قال مراسل صحيفة إندبندنت البريطانية في سوريا والعراق باتريك كوكبيرن إن فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيشعل حروبا جديدة في الشرق الأوسط.
وأوضح الكاتب أن ترمب ومساعديه ربما يتصورون أن كثيرا مما قالوه خلال الحملة الانتخابية والمنافسة في سباق الرئاسة الأميركية يمكن استبعاده باعتباره محتوى خطابيا مضخما ومعتادا في الحملات الانتخابية، لكن مسؤولي الدعاية في تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة لن يتركوا عبارات ترمب تذهب هدرا دون تكرارها بلا نهاية وبكل سمومها الأصلية.
ولن تكون دعاية هذه التنظيمات "الإسلامية" عن تحامل الإدارة الأميركية الجديدة ضد المسلمين، كما يقول الكاتب، بعيدة عن الحقيقة إذا ما بحثنا في سجلات كثير من مسؤوليها في مجالات الأمن والسياسة الخارجية.
وأشار الكاتب إلى تعيين مايكل فلين مستشارا للرئيس لشؤون الأمن القومي، قائلا إن فلين، الذي أقاله عام 2014 الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما من رئاسة وكالة الاستخبارات الدفاعية، يرى أن "المسلحين الإسلاميين" خطر وجودي على أميركا، وقد غرّد مطلع العام الجاري بقوله "الخوف من المسلمين معقول جدا".
يضيف الكاتب أن فلين، الذي يصفه زملاؤه السابقون بأنه ضيق الأفق ورؤيته دائما أحادية الجانب، يستطيع إثارة الفوضى في الشرق الأوسط. وتناول الكاتب أيضا شخصية عمدة نيويورك السابق رودي جويلياني الذي من المتوقع أن يجد موطئ قدم في إدارة ترمب، ووصفه بصفات مشابهة، وكذلك السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون.
وقال إن تنظيمات طالبان والقاعدة والدولة ولدت جميعها من فوضى الحرب في أفغانستان والعراق، وتزدهر في ظروف الفوضى المشابهة في سوريا وليبيا واليمن والصومال وغيرها.
وأضاف أن هذه التنظيمات ربما تقلل من شأن ما ستكسبه من انتخاب ترمب الذي جاء في لحظة ضيق وشدة تعانيها في عدة مناطق، لكن تخويفه هو وحاشيته مئات الملايين من المسلمين تسبب في توسيع الدائرة التي يمكن أن تعمل داخلها هذه "التنظيمات الإسلامية المسلحة".
واختتم كوكبيرن مقاله قائلا إن واشنطن سبق أن كانت مكانا لأشخاص مجانين وغريبي الأطوار، لكنها لم تحتضن في تاريخها عددا كبيرا منهم كحالها الآن.
إندبندنت