيفة عن أحد ضباط جيش الاحتلال قوله "إن الجيش قلق جدا من سيناريو تفكك السلطة ودخول تنظيم معادي إلى الفراغ الذي سينجم عن ذلك". وأكد أن الخيار الأفضل لعدم تفكك السلطة في الوقت الحالي هو بقاء عباس على رأسها، لأنه القادر وحده على منع ازدياد قوة التنظيمات المعارضة، والتي تنتهج منهج مقاتلة "إسرائيل".

وأضاف: "الأجهزة الأمنية الفلسطينية في ظل وجود عباس تعمل بشكل مثالي في منع العمليات الموجهة ضد "إسرائيل"، رغم مشاركة 4 من أفرادها في تنفيذ بعض العمليات".

                                                                                    أسباب بقائه
ويرى المختص في الشأن (الإسرائيلي) د. وليد المدلل، أن (إسرائيل) تفضل بقاء عباس لعدة أسباب أولها، أن غيابه قد يفجر الأوضاع الأمنية في الضفة لا سيما مع وجود حالة الفلتان الأمني بين مسلحين وعناصر السلطة، الأمر الذي تخشى أجهزة الاحتلال أن ينقلب عليها.

ويوضح المدلل في حديثه لـ "الرسالة نت" أن تقديس أبو مازن للتنسيق الأمني والتزامه الجاد بالاتفاقيات التي تنصلت سلطات الاحتلال منها، يدفعها للتمسك به أكثر من غيره.

ويلفت إلى أن السبب الثالث يكمن في أن وجود عباس في السلطة يضمن بقاء الانقسام الفلسطيني بين القوى الكبرى على الساحة الفلسطينية، سيما وأنه يرفض المصالحة مع حركة حماس، وهو ما تعتبره (إسرائيل) مصلحة لها.

ويضيف المدلل أن بقاء الرئيس عباس يضمن استمرار تفتيت حركة فتح ومنظمة التحرير وهو بذلك يحقق مطلب الاحتلال، مبيناً أن السبب الخامس يرجع إلى أن عباس أفضل من أن يأتي خليفة له يكون لديه طموحات يسعى من خلالها لتحقيق بعض انتصارات يدفع ثمنها الاحتلال.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون مع سابقه، مؤكدا أن الاحتلال غير معني برحيل عباس في الوقت الراهن، مما يعزز من فرصة بقائه لمدة أطول رغم جهود الرباعية العربية الرامية عكس ذلك. 

ويقول المدهون لـ "الرسالة نت" أن الدول العربية تتساوق مع الاحتلال في جميع قرارتها، ولن تستطيع دعم السلطة في حال أخلت بالاتفاقيات الموقعة مع (إسرائيل).

ونوه إلى أن سلطات الاحتلال معنية بشكل كبير باستقرار الأوضاع في الضفة المحتلة، وتعتبر ذلك مرهون ببقاء عباس الذي يمنع أي عمل ضدها، مما يدفعها للمحافظة على بقائه بقوة.

 

اخبار ذات صلة