خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال في تصريحات له عام 2013 أن 2017 سيكون عام تحرير الاسرى، وفي الاسر اليوم عدد من جنود الاحتلال في يد كتائب القسام، وهناك آلاف من الابطال داخل سجون الاحتلال، الفلسطينيون يريدون إخراج أسراهم من سجون الاحتلال على قاعدة (بدنا اولادنا يروحوا) كما قال الشهيد القائد الشيخ أحمد ياسين وبين أن ذلك لن يكون دون اسر جنود الاحتلال وأشار إلى أن اليهود يعلمون هذا الهدف، وتحدث الشيخ أحمد عن عمليات الخطف للجنود كاستراتيجية لدى حماس وأن عمليات الاسر مستمرة وقد تفشل عشر عمليات وتنجح واحدة، وهذه الواحدة هي التي ستكون أداة المقاومة في تحرير الاسرى.
المسألة ليست جديدة؛ لأن العدو جرب ذلك وهو لم يفرج عن الاسرى إلا بهذه الطريقة وكان ذلك من خلال العديد من عمليات تبادل الاسرى والتي كان آخرها صفقة وفاء الاحرار (شاليط)، واليوم هناك آمال عريضة لدى الفلسطينيين بأن يكون في قادم الايام صفقة جديدة خاصة في ظل وجود جنود مأسورين لدى المقاومة.
أمس رئيس الكيان (رؤوفين ريفيلين) تحدث عن أمر مهم وهو أن كيانه يريد التوجه نحو تركيا لإعادة جنوده من الاسر في قطاع غزة، وهذا كلام جميل، هم يريدون جنودهم وهم لا يعلمون عددهم وأحوالهم، والمقاومة لا تريد ابقاء هؤلاء الجنود بحوزتها، لأن أسرهم ليس للتفاخر بقدرة المقاومة على الاسر؛ ولكن الهدف هو إرغام الاحتلال على الإفراج عن أبنائنا من سجونه والوسيلة هي اسر جنوده.
المقاومة وحماس والشعب الفلسطيني لا يعنيهم كثيرا من يكون الوسيط بقدر ما يعنيهم أن تفضي الوساطة إلى تحقيق الهدف، وبكل تأكيد هي ترحب بالوساطة التركية لو وافق الاحتلال على الطلب من تركيا التوسط لديها لتحقيق هدفها وتحقق المقاومة ما تريد.
وهنا لابد أن يعي الاحتلال المطلوب قبل الاقدام على إرسال وساطاته إلى حماس والقسام والمقاومة حتى لا يكون الحديث في الموضوع هو للتسلية وإضاعة الوقت وحتى يتم المراد بأسرع وقت ممكن، ومطلوب من أي وسيط أن يعي المراد وأن يتحقق من النوايا وأن يكون على علم بصدق النوايا لدى الاحتلال والجدية في طلب الوساطة.
ولعل كتائب القسام وحماس قالت كلمات قليلة وهي عندما تقول تكون صادقة وعند كلمتها فإذا كان الاحتلال يريد جولة من التفاوض حول صفقة تبادل جديدة عليه الاصغاء جيدا لما تقوله القسام: تحقيق أول الشروط لفتح جولة التفاوض وعلى الوسيط أن يتَأكد من قبول الاحتلال بشرط القسام الاول وهو الالتزام بشروط صفقة وفاء الاحرار الأولى وهو عدم اعتقال أي من المحررين بعد تحريرهم الشرط الذي أخل به الاحتلال وصمت عنه الوسيط السابق (مصر)، واليوم شرط القسام هو إطلاق سراح كافة الاسرى المحررين في صفقة وفاء الاحرار أولا وقبل فتح باب التفاوض، ثم بعد ذلك يتم التفاوض على كافة التفاصيل والشروط لإتمام هذه الصفقة والتزام الوسيط بضرورة الزام الاحتلال بكل شروط الصفقة دون الاخلال بها.
الشروط لدى المقاومة على رأسها هو اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين وهذا هو العنوان الرئيس وبقية الامور هي قضايا فرعية تندرج تحت العنوان الرئيس، وهي مسألة إذا قبل الاحتلال بها فالتفاصيل أهون مهما بلغت، وعليه على الاحتلال الذي جرب التفاوض مع القسام وحماس أن يكون مستعدا في الاستجابة للشروط دون مراوغة أو تسويف وأن يكون لديه الاستعداد لتحقيق هذه الشروط لو كان بالفعل معنيا بعودة جنوده لأنها الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك وعليه القبول بالتفاوض تحت العنوان العريض صفقة تبادل بشروط المقاومة كما حدث في وفاء الاحرار.
نحن على مشارف نهاية 2016 وعلى مقربة من 2017 وعلى ما يبدو أن الاحتلال وصل إلى نفس القناعة التي أوصلته لتحقيق صفقة وفاء الاحرار وهذا واضح من حديث (رؤوفين ريفيلين) والحديث عن اللجوء لتركيا للوساطة يعطي دليلا لتغير الموقف لدى الاحتلال.
نأمل بالفعل أن يكون 2017 عام تحرير الاسرى كما توقع مشعل وكما نأمل نحن وما على الاحتلال إلا الاستجابة لشروط المقاومة وبذلك يعود أولادنا الينا ويعود جنوده إليه.