بأسلوب ساخر وطريف يعكس لسان الشارع ويرسم وجه العاصمة اللبنانية الشعبي والحقيقي والخاضع لنزوات السكان ويومياتهم تتطور أحداث مسرحية "بيروت بيت بيوت" للكاتب والمخرج المسرحي يحيى جابر.
تندرج المسرحية التي تعرض في بيروت كل يوم أربعاء طوال ديسمبر/كانون الأول الجاري ضمن سلسلة الممثل الواحد التي اعتمدها جابر أيضا بمسرحيتين سابقتين له تتمحوران حول بيروت بتناقضاتها وانقساماتها السياسية والاجتماعية، وهما "بيروت طريق الجديدة" و"بيروت فوق الشجرة".
والمسرحيات الثلاث من بطولة الممثل والصحفي السابق زياد عيتاني ابن منطقة طريق الجديدة البيروتية بامتياز والمعروف بقدرته على تجسيد عشرات الشخصيات بالمسرحية الواحدة والتنقل بينها من دون ارتباك، كما يؤدي دوره وكأنه في الواقع ابن الساعة وناتج عن أداء فوري ومرتجل.
مشاكل زوجية
كما يستحضر الممثل عددا كبيرا من اللهجات اللبنانية ويبدل في طبقات صوته انطلاقا من الشخصية التي يؤديها في اللحظة وهي من الجنسين.
ترتكز "بيروت بيت بيوت" على مونولوجست بيروتي ولد وترعرع في منطقة المزرعة حيث التعدد الطائفي ميزة محورية، ويروي لأكثر من ساعتين من الوقت في فسحة فنية بيروتية تاريخ المنطقة من خلال مشاكله الزوجية اليومية المحتومة.
ومنذ انطلاق المسرحية في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري يتفاعل الجمهور كثيرا مع الحكايات التي ينقلها إليه عيتاني، وهي مأخوذة من الحياة اليومية وغالبا ما يقاطع الممثل بالتصفيق أو بالضحكات العالية.
وتعليقا على المسرحية قالت المشاهدة سحر خاجة إن "ميزة هذا العمل تكمن في عفويته المدروسة، تصوري أنني شعرت لبرهة خلال المسرحية وكأن الممثل يرتجل هذه الحكايات، هذه بيروت بناسها ولهجاتها وتنوعها مرت أمامي خلال ساعتين من الوقت".
الجزيرة نت