قائد الطوفان قائد الطوفان

زراعة الفراولة بالطريقة المعلقة.. أقل تكلفة وأفضل صحيا

جانب من الفعالية
جانب من الفعالية

الرسالة نت-محمد العرابيد

في سابقة تعد الأولى من نوعها، نجحت وزارة الزراعة بغزة، بالتعاون مع اتحاد اللجان الزراعي وبدعم من منظمة الفاو الدولية، في زراعة الفراولة بالطريقة المعلّقة، وهي التجربة الأولى التي يتم تطبيقها في القطاع، بعد نجاح تجربتها بالضفة المحتلة، وحصولها على محصول وفير، بعكس الزراعة الأرضية.

وأنشأ اتحاد اللجان الزراعي مشروعين لزراعة الفراولة بالطريقة المعلقة، الأول جنوب القطاع، والثاني في منطقة بيت لاهيا شمالا، بتمويل الممثلية الهولندية، بعد تنفيذه في محافظات جنين وطولكرم وطوباس شمالي الضفة؛ بهدف تعزيز قدرات المزارعين التصديرية.

وقال المزارع أيمن صبح لـ "الرسالة نت": "تمكنا من إنشاء ثلاثة بيوت بلاستيكية على مساحة أرض 3000 متر، وزراعتها بالفراولة العضوية عبر الطريقة المعلقة".

وأكد صبح أن الفراولة خالية من الأسمدة الكيماوية والأدوية، وأنها مفيدة للمواطن بشكل مضمون، بحيث يتناول ثمارا صحية ومفيدة للجسم.

ولفت إلى أن هذه التجربة اقل تكلفة للمزارع، من حيث المعدات التي تستخدم في العمل بهذا المحصول، وتدوم وقتا طويلا من الزمن.

ودعا المزارع صبح مزارعي الفراولة بضرورة العمل بهذه الطريقة "التي هي اقل تكلفة وأفضل صحياً للمواطن والمزارع".

والفراولة أو "التوت الأرضي" فاكهة مفضلة لدى كثير من المواطنين في قطاع غزة، وهو نبات عشبي معمر، يعيش سنوات عدة إذا ترك في الأرض، وهي من المحاصيل ذات العائد الكبير، ويمكن بيع ثمارها مجمدة أو مصنعة أو طازجة.

جميل الباع، مهندس في اتحاد لجان العمل الزراعي، قال لـ "الرسالة نت": "ننوي نشر هذه الفكرة، وجعل محصول التوت الارضي ضمن المحاصيل الاساسية"، لافتاً إلى أن نجاح المشروع والتجارب لا يأتي الا بتضافر الجهود جميع الجهات المختصة".

وأوضح الباع أن الهدف من المشروع هو توفير كمية كبيرة من المياه على المستهلك، وكذلك الأسمدة والمبيدات الزراعية، منوهاً إلى أنه يثمر محصولا يقدر بضعفي زارعة التوت بالأرض الزراعية.

ويعتمد نجاح زراعة الفراولة على عدة عوامل، منها: الصنف، وموعد الزراعة، ونوع التربة، ومياه الري، ونظام الزراعة سواء بشتلات طازجة أو مبردة، وطرق مكافحة الآفات والأـمراض، وعمليات خدمة المحصول منذ بداية الزراعة وحتى الحصاد.

مهندس المشروع الممول من منظمة الفاو، خلدون الشنطي، أوضح أن فكرة تطبيقه في غزة جاءت بسبب تدهور زراعة التوت الارضي، وتلوث التربة.

وبين الشنطي في حديث لـ"الرسالة نت" أن الدونم في زراعة الفراولة المعلقة يستوعب 20 آلف شتلة، بينما زراعتها في الأرض تقتصر على 9 آلاف شتلة، مشيرًا إلى أن مشروع زراعة التوت المعلق ينتج حوالي 15 طنا من التوت، أي ما يعادل 3 أضعاف زراعتها في الأرض.

وبسبب الحصار الذي تعرض له قطاع غزة وتضييق الخناق عليه من سلطات الاحتلال الإسرائيلي (بما في ذلك منع تصدير المنتجات الزراعية)؛ تراجعت المساحات المزروعة بالفراولة لتصل 700 دونمًا فقط عام 2014، وفق إحصائية لوزارة الزراعة بغزة.

وبدأ موسم الفراولة في قطاع غزة، بانتكاسة جديدة للمزارع محمود الشافعي، فوق المعاناة التي تكبدها من جراء تعثر مواسم زراعية عدة، بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير.

وقال الشافعي (30 عامًا) من سكان بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، لـ"الرسالة" إنه استبشر خيرًا ببدء موسم الفراولة لهذا العام الذي يمتد لـ 55 يومًا تقريبًا، ورغبته بالتصدير إلى أسواق الضفة؛ لاستعادة بعض ما خسره في مواسم زراعية عدة، وعدوان قضى على الموسم الصيفي.

وأضاف أنه مضطر لبيع الكيلوجرام الواحد بثلاثة شواقل عوضًا عن ستة في أسواق الضفة في حال التصدير، ما يعني مضاعفة خسائره المادية، على الرغم من التكلفة العالية التي تتطلبها زراعة الفراولة.

وكانت سلطات الاحتلال أعلنت وقف تصدير الفراولة إلى الضفة قبل 10 أيام؛ بزعم محاولة بعض الأشخاص بالضفة تهريبها إلى الأسواق (الإسرائيلية) بداعي رخص ثمنها مقارنةً بنظيرتها المزروعة في أراضي الكيان.

وبحسب وزارة الزراعة، فإن نحو 150 طنًا من الفراولة وصلت إلى أسواق الضفة، ونحو 65 طنًا إلى الأسواق الأوروبية خلال الموسم الحالي.

وتصل تكلفة الدونم الواحد نحو 3400 دولار بقدرة إنتاجية تصل إلى 1500 كيلوغرام لكل دونم، تشمل ري المحصول وأجور عاملين وأسمدة ومبيدات وتعبئة وتغليف، وفق تقريرٍ زراعي أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

وتخضع آلية التصدير التي تجري على معبر"كرم أبو سالم" لمضايقات وإجراءات تعسفية معقدة من الاحتلال، عدا عن إغلاق المعبر تحت حجج واهية.

البث المباشر