قائد الطوفان قائد الطوفان

في غزة: تأخر الأمطار "مصائب قوم عند قوم فوائد"

الرسالة نت-محمد شاهين

يراقب المزارع الفلسطيني يوسف حجي الأرصاد الجوية بلهفة، منتظراً خبراً يبشره بسقوط الأمطار ليبدأ بنثر حبوب القمح والشعير، بعد تأخر هطولها لأكثر من 50 يوماً.

ويحرث المزارع حجي أرضه وهو يستبشر بالرزق، مما دفعه لتسميد التربة تمهيداً لزراعتها بالحبوب عند هطول الأمطار.

ويشكل انحباس الأمطار خلال الفترة الماضية، حالة من القلق والإحباط لديه، خوفاً من انتهاء الموسم دون زراعة أرضه التي استمر العمل في تهيئتها قرابة الأسبوعين.

ويوضح حجي أن بداية شهر ديسمبر المقبل آخر فرصة لزراعة المحاصيل البعلية، حيث تتقلص فرصة نجاحها فيما بعد، معرباً عن أمله أن تتساقط الأمطار قبل انتهاء الموسم وضياع رزقه، وفق قوله.

ويعتبر حجي أن ري الأرض بمياه الآبار وزراعتها "مجازفة" لا ينوي الدخول بها خوفاً من تأخر الأمطار واضطراره للاستمرار في شراء الماء، مما يلحق بها خسارة مالية كبيرة.

وتعد المناطق الشرقية لقطاع غزة أرضاً خصبة لزراعة المحاصيل البعلية، حيث انتجت خلال الأعوام الماضية كميات وفيرة، بعد هطول الأمطار بشكل كافٍ خلالها.

الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة بسبب استمرار الحصار (الإسرائيلي) منذ عقد من الزمن، جعلت من المثل الشعبي "مصائب قوم عند قوم فوائد" حاضراً فيه، فثمة من يسعده عدم هطول الأمطار بغزارة ودخول البرد بقوة إلى الأجواء.

ويصف المواطن علي أبو نحل الذي يقطن في بيت من الصفيح تأخر سقوط الأمطار ودخول البرد القارس بالرحمة الإلهية!! لعائلته الفقيرة، لعدم قدرة منزله على مواجهة برد الشتاء ومنع تسلل المياه الى داخله.

يقول المعيل لأسرة فقيرة "من المعروف أن الإنسان يترقب تساقط الأمطار بحالة من الفرح، إلا أن واقعنا المختلف جعل لنا منها كابوسًا نتمنى تجنبه حتى لا تحدث لنا ضرراً".

ويضيف أبو نحل للرسالة "دائماً يصاحب هطول الأمطار موجة برد شديدة، تسبب لأطفالي المتاعب الجسدية وتتركني بحالة نفسية سيئة لعدم قدرتي بتقديم الحماية لهم، لأجد في تأخر المنخفضات الحل الأنسب".

ويتمنى الخمسيني أن يأتي الشتاء القادم وقد تمكن من تشيد منزله، لتستقبل اسرته الأمطار دون خوف.

الجذير ذكره، أن حال المواطن أبو نحل ينطبق على مئات الأسر الفقيرة القاطنة في قطاع غزة والتي يشكل لها المنخفضات الجوية مصاعب كبيرة، نتيجة عدم توفر البنية المناسبة لمنازلهم، خصوصاً اصحاب المنازل المهدمة جراء العدوان (الإسرائيلي) الاخير على القطاع.

وبالعودة إلى حال المزارعين، يعتبر انحباس الأمطار وتأخر سقوطها، مشكلة لا تنحصر على الزراعة البعلية فقط، بل تمتد لتشمل أصحاب الزراعات المروية مثل (البصل والثوم والبطاطا وغيرها...)

ويبين المزارع محمد العطار للرسالة نت أن تأخر سقوط الأمطار جعله يعتمد على ري محاصيله بمياه يشتريها من آبار مجاورة بثمن مرتفع ما يعرضه لخسائر مالية تشكل له ضرر كبير، فارتفاع درجات الحرارة خلال الايام الماضية جعلته مضطراً لريها بشكل يومي خوفاً من موت شتائل الخضروات المزروعة.

ويشير العطار الى أن ارتفاع درجات الحرارة وتكون الضباب في ساعات الصباح سارع في انتشار الحشرات والآفات الضارة، ما دفعه لشراء مبيدات حشرية ورشها على الخضروات وهذا ساهم في ارتفاع العبء المالي على كاهله.

ويرى العطار أن تساقط الأمطار بغزارة تقتل الحشرات وتشكل له ولباقي المزارعين مخرجاً من هذه الأزمة، ويخشى أن يجدوا أنفسهم مضطرين لرفع ثمن الخضروات خلال فصل الشتاء حال استمرارها.

وبحسب مزارعين في قطاع غزة فإن هذا العام يعتبر الأسوأ في كميات الأمطار المتساقطة منذ عشرة أعوم نظراً لانحباسها شهرين متتاليين.

وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، دعا المواطنين لإقامة صلاة الاستسقاء في ربوع البلاد، تأسيا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتضرع الناس إلى الله كي ينزل الغيث.

البث المباشر