350 من أصل 1350 عضوا

"فتح غزة" ناقمة من تمثيلها الضعيف في المؤتمر السابع!

1445
1445

فايز أيوب الشيخ

يرتفع الضجيج الفتحاوي في قطاع غزة، نقمةً على التمثيل الضعيف للقيادات والكوادر الفتحاوية في المؤتمر العام السابع للحركة المزمع انعقاده نهاية الشهر الجاري، فقد تسرب أن عدد المشاركين في المؤتمر من القطاع بلغ حتى اللحظة 350 عضوا سيتم شطب عدد إضافي منهم بتهمة "التجنح".

ويأتي المؤتمر السابع في وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية توترا بسبب ما قيل إنه محاولة لإقصاء أنصار محمد دحلان القيادي المفصول من الحركة من المشاركة في المؤتمر. وبالمقابل شن دحلان هجوما حادا على عباس وقال إنه لن يسمح له بتدمير فتح، في إشارة إلى المؤتمر، الذي يفترض أن يأتي بقيادة جديدة للحركة.

ومن جملة القيادات التي هاجمت المؤتمر الفتحاوي، كان عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الحميد المصري والذي قال: "إن المؤتمر السابع للحركة عائلي بامتياز وأقصى القيادات والشخصيات الوازنة، وستكون مخرجاته فاشلة بالنظر الى مدخلاته"، مؤكداً أن المؤتمر سيكون خطيراً على مستقبل فتح والحركة الوطنية، لأنه قائم على أساس خاطئ ووفق سياسة الاقصاء وتهميش الكادر القيادي.

وأضاف: "المؤتمر خالٍ من المعارضين، وهذا يترك الكرة للتقاذف بين "العصابة"- محمود عباس وجماعته - وسيترك هامشًا من الخلاف الشديد بينهم"، مبيناً أن المؤتمر تدميري لحركة فتح ولا يلبي متطلبات الحركة في المستقبل القريب.

وأوضح القيادي الفتحاوي أن الطريق الذي يسلكه عباس سيقوده نحو النهاية الحتمية من الملعب السياسي، مشيراً الى أن "نهاية عباس السياسية اقتربت، والشعب الفلسطيني سيلفظه وسينتهي دوره سياسياً ووطنياً، وكل القيادات الوازنة في فتح ترى في عباس خصما لها ولمستقبل أبنائها"، على حد تعبيره.

واتهم المصري كلاً من جبريل الرجوب وجمال محيسن ونبيل شعث، بلعب دور سلبي في إقصاء القيادات عن المؤتمر، وهو ما صرح به الرجوب حين قال: "هدف المؤتمر تجريد جماعة دحلان"، منبهاً إلى أن الرجوب يسعي لأن يكون الرئيس وفي ظل وجود أناس أقوياء وقيادات غزة في الساحة الفتحاوية لن يحصل على ما يريد. وأضاف: إن فتح في غزة تنظر الى الرجوب كـ "عميل".

واستعدادا للانتخابات الفتحاوية التي من المتوقع أن تشهد تنافساً كبيراً هذه المرة بين المرشحين لعضوية اللجنة المركزية، فقد سُربت إلى المواقع الإعلامية الفتحاوية الكشوفات التي وضعتها اللجنة التحضيرية بصورتها النهائية، وتضم أعضاء المؤتمر العام المكون من 1350 شخصا، من كافة المفوضيات التنظيمية والمؤسسات الحركية.

وبحسب القوائم المنشورة في كشوفات موضحة لأسماء المشاركين وصفتهم التنظيمية وأماكن عملهم، تبين أن من بينهم أعضاء اللجنة المركزية، إضافة إلى 86 عضواً من المجلس الثوري للحركة، بعدما شطبت أسماء المفصولين بتهمة "التجنح" والعمل لصالح تيار دحلان وكذلك من وافتهم المنية. فيما شملت القائمة أسماء 52 من أعضاء المجلس الاستشاري للحركة.

ومن بين المشاركين كذلك 198 عضواً من أعضاء أقاليم حركة فتح في الضفة الغربية، و112 عضواً من أقاليم الحركة في قطاع غزة، إضافة إلى 128 عضواً من أقاليم الحركة في الخارج، و57 من المفوضيات، و146 من المنظمات الشعبية، وتشمل النقابات والاتحادات المهنية.

وبحسب تصنيفات الحركة والمفوضيات، فإنه سيشارك في المؤتمر 151 عسكريا من الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى 44 من السفراء والعاملين في البعثات الدبلوماسية، وعدد من نواب حركة فتح في المجلس التشريعي، ولوحظ غياب عدد منهم رغم عدم صدور قرارات بفصلهم.

وشملت القوائم أسماء المحافظين و12 عضوا من العاملين في مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، و29 من العاملين في الوزارات والمؤسسات الحكومية، وعشرات الأسرى المحررين من الضفة وغزة، وأضيف إلى هؤلاء 193 عضوا مصنفين على بند الكفاءات والشبيبة وكوتة المرأة.

من ناحيته، فقد نفى عبد الله أبو سمهدانة عضو الهيئة القيادية العليا لفتح في غزة، صحة القائمة التي يتم تداولها عبر الإعلام قائلاً "إن القائمة ليست نهائية وأنه مازال هناك حديث حول بعض الأشخاص"، معرباً عن أمله في أن يكون هناك تمثيل حقيقي لغزة في المؤتمر الفتحاوي.

 ويرى أبو سمهدانة في حديث لـ "الرسالة" أن إرضاء تنظيم حركة فتح دائماً غاية صعبة المنال، وخاصة حول حجم المشاركة في المؤتمر، مبيناً أن عدد القيادات والكوادر الفتحاوية في غزة كبير، ولا يتسع المجال لمشاركتهم إلا عبر ممثلين عنهم.

وبرر أبو سمهدانة عدم مشاركة الكثير من قيادات وكوادر غزة في المؤتمر، بأن عدد أعضاء المشاركين في المؤتمر من قطاع غزة محدود جداً ولا يتعدى 350 عضوا فقط.

وأضاف أن هناك عددا كبيرا من القيادات لم تتح لهم فرصة المشاركة في المؤتمر، رغم أنهم شاركوا في محطات ومناسبات متعددة للحركة في الداخل والخارج.

ونفى أبو سمهدانة إقصاء حركته لبعض قياداتها ونوابها في المؤتمر، قائلاً "لا أستطيع أن أفهم أن هناك إقصاء لأحد"، في حين أنه أحال السؤال عن عدم تمثيل نواب فتح من غزة إلى رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد.

وذكر أبو سمهدانة في السياق، أن هناك اتفاقا بين حركته وحركة حماس بالسماح للمشاركين في المؤتمر بالخروج من قطاع غزة للضفة الغربية.

وحول كيفية تمثيل أقاليم فتح الثمانية في قطاع غزة رغم عدم انجاز بعضها لمؤتمراتها الداخلية، فقد أكد أبو سمهدانة أن سبعة أقاليم جرت فيها الانتخابات وسوف يشارك أعضاؤها في المؤتمر، منوهاً إلى أن الإقليم الوحيد الذي تعذر فيه إجراء الانتخابات هو إقليم رفح، وبالتالي سوف يمثله أعضاؤه الحاليين وفق النظام الداخلي للحركة. 

يشار إلى أن الهيئة القيادية لفتح في غزة تراجعت أكثر من مرة عن عقد مؤتمرها الداخلي في رفح، تحسباً من فوز الموالين لدحلان، حيث كان من المتوقع لجوء قيادة فتح إلى تكليف أعضاء الإقليم.

البث المباشر