قائد الطوفان قائد الطوفان

"الكوانين" في الأمثال الشعبية الفلسطينية

ارتبطت الحياة اليومية للفلاح الفلسطيني بتقلبات الطقس وهذا ما لمسته من خلال الكم الهائل من الأمثال الشعبية التي تركها لنا أجدادنا والتي ترصد تقلبات وتغيرات الطقس.

أجدادنا لم يصلوا إلى تلك الأمثال من فراغ؛ هي نتاج سنوات من العمل والجد والتجارب سخروها لخدمة أرضهم وماشيتهم، فاستنتجوا تلك الحقائق التي نتناقلها من خلال مراقبة الشمس والنجوم وتقلب الليل والنهار وتغيرات الطقس.

سنستعرض معكم بعض الأمثال التي قالها أجدادنا عن كوانين " كانون أول وكانون ثاني".

الكوانين:

وهي اختصار لشهري كانون أول وكانون ثاني وفي بعض المناطق الفلسطينية يطلقون على كانون أول بكانون الصغير وعلى كانون ثاني بكانون الكبير.

كانون الأول

تشتد بهذا الشهر الزوابع والعواصف وتسقط الأمطار بفترات متقطعة وفي نهاية كانون أول يبدأ المزارع الفلسطيني حرث أرضه وبذرها بالمحاصيل الموسمية مبتدأ بالقمح ثم الفول والشعير والكر نسه والعدس.

الامثال المتعلقة بالكوانين:

بين كوانين وشباط عند جارك لا تبات

في الفترة الممتدة من كانون أول إلى شباط تزداد برودة الجو وتنخفض درجات الحرارة ويقل الترحال والسفر فيهما إلا للضرورة، ومن غير اللائق بهكذا ظروف زيارة الأهل والأصدقاء والنوم عندهم.

وقالوا: عرس المجانين تفانين

وقالوا: عرسك يا خـَنـّون، في كانون

فنظراً للبرد الذي يميز شهري كانون يتجنب الناس الزواج فيهما وهذا المثل لنصح العرسان باستثناء كوانين من حساباتهم عند تحديد موعد الزواج.

في كانون كنّ عند اهلك يا مجنون

وقالوا: بكانون كنّ في بيتك، وكـثر من حطبك وزيتك

وقالوا: في كانون الأصم، أقعـد في بيتك وانطم

وقالوا: في كانون كنّ وعَ الفقير حِنّ

وقالوا: في كانون كنّ وعَ البعير حِنّ

ففي كانون كما تعلمون البرد والصقيع والأمطار والزوابع ولتقي نفسك شر البرد وما يتبعهم من أمراض عليك أن تلزم بيتك بعد أن تكون قد أعددت العدة لذلك، من خلال تخزين الحطب للتدفئة، والمؤنة للأكل وخاصة الزيت لما فيه من طاقة وسعرات، ولا تنس أن تستذكر الفقراء في كانون ؛ فهم في كانون اشتد ما يحتاجون مساعدتك، ولا تنس ايضاً بعيرك وماشيتك، لا تشغلك الأمطار والرياح عن الاعتناء بها وإطعامها وجنبها المطر والزوابع حتى لا تهلك.

البث المباشر