أثار انتقاد رئيس الحكومة المغربية المكلف عبد الإله بنكيران لدور روسيا في الأزمة السورية، والتقاء وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار بسفير روسيا في الرباط فاليري فوروبيوف وتأكيده على إشادة بلاده بدور موسكو بسوريا؛ موجة من النقاش داخل المغرب وخارجه بين الانتقاد والتقدير.
وحاول عدد من المواقع الإخبارية المغربية تفسير ما وصفته بزلة لسان بنكيران، عندما صرح لموقع قدس برس قبل أيام بأن روسيا تدمر سوريا، وحثه موسكو على أن تكون قوة لحل الأزمة السورية لا أن تكون طرفا فيها.
تصريحات بنكيران -المعروف بمواقفه المثيرة للجدل حتى وهو في موقع المسؤولية الحكومية- أغضبت القيادة الروسية، إذ طلب سفيرها في الرباط مقابلة وزير الخارجية المغربي، وهو ما تم وصدر عقبه بيان أشاد بموقف روسيا في الأزمة السورية وبالعلاقات المتينة بين الرباط وموسكو.
بيان الخارجية
وحمل بيان الخارجية في طياته انتقادات لبنكيران، بالقول إن الملك "يبقى هو الضامن لثبات واستمرارية المواقف الدبلوماسية للمملكة المغربية ولاحترام التزاماتها الدولية"، وإن المواقف الدبلوماسية للرباط "لا يمكن أن تكون محط ارتجال، أو أن تعبر عن وجهات نظر شخصية".
وفي الوقت الذي التزم فيه بنكيران الصمت عقب صدور بيان وزارة الخارجية، وراجت أنباء عن سعي زعيم حزب العدالة والتنمية لعقد لقاء مع السفير الروسي لاحتواء غضب بلاده؛ وجهت انتقادات عديدة لبنكيران في وسائل الإعلام الإلكترونية.
ونقل موقع هسبريس الأكثر انتشارا في المغرب عن الباحث السياسي منار اسليمي قوله إن رئيس الحكومة المكلف ما زالت لديه صعوبة رغم مرور سنوات على توليه المسؤولية الحكومية في التصرف كرجل دولة، "فهو يطلق التصريحات كأنه مسؤول عن جمعية تربوية في حيٍّ شعبي".
وربط موقع "كيفاش" بين انتقاد بنكيران لروسيا وتصريح سابق له، إذ أقحم كولومبيا في صراعه مع غريمه زعيم حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري في موضوع تقنين زراعة مخدر الحشيش في المغرب، إذ حذر بنكيران حينها من "تحول المغرب إلى كولومبيا جديدة ودولة عصابات على يد دعاة تقنين الكيف"، وهو الكلام الذي قيل إنه أغضب كولومبيا، قبل أن يعتذر رئيس الحكومة فيما بعد.
ولم تنصب الكثير من الانتقادات على مدى صواب مضمون تصريح بنكيران، بل عابت عليه عدم مراعاة حساسية المنصب الذي يشغله واقتحامه مجالا حصريا يدخل ضمن صلاحيات الملك، وركزت انتقادات أخرى على أن تصريحه قد يخلق أزمة دبلوماسية مع قوة عظمى يحتاج إليها المغرب في قضية الصحراء الغربية، ولا سيما داخل مجلس الأمن الدولي.
بالمقابل، أطلق ناشطون في موقع تويتر وسما (هاشتاغ) بعنوان "شكرا بن كيران"، وقد شارك فيه عشرات الأشخاص والهيئات السياسية من سوريا ودول عربية عديدة، تشيد بموقف رئيس الحكومة المكلف وتصفه بالشجاعة.
وقال أحد المعارضين السوريين في تدوينة له إنه "في الوقت الذي يتسابق فيه البعض لعقد الصفقات مع المحتل الروسي لدعمه، يعلن بنكيران من موقعه المهم أن روسيا دولة إجرام واحتلال". وكتب الإعلامي السوري بسام جعارة "شكرا بنكيران لوقوفك إلى جانب شعبنا ضد الإجرام الروسي، وتراجع الخارجية المغربية يجب أن يصحح".
