اتفقت روسيا وتركيا وإيران، اليوم الثلاثاء، خلال اجتماع وزاري لوزراء دفاع وخارجية الدول الثلاث على إعلان مشترك يدعو إلى مفاوضات سياسية ووقف موسع لإطلاق النار في سوريا من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة منذ ست سنوات تقريبا.
وجاء إطلاق "إعلان موسكو" في مؤتمر صحفي ضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه التركي والإيراني، مولود جاويش أوغلو ومحمد جواد ظريف.
وقال مراسل الجزيرة زاور شاوج، إن الإعلان تضمن عدة بنود منها أن الحل في سوريا سياسي لا عسكري، وإحياء العملية السياسية ووحدة الأراضي السورية، واستعداد الدول الثلاث لوضع اتفاق بين النظام وقوى المعارضة لإنهاء الأزمة بناء على وحدة الأراضي السورية وعلى أن تكون سوريا ممثلة للجميع ودولة علمانية ديمقراطية، ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، والتعاون في مجال الإغاثة الإنسانية.
كما شمل الإعلان توسيع وقف إطلاق النار في سوريا، وإتاحة إدخال المساعدات الإنسانية وتنقل المدنيين على الأراضي السورية.
وقد قال لافروف في المؤتمر الصحفي، إن الإعلان المشترك ينص على إطلاق مفاوضات سياسية شاملة. وأضاف أن المفاوضات يجب أن تشمل كل المكونات العرقية في سوريا.
وتابع أن الدول الثلاث متفقة على أن الأولوية في سوريا هي لمكافحة الإرهاب وليس إسقاط النظام.
إطار ثلاثي
كما قال الوزير الروسي إن الإطار الثلاثي الروسي التركي الإيراني هو الأكثر فاعلية لحل الأزمة السورية، وتحدث في هذا الإطار عن "فشل" الولايات المتحدة ومجموعة الدعم الدولية لسوريا، لكنه أكد في المقابل أهمية دور الأمم المتحدة في تسوية الأزمة السورية.
من جهته، قال جاويش أوغلو إن الحل السياسي هو الأنسب لإنهاء الأزمة في سوريا، وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن قبل ذلك أن بلاده صاغت وثيقة ترقى لخريطة طريق لوقف إطلاق النار في سوريا.
وقال شويغو خلال اجتماعه بنظيريه التركي والإيراني إنه يأمل أن توافق تركيا وإيران على الوثيقة، واعتبر أن كل محاولات الولايات المتحدة وشركائها في الاتفاق على خطوات منسقة فشلت، وأنه لم يكن لهذه الدول المتحالفة نفوذ حقيقي على الأرض يساعد في حل الأزمة.
كما قال الوزير الروسي إن روسيا وتركيا وإيران مستعدة لتكون أطرافا ضامنة للحل السياسي في سوريا، وكان الرئيس الروسي قال مؤخرا إن المرحلة القادمة في سوريا بعد إخراج المعارضة المسلحة من مدينة حلب هي وقف شامل لإطلاق النار في سوريا.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن الفرصة أصبحت مناسبة لوقف القتال في سوريا وبدء مفاوضات سياسية تفضي إلى حل للأزمة يضمن وحدة الأراضي السورية، وأكد أن بلاده لا ترى حلا عسكريا للأزمة.
وأضاف في تصريحات له بموسكو أن الهدف من الاجتماع هو بحث التعامل بشكل جدي مع ما يوصف بالإرهاب، مؤكدا في كلمة له خلال اجتماعه بنظيره الروسي استمرار التعاون بين طهران وموسكو في مواجهة ما يعرف بالإرهاب.
الجزيرة نت