قائد الطوفان قائد الطوفان

رغم حفظه القرءان

غزي يؤلف كتابا يناقض الإلحاد دون الاستشهاد بآية قرآنية

مؤلف الكتاب دياب الاعوار
مؤلف الكتاب دياب الاعوار

غزة-مها شهوان

من علم الرياضيات الذي حصل فيه على شهادة الدكتوراه، تمكن الشاب الغزي دياب الأعور - 28 عاما- من تأليف كتاب "المنطق والنفس يدلان على وجود الله" يناقض فيه الالحاد حيث اعتمد في تأليفه منطق علم الرياضيات الذي تعلم من خلاله الاقناع بالبرهان.

 جاءت فكرة تأليف الكتاب للشاب الغزي، حينما كان في حوار مع صديق يحفظ القرءان مثله، لكنه ينوي الالحاد فدوما يجادل ويناقش قضايا جعلته يخرج عن ملته، في ذلك الوقت لم يتمكن "الأعور" من الرد على جميع أسئلة صديقه فبدأ يتفكر ويبحث للرد عليه حتى استدل على وجود الله بعدما أدخل منطق علم الرياضيات للرد عليه.

لم ينو مؤلف الكتاب الخوض في أحاديث صحفية، ليس لعدم ثقته في كتابه بل لأنه يريد أن يستوعب الجمهور أهمية ما توصل إليه دون المرور عليه دون التوقف.

ورغم حفظه للقران الكريم، إلا أنه لم يذكر آية قرآنية للاستشهاد بها، ويبرر ذلك خلال حديثه "للرسالة"، أنه يريد مناقشة الملحدين بأسلوبهم أي بمنطق فلسفي منطقي، بالإضافة إلى "الخرافة، مشيرا إلى أنه نوه في كتابه أنه "لو كان الله غير موجود لما خطر على بال أحد السؤال عنه".

 الحواس المادية

دقائق قليلة استرقتها "الرسالة" للحديث مع "الاعور" لمعرفة خبايا كتابه المنوي نشره في ألمانيا، فهو يقول إنه ينوي تغيير مجرى الحوار بين المؤمنين والملحدين، بحيث يصبح الحوار مختلفاً عما تم الاعتياد عليه من مناقشة أمور الكون وأمور الكائنات الحية الأخرى، ليصبح الاهتمام منصباً على الإنسان فقط.

ويروي أنه بعدما طرح الأفكار الجديدة، استخدم العلم والعقل ومنطق الحواس في إثبات تلك الأفكار دون اللجوء إلى أي أصل ديني، ومن ثم ضرب العديد من الأمثلة لتوضيح تلك الأفكار.

وعن محتويات كتابه، ذكر الأعور أن الباب الأول يحمل عنوان "وجود الله" حيث تم طرح عنصرين أساسيين هما الإيمان وأسماء الأشياء، حيث ناقش في الإيمان فيما إذا كان أول إنسان ذكيا أم لا، مؤمنا أم لا، يوجد من العدم ما ليس موجود أم لا، ومن ثم أثبت من خلال المنطق أن الإنسان عُلِّمَ أسماء الأشياء.

ويرد الشاب في كتابه على الملحدين حول وجود الله، فيقول:" ناقشت في الفرع الثالث مسألة: هل الإنسان يوجد من العدم ما ليس موجودا؟ حيث أن الملحد يقول "بأن المؤمن هو من أوجد فكرة الله"؛ وهنا أطرح ذلك التساؤل عليه: ومن أين جاء هذا المؤمن بهذه الفكرة؟ فالإنسان إما أن يستنسخ أو يحاكي أو يطور معتمدا على الموجودات المحيطة به، لكنه لا يستطيع إيجاد أو إنشاء أي شيء من العدم".

ويتابع:" الإنسان المادي الذي يتعامل مع بيئة مادية محيطة به بشكل مباشر، ستكون مدخلاته إلى الدماغ المادي عن طريق الحواس المادية، وستتم معالجتها داخل خلايا الدماغ المادي بطريقة مادية"، متسائلا: ماذا ستكون مخرجات هذا الإنسان المادي ونواتجه الفكرية؟" الأصل أن تقول لي: "سيخرج لنا مخرجات مادية".

 خرافة العنقاء

ويصحح "الأعور" مفهوما يستخدمه الملحد وهو "الخرافة"، حيث يؤكد أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن مكوناتها اشياء موجودة، لكنها ركبت مع بعضها بطريقة غير منطقية، مستشهدا بمثال طائر "العنقاء" الذي يعد خياليا ورد ذكره في الاساطير القديمة وله بعض الصفات المميزة.

ويوضح أن خرافة "العنقاء" تم الاعتماد فيها على شيء موجود أصلا وهو الطائر، ثم بعد ذلك جرى التعديل على هذا الشيء الموجود (الطائر)، "أيّ أننا لم نتخيله من العدم، وقس على ذلك كل ما يقال بأنه خرافة"، ويدلل بمثال الخرافات على وجود الله.

ويوضح أن الملحد عندما يقول بأن الله غير موجود وأنه مجرد خرافة أوجدها الإنسان، يكون وقتها قد وقع في التناقض، فلو قال إنه مجرد خرافة، فإنه يُسَلِّم بأن الله موجود؛ ولو قال بأنه غير موجود، عندها يمكن القول له بأن: "أي شيء غير موجود لن يأتي على خاطر أي إنسان أصلًا".

وفي الباب الثاني، وضع "الأعور" بعض الأمثلة على التضليل أثناء الإثبات، والتي ينتهجها بعض البشر عن قصد أو قير قصد، لكنها بالتأكيد نتجت بسبب سوء فهمهم.

بينما الباب الثالث، ناقش الأسباب التي يتذرع ويتعلل بها الملحد ويَدَّعِي بأنه أصبح ملحدا بسببها؛ مثل وجود الخير والشر، والقدرة المطلقة، والترغيب والترهيب، والخلق، وبعدها بين اللبس الذي وقع فيه، وذلك من خلال المنطق وعلم النفس.

وفي ختام حديثه مع "الرسالة"، يلوم "الأعور" متخصصي الفيزياء والكيمياء في قطاع غزة في تركهم لبعض النظريات عائمة دون اثبات، كأن يقول أحدهم أن أصل الانسان "قرد"، وهنا لابد من اقناع الاخرين بعدم صحة تلك المقولة من خلال الابحاث والاختبارات العلمية التي اكتسبوها من تخصصاتهم المختلفة.

البث المباشر