قائد الطوفان قائد الطوفان

حجز مقاعد "المركزية".. الصراع الخفي بمؤتمر فتح السابع

الرسالة نت-شيماء مرزوق

اختلفت المسميات حول المؤتمر السابع لحركة فتح الذي يعقد حالياً في رام الله ما بين مؤتمر الحسم أو الاقصاء، لكن مهما اختلفت المسميات لا يمكن الاختلاف حول حقيقة مهمة، وهي أن المؤتمر بكل الأحوال هو الصراع الأبرز داخل فتح.

المعلن والواضح ان المؤتمر جاء وبتلك السرعة لإنهاء ملف المتجنحين في فتح وتحديداً جماعة القيادي المفصول محمد دحلان، غير ان الصراعات الخفية داخل أطر فتح أبو مازن ذاتها والموالين له لا تقل خطورة عن الصراع المعلن مع دحلان.

وربما كشفت الأيام والساعات القليلة التي سبقت المؤتمر جزءا يسيرا من الصراع بين القيادات الفتحاوية للوصول الي اللجنة المركزية بينما يصارع الصغار لحجز مقاعدهم في المجلس الثوري.

تسريب عزام الأحمد الذي خرج قبل أيام قليلة من المؤتمر يأتي ضمن الصراع الواضح بين اقطاب الحركة والمقربين من عباس والمتنفذين الذين يرغب كل منهم حجز مقعده في اللجنة المركزية الإطار القيادي الأعلى في فتح.

وفي سبيل الوصول لهذا الإطار يزيح المتصارعون زملاءهم المنافسين لهم لتعبيد الطريق الواصل نحو المركزية، ورغم المآخذ الكثيرة على الأحمد الذي يعتبر من الدائرة المقربة لأبو مازن إلا أن طبيعة ما جاء في التسريب وتبرئته لدحلان من كل التهم التي وجهت له وفُصل بسببها من فتح هدفه القضاء على الرجل وفرصه في الوصول للقيادة العليا في فتح.

خاصة أن أبو مازن الذي يقود حربا لا هوادة فيها ضد دحلان سيعلن غضبه على الأحمد الذي حمله مسؤولية كل إخفاقات فتح التي ألصقت بدحلان، وأبرزها سقوط غزة والخسارة أمام حماس في الانتخابات.

القيادي الفتحاوي عدلي صادق أكد أن كل الإشارات تدل على أن أقطاب اللجنة المركزية قد رموا بكل ثقلهم، في لعبة الدسائس، وذلك قبل ساعات من بدء مؤتمر التصفية، الذي سيكون انعقاده الحلقة الأخيرة من عملية توريط الفتحاويين مع أنفسهم.

وقال في مقال له " ليس معلوماً أن المتصارعين في صالون عباس قد استخدموا كل أسلحتهم، ضد بعضهم البعض، أم إن هناك قذائف مخبأة. غير أن اللافت الذي لا تبرره خِسة، ليس هو تكتم أهل التسريب على ما يعلمون من حقائق ومخازٍ وحسب؛ وإنما لكونهم تعمدوا وهم يتكتمون عليها، إحالتها الى آخرين واتهامهم بها".

وتابع " التسريب يكشف جنون المعركة، وكان واضحاً أن المُسرّب تغاضى عن استفادة الخصم "دحلان"، من فحوى الشريط، فعباس هو سبب سقوط غزة في يد حماس، وهذه واحدة من الحقائق، التي كانت الثرثرة الرديئة تعاندها طوال سنين، وقد جرى توظيفها لإقصاء دحلان الذي يواجه عباس كلما أخطأ، ويطرح رأيه ويعلو صوته، وكان سيجعل حضور المرتجفين الآن، وازناً في "المقاطعة".

في المقابل أثار اعلان رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج أنه لن يرشح نفسه للجنة المركزية تساؤلات حول الصفقات التي تجري في المؤتمر حيث يتوقع البعض ان الرجل زهد في المركزية بعد أن وضع عينه على منصب أهم ربما يكون نائب الرئيس.

الصراع لم يتوقف عند هذا الحد بل يصارع الحرس القديم في فتح لتوريث أبنائه وعلى سبيل المثال لا الحصر أبو مازن الذي أقحم نجليه طارق وياسر في المؤتمر وأبو ماهر غنيم الذي وضع نجليه الى جانب صهره ثم الترويج على أن المؤتمر أنتج قيادات شابة، وذلك على حساب عشرات الفتحاويين الذين حرموا من المشاركة والترشح للمؤتمر.

التلاعب في اختيار الأعضاء والطابع الإقصائي والصراع الدائر داخل أروقة المؤتمر يفتح المجال أمام المزيد من التشرذم في الحركة التي من المتوقع أن تخرج من المؤتمر بتيار جديد يتكون من "الحردانين" الذين خرجوا بخفي حنين.

البث المباشر