عمل بصمت وجاهد بصمت حتى أتاه اليقين..لم تثنه بعد المسافات عن مشاركة المقاومة الفلسطينية باختراعاته وإبداعاته، ولم يفكر يوماً من الأيام أن القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين وحدهم ، وكأنه يقول.. اطلب القدس ولو كنت في تونس ، ليؤكد مجدداً أن القضايا العادلة لا تعترف بالحدود وأن نصرتها واجبٌ على كل إنسان حر شريف ..هكذا كان محمد الزواري نموذجاً .
احتفاء اسرائيلي إعلامي وطريقة الاغتيال تدلل على بصمات الموساد الاسرائيلي في عملية اغتيال عضو حركة النهضة التونسية المهندس محمد الزواري ، والتهمة الانتماء ومساعدة حماس في عمليات تطوير الصناعات العسكرية لا سيما الطائرات منها ، رصاصات الغدر التي طالت جسده العلوي الطاهر وصلت لعشرين طلقة بحسب نيابة صفاقس التونسية ، منها ثماني طلقات استقرت بالجسد و "12 " طلقة اخترقته ، وإن ما حدث ليبعث برسالة واضحة أن لا حدود للإجرام والبلطجة والغطرسة في العقلية الإسرائيلية .
حماس وجهازها العسكري نعته وقالت أنه انضم الى صفوفها قبل عشر سنوات ، وهو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل التي أعلنت عنها خلال عدوان اسرائيل على غزة عام 2014 .
من تونس الخضراء إلى غزة المقاومة ، جاء المهندس المخترع محمد الزواري مشاركاً في معركة العقول الابداعية ليفرض معادلة توازن القوى بين كتائب القسام ودولة الاحتلال الإسرائيلي ، ولتضيء شعلة ابداعاته سماء فلسطين بطائرات الأبابيل خلال العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014م، ، يومها خيم الصمت على المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يعلقوا على تحليق طائرات القسام فوق العمق الإسرائيلي لمسافة تجاوزت ثلاثين كيلومترا ، وصدموا من هذا التطور"..
الشهيد محمد الزواري تونسي الجنسية فلسطيني البوصلة .. لروحك الطاهرة ألف تحية ، بخبراتك الذكية النوعية أذبت فكرة الحدود الوهمية .. وأعلنت أن الحصار الظالم الذي فرضه الاحتلال على شعب ومقاومة غزة لن يوقف أصحاب الهمم من نصرة أصحاب أطهر قضية عرفها التاريخ ألا وهي "القضية الفلسطينية" .
محمد الزواري ..اليوم علمنا جميعاً ماذا كان يقصد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في خطاباته خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ، عندما كان يقول "ستتفاجؤون وتتعجبون من أين يأتينا الدعم!! اليوم علمنا أن للأحرار أمثالك كان الدور الخفي والأبرز عندما حققت الحلم وحلقت الطائرات سماء فلسطين المحتلة وهي ترقب بعيون القسام وتنفذ مهماتها الخاصة.
محمد الزواري ..دورك في تطوير منظومة الطائرات بدون طيار يثبت من جديد أن الأحرار في كل الدول العربية والاسلامية لم ينسوا قضيتهم الفلسطينية وقدسهم المغتصب المدنس من قبل الاحتلال .
محمد الزواري ..اغتيالك على يد الموساد الإسرائيلي يبعث برسالة مهمة مفادها اليوم أن امداد المقاومة بالمال والسلاح والاختراعات والتطوير بل بكل الامكانيات هو واجب ديني وقومي على كل إنسان عربي اسلامي حر يؤمن بأن القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين جميعاً لا قضية الفلسطينيين وحدهم .
إن الكشف عن سيرة ومسيرة الشهيد الزواري ..يؤكد أن حماس فكرة لا حدود لها ، وما يعزز هذه الفكرة دعوة كتائب القسام في بيان النعي .. شباب الأمة العربية والإسلامية وعلماؤها إلى السير على خطى الشهيد القائد الزواري ، والتوجه نحو قضية الأمة، قضية القدس والأقصى وفلسطين وبذل الغالي والنفيس في سبيلها من أجل تطهيرها من عدو الأمة الغاصب.
محمد الزواري .. اغتالك الموساد الاسرائيلي وظن أن الحكاية هنا قد انتهت ، لكن بصماتك ستبقى تغيظ الاحتلال ، وما يمكن أن نقوله يتمثل هنا في هذا المقام قول الشيخ العلامة د.يوسف القرضاوي "إذا مات منا سيد قام سيدٌ.. قؤول لما قال الكرام فعول".
محمد الزواري ..أنت وكما قال الشاعر .. من أرض تونس قد أتيت نشيدا .. رغم الطغاة مقاتلاً صنديداً .. فاحمل جراح الأرض يا عطر الندى ..واصعد لربك شاهداً وشهيدا ..طيب الله ثراك يا شهيد تونس وكتائب القسام.
محمد الزواري .. يا شهيداً كشف اغتيالك الستار عن رحلة طويلة عملت فيها في الخفاء فكنت حقاً أيقونة ابداع واختراع للمقاومة الفلسطينية ورأس حربتها كتائب القسام .