قائد الطوفان قائد الطوفان

لماذا تقلصت زراعة الفراولة في غزة؟

زراعة الفراولة في غزة (الأرشيف)
زراعة الفراولة في غزة (الأرشيف)

غزة - أحمد أبو قمر

تعتبر الفراولة الغزّية وبالذات "اللهوانية" -المزروعة في بيت لاهيا- من أجود أنواع الفراولة في العالم، حيث تصدر منها كميات إلى أوروبا سنويا -في حال سمح الاحتلال.

وبات من الملاحظ خلال السنوات الأخيرة الشح في كميات الفراولة المعروضة في الأسواق ما أدى لارتفاع أسعارها وهو ما دفع "الرسالة" للبحث عن الأسباب؟

وتعتبر الفراولة من أشهر وأنجح المحاصيل التي ينتجها قطاع غزة منذ سبعينيات القرن الماضي، وتقدر المساحة المزروعة بحوالي 950 دونمًا في حين وصلت عام 2005 إلى 2500 دونم، تتركز معظمها في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث ينتج الدونم الواحد قرابة طن من الفراولة.

ويكلف الدونم الواحد من الفراولة المزارع قرابة 4500 دولار أمريكي، فضلا عن انتاجها بالمقاييس والمواصفات العالمية والمعدة أصلا للتصدير وليس للسوق المحلي زهيد الثمن.

المساحات تقلصت

المزارع خالد العطار أكد أن المساحات المزروعة من الفراولة في أرضه تقلصت بنسبة 50% خلال السنوات الثمانية الماضية، مشيرا إلى أن اغلاق المعابر والخسائر الكبيرة أحد أهم الأسباب.

وقال العطار: "أضطر سنويا لبيع الكميات المخصصة للتصدير في الأسواق المحلية بأسعار أقل من قيمها ودون أرباح، بسبب اغلاق المعابر".

وذكر أن الاحتلال يتعامل مع المزارع الفلسطيني بمزاجية، مضيفا: "أحيانا يسمح الاحتلال بالتصدير وبكميات قليلة وفي الأغلب يمنع التصدير، وفق ما يحتاجه".

ولفت العطار إلى أن سياسة دعم المزارع وتعويضه غير موجودة بتاتا في غزة، فالمزارع وحده من يتحمل المسؤولية، متسائلا: "كيف يمكن لنا الصمود في ظل الخسائر المتتالية وعدم وجود من يعوّضنا؟"

في حين اضطر المزارع أبو رائد الرضيع لتحويل أرضه لزراعة الخضراوات، ابتداء من الموسم الماضي، بسبب الخسارة التي مني بها بسبب منع التصدير.

وقال ناصر: "لدي 7 دونمات، كنت أزرعها فراولة الأعوام الماضية، ومع منع الاحتلال للتصدير اضطر لبيعها بالسوق المحلي بخسارة، وهو ما دفعني لزراعة الخضراوات باعتبارها مجدية اقتصاديا".

تُصدّر لأوروبا

وفي سياق متصل، بدأ مزارعو القطاع بقطف محاصيلهم الزراعية من الفراولة استعدادا لتصديرها إلى الأسواق الأوروبية عبر معبر "كرم أبو سالم".

وسمحت (إسرائيل) بتصدير الفراولة من القطاع إلى الأسواق الأوروبية اعتبارا من الخميس الماضي، رغم تراجع زراعتها بسبب تأخر تصديرها والتكلفة العالية في زراعتها.

وقال مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة تحسين السقا، إن الفراولة التي يتم تصديرها يجري فحص متبقيات المبيدات فيها ومن ثم تحصل على شهادة صحية من الوزارة ثم إلى التصدير.

وأوضح السقا وجود 600 دونم مزروعة بالفراولة في القطاع، وتنتج قرابة 1500 طن، مشيرا الى أن غزة كانت تزرع في السنوات الماضية 3000 دونم وتنتج 7 آلاف طن من الفراولة.

وأوضح أن هناك تراجعا في زراعة الفراولة بسبب التأخير في التصدير والتكلفة العالية في زراعتها، حيث تصل تكلفة زراعة الدونم الواحد نحو 3 آلاف دولار، والهدف من زراعة الفراولة تصديرها وإذا استطعنا الوصول للسوق الأوروبي مبكرا يحصل المزارعون على الربح، موضحا أن الفراولة المغربية والمصرية أيضا تصل الأسواق الأوروبية.

وفي بيان لها، أعلنت مديرية التنسيق والارتباط في غزة، أنها نسّقت لتسويق وتصدير الفراولة من القطاع إلى الأسواق العالمية.

وأشارت المديرية إلى أنها تمكنت تسويق 4 أطنان من الفراولة إلى القارة الأوروبية، عبر معبر "كرم أبو سالم"، لافتة إلى أن هذه الخطوة سيعقبها تصدير كميات إضافية، أسبوعيًا، وذلك وفقاً للإنتاج الزراعي.

وتشكل عملية التنسيق والتصدير دخلًا اقتصاديًا يقدر بملايين الشواكل لاقتصاد غزة، كما أنها تشكل مصدر دخل اضافي لسكان القطاع، كما أنها تعد جزءاً من سلسلة التدابير والمشاريع التي تنفّذها لتطوير الاقتصاد المحلي في القطاع- حسب المديرية.

وأكدت المديرية أن هذه الخطوة تُعد جزءاً من الجهود المبذولة يوميًا لتعزيز التنمية الاقتصادية في غزة.

البث المباشر