قائد الطوفان قائد الطوفان

أسعار استئجار الاستراحات تزعج المصطافين

ايجار الاستراحات مرتفع
ايجار الاستراحات مرتفع

 

 

غزة- عبدالحميد حمدونة

 

يجلس أبوحسام"34عاما" مع عائلته حول طاولة مستديرة داخل استراحة الحرية في منطقة السودانية على شاطئ بحر غزة، ليرفهوا عن أنفسهم ولو لبعض الوقت خلال أمسية صيفية حارة.

 

وتتناثر طاولات الاستراحة هنا وهناك، كل عائلة تجلس على حدا تقضي أسعد أوقاتها على الشاطئ كما يبدو على وجوههم، فهذا الرجل يشوي اللحم على الفحم بمساعدة من أولاده، وذاك مافتئ أن ينشف ملابسه بعد خروجه من البحر.

 

ويشكو أبو حسام ارتفاع سعر أجرة الخيمة في الاستراحات، مشيرا إلى أن هناك مواطنين ليس لديهم القدرة على دفع أجرة الخيمة بسبب ظروفهم الصعبة التي يمرون بها جراء الحصار المطبق على أهالي القطاع، الأمر الذي يضطرهم للجلوس على الرمل قبالة الشاطئ.

 

ويضيف أبو حسام: لا أجد ما أرفه به عن نفسي وعن عائلتي غير البحر، فنحن في إجازة صيفية والمعابر مغلقة والسفر ممنوع، ولا خيار لدينا سوى الجلوس والاستجمام في البحر.

 

ويتابع: إضافة إلى هذه المأساة فإن أسعار السلع والحاجيات في كافتيريات الاستراحات مرتفعة جدا قد تصل إلى الضعف، وهذا ما يزيد من تكاليف النزهة، السبب الذي يجعله يتسوق مستلزمات النزهة من بقالة جاره لأنها أرخص ثمنا.

 

ويقول أبو محمد"45عاما" صاحب كافتيريا على شاطئ غزة أنه دفع للبلدية مبالغ كبيرة، السبب الذي يجبره على رفع سعر السلع ليجني ربحا آخر الشهر.

 

ويشعر أبومحمد بالرضا إثر بيع سلعه نظرا لإقبال المتنزهين على شراء حاجياتهم رغم ارتفاع سعرها، عازيا ارتفاع الأسعار إلى السعر الخيالي في أجرة مكان الكافتيريا.

 

الشاب محمد"22عاما" كان خارجا من الكافتيريا معلنا عن تذمره الشديد من أٍسعار الكافتيريا، ويقول هذا أمر لا يطاق، فالظروف الاجتماعية لا تسمح لهم بشراء تلك السلع غالية الثمن-حسب قوله.

 

وقال أبو حسام أن أهم ما يسعده في ذلك ترفيهه عن نفسه وعن عائلته، ويود أن يبقى لساعات الليل المتأخرة يتنزه على الشاطئ.

 

من جانبه رأى جمال أحمد ناصر المدير الإداري لاستراحة الحرية، أن أجرة الخيام في الاستراحة عادية جدا، ويقول أن هناك تكاليف كثيرة يجب أن تغطيها إدارة الاستراحة من إيجار سنوي ورسوم كهرباء وماء وعمال.

 

وأضاف ناصر بأن استراحته تدمرت بشكل شبه كامل في الحرب الأخيرة على القطاع، وقد زاد ذلك من التكاليف المالية ، مضيفا أن استراحته تتسع لأكثر من 1000 شخص، وأن معظم روادها من المخيمات الصيفية ومخيمات تحفيظ القرآن والنقابات ووكالة الغوث.

 

وأشار إلى أن استراحته يغلب عليها الطابع الإسلامي، إذ أنه يفصل بين خيام العائلات وخيام الشباب، ويمنع الأغاني المحرمة والأرجيلة.

 

وشدد ناصر على أهمية المحافظة على ممتلكات الاستراحة من قبل المواطنين، فهي في خدمة جميع المتنزهين، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود منقذين مقابل الاستراحة على مدار الساعة حتى غروب الشمس، ووجود سيارة إسعاف "وحدة العناية المكثفة"، كل ذلك حرصا منهم على سلامة المتنزهين.

 

وأردف قائلا: بأن إدارة الاستراحة وضعت جدولا كاملا لشهر رمضان المبارك المقبل، وتم عمل مخطط ديني ترفيهي روحاني طيلة شهر رمضان، مساهمة من الاستراحة للترفيه عن المواطنين طيلة رمضان.

 

ويعبر الشبل حسام الكحلوت"10أعوام" عن سعادته الكبيرة متنزها على شاطئ البحر، ويضيف بأن البحر المتنفس الوحيد لأطفال غزة ليرفهوا عن أنفسهم، مبديا حسام رغبته في عدم العودة للمنزل حتى يلهو على شاطئ البحر مع باقي أسرته.

 

كما تشير المواطنة هديل"25عاما" إلى أنها تخجل في أغلب الأحيان ممن وصفتهم بـ" الشبان الطائشين"، فتقول يجب على الشرطة ضبطهم ومنعهم من التجول بشكل غير لائق على الشاطئ.

 

فالبحر المتنفس الوحيد للغزيين، والمواطنون ذوو الدخل المنخفض مستاءون جدا من ارتفاع الأسعار في الكافتيريات، مطالبين في الوقت نفسه جهات الاختصاص بالتدخل الفوري لتخفيض الأسعار، ليخففوا عن كاهلهم معاناة الحصار والحرمان المستمر من السفر.

البث المباشر