قائد الطوفان قائد الطوفان

أهداف الجيش اللبناني من تشييد جدار حول "عين الحلوة"

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

غزة- نور الدين صالح

شرع الجيش اللبناني قبل أيام قليلة، في بناء جدار اسمنتي كبير حول مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا جنوب لبنان الذي يقطنه قرابة ثمانين ألف لاجئ فلسطيني، يعانون من حصار وحياة معيشية صعبة أصلاً.

وبدأت تتضح معالم هذا الجدار الذي يُقام على طول الجهة الغربية، من المخيم، حيث يبلغ ارتفاع بين خمسة وستة أمتار، يتضمن بناء أبراج مراقبة، لكن من غير الواضح كم سيبلغ طول هذا السور الإسمنتي، وهل سيلتف حول المخيم بأكمله، أم سيقتصر على الجهة الغربية فقط.

ولا شك أن هذا الجدار سيفاقم من معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون الحصار المطبق من الجيش اللبناني في الأصل، من خلال تضييق حركة التنقل فيما بينهم، ومفاقمة ظروفهم المعيشية الصعبة.

ويبرر الجيش اللبناني أن الجدار جاء لأسباب أمنية ومحاربة الإرهاب، أما الهدف الثاني هو حماية الطريق الدولي في محيط المخيم خاصة قوافل قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، وهو ما نفاه أمين عام حركة الناصريين الديمقراطيين في لبنان خالد الرواس.

واعتبر الرواس في حديث خاص "للرسالة"، قرار الجيش اللبناني ببناء الجدار بحجة منع الإرهاب والقضاء عليه "ناقصاً"، مشدداً على أنه "ليس له أي ضرورة، خاصة أن سكانه من الفلسطينيين الذين يحافظون على السلم الأهلي في لبنان".

وأشار إلى أن الفلسطينيين في المخيم منسجمين مع القوانين اللبنانية، ولا يخرجون عنها، ويحرصون على قضيتهم العادلة، معتبراً أنه من "العار أن تتخذ الدولة اللبنانية مثل هذه القرارات".

وقال "نأمل ألا يتكرر مشهد الجدار الاسمنتي الذي يذكرنا بالجدار العازل الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية"، مؤكداً أن "لبنان ليس كإسرائيل وهي تحتضن القضية الفلسطينية وتؤمن بقضية حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم".

وهذا ما ذهب إليه الكاتب والصحفي الفلسطيني ياسر علي، مستنكراً أن يحاصر الجيش اللبناني الفلسطينيين داخل أسوار المخيم، معتبراً ذلك "عملا لا إنساني".

وكشف علي في حديثه مع "الرسالة"، أن هناك قرارات دولية شاركت الجيش اللبناني وشجعته في اتخاذ قرار بناء الجدار، لحماية قوافل الأمم المتحدة.

وشدد على ضرورة أن يتوقف الجيش اللبناني عن استكمال بناء الجدار، مشيراً إلى أن الجيش أبلغ الفلسطينيين ببنائه بعد الانتهاء من 60% من انشائه.

واعتبر أن بناء الجدار يدلل على فقدان الثقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، و"هذا ما نرفضه جملةً وتفصيلاً".

تشديد المعاناة

ويعيش اللاجئون الفلسطينيون داخل المخيم حياة أشبه "بسجن كبير"، في ظل صعوبة التنقل والحركة داخل أروقة المخيم وخارجه، فيما يشكّل بناء الجدار عبئاً إضافية، وتشديداً أكثر للمعاناة، وفق ما ذكره الكاتب علي.

ويؤكد علي أن الجدار سيكون سجنا اجباريا للفلسطينيين يؤثر عليهم مادياً ومعنوياً، إضافة إلى تضييق الخناق الاقتصادي عليهم.

وفي زاوية أخرى، يلفت علي، إلى أن الجدار يعمل على حصار الفلسطينيين في حال حدوث إي اشتباك ولن يمكنهم من الهروب من الاشتباك إلا من الجهة الغربية، وهي نقطة تواجد الجيش اللبناني.

ودعا إلى ضرورة تكثيف التضامن الشعبي والفلسطيني في الداخل والخارج للضغط على الجيش اللبناني بوقف استكمال بناء الجدار.

وبالعودة إلى الرواس، فأكد أن بناء الجدار يؤثر بشكل سلبي على نفسية اللاجئين، أكثر من حفظ الأمن لهم، مشيراً إلى أن كل الفصائل داخل المخيم تحرص على تسليم المطلوبين للعدالة اللبنانية، "لذلك ليس هناك ضرورة لبناء الجدار".

ويشير إلى أن الجدار يعمل على إبعاد القضية الفلسطينية عن الشعب اللبناني الذي لا يزال يحتضنها ويتمسك بحق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم.

وشدد على أن بناء الجدار لن يثني الشعب الفلسطيني ولن يغير تمسكه بعلاقاته مع الشعب اللبناني والشعوب العربية.

ومخيم عين الحلوة هو مخيم للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، ويقع ضمن مدينة صيدا الساحلية، التي تعتبر عاصمة الجنوب اللبناني، عدد سكانه حوالي 80 ألف نسمة، لذا يعتبر أكبر مخيم في لبنان من حيث عدد السكان، ومعظمهم نزح في العام 1948 من قرى الجليل في شمال إسرائيل.

البث المباشر