قائد الطوفان قائد الطوفان

مراقبون: هدوء الضفة استراحة وإعداد لإيلام الاحتلال

قوات الاحتلال الإسرائيلي
قوات الاحتلال الإسرائيلي

الرسالة نت-محمد العرابيد

وصف مختصون ومتابعون للشأن الإسرائيلي، حالة الفتور الراهنة على صعيد أحداث انتفاضة القدس بـ"الهدوء الحذر"، متوقعين تصاعد عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار انتهاكاته في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة. 

وتصاعدت، مؤخراً، الحملات الأمنية المسعورة لجيش الاحتلال (الإسرائيلي)، مدعومة بقوة التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في إطار محاربة انتفاضة القدس، حيث استشهد خلال الأسبوع الماضي ثلاثة شبان وأصيب العشرات بجروح، جراء الاقتحامات الليلية للاحتلال لمدن الضفة، الأمر الذي قابله ارتفاع ملحوظ في زخم عمليات المقاومة والمواجهات بين الشبان والاحتلال.

وعلى إثر تلك الانتهاكات المتواصلة ضد أهالي الضفة، عاد مسلسل تنفيذ العمليات مجددًا، حيث اقتحم شاب فلسطيني مساء الجمعة مستوطنة "أفرات" بتجمع مستوطنات "غوش عصيون" جنوبي بيت لحم وأصاب مستوطنا (إسرائيليا) بجراح متوسطة وتمكن من الانسحاب من المكان، فيما وقعت 4 عمليات إطلاق نار وطعن أخرى أسفرت عن إصابة 6 (إسرائيليين).

وعلى ضوء العمليات الأخيرة، أفادت تقديرات (إسرائيلية) بوجود مخاوف لدى جهاز الشاباك من عودة تنفيذ العمليات الفدائية بأشكالها المختلفة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال مجددًا بعد أن هدأت الأوضاع خلال الفترة الماضية. ولاحظ جهاز الشاباك مؤشرات على توجه الفلسطينيين لتشكيل خلايا مسلحة في الضفة، حيث تبدي قيادة جيش الاحتلال مخاوفها من إمكانية انتقال المقاومين إلى تنفيذ الهجمات المسلحة على نطاق واسع، حسب صحيفة "هآرتس" العبرية.

عودة العمليات واشتداد المواجهات مع الجيش (الإسرائيلي)، يدلل على عجز أمام الشعب الفلسطيني، حيث إن إجراءات الاحتلال الأخيرة لن تمنعه من التصدي لانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه.

هدوء الضفة حذر

وبحسب المختص في الشأن (الإسرائيلي) محمود مرداوي، فإن الضفة الغربية سرعان ما تثور في وجه جيش الاحتلال، و"سترتفع العمليات ضد جيش الاحتلال قريباً"، وفق قوله.

وقال مرداوي في حديث لـ"الرسالة"، "في ظل تنامي العمليات ضد الاحتلال فإن القيادة الإسرائيلية تقف الآن عاجزة عن إنهاء انتفاضة القدس ووأدها"، مضيفًا:" سياسة الاعدامات الميدانية والحصار لن تقف سدًا في وجه الشبان في الضفة وتمنعهم من تنفيذ العمليات".

وأوضح أن تطور العمليات في الضفة يؤكد أن كل إجراءات الاحتلال ومستوطنيه لا تستطيع وأد الانتفاضة، وتابع: "إن هدأ مسلسل تنفيذ العمليات في الضفة، فهذا هدوء استراحة وإعداد". وأكد مرداوي أن الفلسطينيين سيبحثون عن طرق ووسائل أكثر إيلامًا لمعاقبة الاحتلال، ما يعني أن كل الخيارات ستكون مفتوحة في المواجهة مع الاحتلال، لوقف انتهاكات المستوطنين.

واعتبر أن سياسة القبضة الأمنية التي تنتهجها (إسرائيل) بالتنسيق مع السلطة، لوأد الانتفاضة وإحكام السيطرة على الضفة ومنع تنفيذ العمليات ضد الاحتلال ستفشل. ورأى المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن انتفاضة القدس ستنفجر مجدداً خلال المرحلة المقبلة في وجه الاحتلال وخاصة في ظل انتهاكاته المستمرة ضد الفلسطينيين.

فشل الاحتلال

أما المختص في الشأن (الاسرائيلي) خالد العمايرة، فاعتبر أن عودة العمليات مجدداً في الضفة، "أمر طبيعي في إطار تطوير أساليب المواجهة مع الاحتلال، خاصة في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين".

وقال العمايرة في حديث لـ"الرسالة": "صمود الفلسطينيين وإصرارهم على تنفيذ العمليات يفقد الاحتلال صوابه، حيث فشلت الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع الانتفاضة"، ومضى يقول: "القرارات التي اتخذها مجلس وزراء الاحتلال المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) مؤخرًا في محاولة لوقف انتفاضة القدس، لن تقود حكومة نتنياهو إلى السيطرة على هذه الانتفاضة التي يشكل استمرارها تهديدا حقيقيا لوجود (إسرائيل)".

وأكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) أن قادة الاحتلال باتوا يدركون جيداً أن كافة الخطوات الأمنية والقمعية التي اتخذوها مسبقاً في المدن الفلسطينية "لم تفلح ولم تجلب أي نتائج إيجابية في وأد الانتفاضة".

ولا يزال الاحتلال يعتقد أن قراراته بفرض الحصار على المدن الفلسطينية، والمصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، وسحب تصاريح أقرباء منفذي العمليات، وحظر دخول الفلسطينيين الكثير من المناطق (الإسرائيلية)، ستساعده في وأد الانتفاضة، لكن الشعب الفلسطيني يفشل حساباته كل مرة.

البث المباشر