صراع دحلان وأبو مازن.. أيهما يحسم أولاً؟

كاركتير الرسالة
كاركتير الرسالة

الرسالة نت -رشا فرحات

مؤتمرات مصرية فلسطينية ميزت هذا الشهر، رجال أعمال، نشطاء وأخيراً صحافيون في مقابل المؤتمر السابع لحركة فتح والذي سيعقد يتيما في رام الله بمشاركة بعض الأسماء من غزة والتي خرجت على استحياء، بينما حصلت المؤتمرات المصرية التي أنكر أصحابها علاقة القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان بتنظيمها، وما أعقبها من تداول لقرارات مختلفة، وما أسماه نشطاء" تسهيلات من مصر لصالح غزة".

وما يلفت النظر أخيرا أن الوفد الإعلامي الذي دعته صحيفة الأهرام الذي خرج صباح الثلاثاء متوجها إلى القاهرة بأنه جمع عددا مختلفا من الصحافيين العاملين في مؤسسات تتبع كافة الفصائل والأحزاب الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، في بادرة جيدة وغريبة بعض الشيء.

بينما التزمت (إسرائيل) الصمت تجاه هذه الإجراءات المصرية المفاجأة، وعكف الرئيس الفلسطيني على إعادة ترتيب أوراقه المبعثرة من خلال مؤتمر الحركة السابع الذي أتى مفصلا على مقاس البعض الفتحاوي دون الآخر.

وفي نفس الوقت يتكرر رفض أبو مازن لأي مصالحة من أي نوع مع دحلان، الذي يقول على الدوام بأن يده ممدودة للرئيس الفلسطيني، بينما يصر الأخير على الرفض، خصوصا بعد تتابع المؤتمرات المصرية، فيرد الرئيس ردا ًغاضباً يأجج به الصراع من جديد، ويرسل رسائله التي يهدف منها المناكفات واللف والدوران على غرار تلميحاته المتكررة بأن يكشف عن قاتل الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وقيامه أيضا بخطوة سعى على ما يبدو من خلالها الى المناورة، وهي زيارته الى تركيا وقطر، في محاولة لتعويض ما يمكن تعويضه، ولكن تلك الرحلة أيضا لم تأت بنتيجة واضحة ولا حتى التفاتة إعلامية، بينما تمتد أيدي أهالي القطاع للقيادي محمد دحلان، لربما كانت هذه المرة صائبة ورفعت عنهم شيئا من هذا الحصار.

تعليقًا على التبادل والتجاذب بين طرفي النزاع داخل حركة فتح يقول المحلل السياسي تيسير محيسن للرسالة معبرا عن رأيه في عدم ظهور دحلان بشكل مباشر في المؤتمرات التي عقدت مؤخراً وصولا إلى إنكار بعض الشخصيات التي حضرت المؤتمرات بأن يكون لدحلان يد في التحضير لها، يقول إن دحلان يعلم حتى هذه اللحظة بأن حماس لا تريد الصفح عنه حقيقة، رغم أن هناك جهات حاولت تقريب العلاقة بينهما لكن حتى اللحظة نلاحظ أن موقف حماس ثابت من محمد دحلان فهي أعطته فقط فرصة لتقديم مساعدات وزيارة زوجته الى القطاع ولم يتعد الأمر ذلك.

ويذكر محيسن أن محمد دحلان منذ الفترة الأخيرة لعهد أبو عمار كان يهيئ نفسه لأن يكون هو الشخصية اللامعة في النظام السياسي الفلسطيني، ولكن محيسن أيضا يرى أنه لا أمل له في الفترة الحالية على الأقل بالعودة الى المشهد السياسي وهو لاعب أساسي للمصالحة المصرية الحمساوية ويطمع بان تصفح عنه حركة حماس، ولكن مصر بالدرجة الأولى لا تهدف لدعم دحلان من خلال مصالحته مع حماس، بقدر ما تسعى لتحسين مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية، فهي تسارع اليوم بشكل ملحوظ ومتدفق بان تعقد اتفاقيات اقتصادية مع قطاع غزة والذي سيعود عليها بفائدة تصل الى ثلاث مليارات جنيه سنويا للاستفادة من غزة كسوق استهلاكي.

وتعليقا على هدف دحلان من كل هذا التدخل يستبعد محيسن بأن يعود دحلان الى الواجهة السياسية على الأقل في الفترة الحالية حتى لو كان الثمن رفع الحصار كليا عن القطاع.

في ذات السياق يعتقد المحلل السياسي هاني حبيب بأن هذا الهدف يسعى له دحلان منذ زمن وهو ذات الهدف الذي تسعى له حركة حماس، وهو عقد مصالحة عاجلة بينهما، وقد وصفه حبيب بأنه مطلب وليس صفقة قائلا إن فشل الرباعية وحديث أبو مازن الدائم عن القرار الفلسطيني المستقل هو الذي دفع الجانب المصري لإقامة علاقة جديدة بينها وبين حركة حماس".

وعن رفض الرئيس الفلسطيني الدائم لأي شكل من أشكال المصالحة مع دحلان يقول هاني حبيب: من المفترض أن يتحمل الرئيس كل الوضع داخل الحركة ويقوم على حل الخلافات الداخلية ولكنه للأسف تحول إلى جزء من هذا الصراع أيضا.

ويعتقد حبيب أن الأمر بين حركة حماس ودحلان سيسير بثقل أكبر الفترة القادمة وستستفيد من ذلك مصر، أما بالنسبة لدحلان فإن عقد المؤتمر السابع سيمحو اسمه من داخل الحركة نهائيا لأنه سيجتمع بدون القيادي المفصول ولن يكون له حضور لا كمنتخَب ولا منتخِب ما سيلغي وجودة نهائياً من الحركة وهذا هو هدف قيام المؤتمر السابع بالدرجة الأولى.

 

البث المباشر