اتهمت الأمم المتحدة رسميا حزب الله اللبناني بعرقلة تنفيذ اتفاق إخلاء المحاصرين من شرقي مدينة حلب بعد احتجازه هو ومليشيات أخرى قافلة للمدنيين وقتل بعض من كانوا فيها، بينما رهن النظام السوري اسئتناف الإجلاء باستجابة المعارضة المسلحة لشروط بينها إخراج جرحى من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب، وتسليم أسرى وجثث.
وقال منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين إن حزب الله منع اليوم الجمعة مئات المدنيين من مغادرة شرقي المدينة إلى ريفها الغربي عبر معبر الراموسة جنوب غربي حلب.
وأكد مراسل الجزيرة أن القافلة التي تم احتجازها ثم إجبارها على العودة إلى الأحياء المحاصرة كانت تضم أكثر من 14 حافلة تقل نحو 700 شخص، مؤكدا أن عناصر المليشيات احتجزوا القافلة ثم أطلقوا النار على الحافلة الأولى، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة مدنيين وإصابة آخرين.
وقبل تعطل إجلاء المحاصرين خرج عدد قليل من المدنيين بسياراتهم الخفيفة إلى ريف حلب الغربي، وبلغ مجموع من خرجوا خلال 24 ساعة نحو 8500 شخص بينهم جرحى نقلوا إلى مستشفيات في هطاي جنوبي تركيا.
من جهته قال مراسل الجزيرة إنه لا يزال هناك 800 جريح في الأحياء المحاصرة، بينما يبلغ العدد الإجمالي للمدنيين الذين ينتظرون الإجلاء نحو أربعين ألفا. ويناقض بقاء أعداد كبيرة من المدنيين شرقي حلب بيانات روسية عن انتهاء عمليات الإجلاء، وعن "استسلام" بضعة آلاف من المقاتلين.
وقد أظهرت صور حصلت عليها الجزيرة التقطت من حلب استمرار وجود عائلات في شرق المدينة، بينما وصلت عشرات العائلات المهجرة إلى مراكز إيواء مؤقتة أقامتها منظمات إنسانية في ريف إدلب. وتواجه هذه العائلات ظروفا إنسانية صعبة في ظل درجات حرارة منخفضة.
وجاءت تطورات اليوم في حلب لتُظهر ما بدا أنه سعيٌ من حزب الله اللبناني والمليشيات الأخرى الموالية للنظام السوري -ومن أهمها حركة النجباء العراقية- لفرض شروط جديدة.
وتشمل هذه الشروط إخراج مئات -بينهم جرحى- من بلدتي الفوعة وكفريا، وتسليم المعارضة أسرى وجثثا لمقاتلين من تلك المليشيات قتلوا في معارك حلب. وقال مصدر رسمي سوري اليوم إن عمليات الإجلاء ستستأنف بالتزامن مع خروج الجرحى من الفوعة وكفريا على متن حافلات تم إرسالها إلى البلدتين اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة.
من جهته أفاد مصدر في جبهة فتح الشام خلال اتصال مع الجزيرة بأن الجبهة رفضت عرضا من الإيرانيين عبر وسطاء بإخراج الجرحى من بلدتي كفريا والفوعة، وأكد أن غالبية مقاتليها ما زالوا داخل الأحياء المحاصرة في حلب.
وكان النظام السوري قد اتهم صباح اليوم المعارضة بخرق الاتفاق -الذي تم التفاوض عليه بين المعارضة وروسيا بوساطة تركية- عبر محاولة اصطحاب أسرى وأسلحة متوسطة. وفي المقابل قالت حركة أحرار الشام إن روسيا عاجزة عن ضبط المليشيات الإيرانية المعرقلة لخروج المحاصرين من شرقي حلب.
في هذه الأثناء أعلن قائد إدارة العمليات لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الفريق سيرغي رودسكوي انتهاء عملية إخلاء حلب من المسلحين بإجلاء 4500 مسلح، وفصل المعارضة المعتدلة عن المعارضة "المتطرفة". وتحدث عن استسلام طوعي لنحو 3500 مسلح مما وصفها بالمعارضة المعتدلة، وقال إنهم توقفوا عن المقاومة وألقوا أسلحتهم، وإن عفوًا تم عن 3055 منهم.
وأضاف القائد العسكري الروسي أن إخراج المقاتلين من حلب والانتهاء مما وصفها بعملية تحرير المدينة، جعلا الظروف مهيأة للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع في سوريا.
الجزيرة نت