قائد الطوفان قائد الطوفان

ما أسباب تراجع المهاجرين اليهود إلى (إسرائيل)؟!

الرسالة نت-محمد جاسر

اتفق مختصان في الشأن (الإسرائيلي) بأن السبب الرئيسي في تراجع أعداد المهاجرين اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للمرة الأولى منذ عام 2012م، انتفاضة القدس أو "السكاكين".

وأوضح المختصان خلال حديثهما لـ"الرسالة"، أن (إسرائيل) فقدت الأمن الذي كانت تتباهى به أمام المحافل الدولية، وبالإضافة إلى ارتفاع السلع الاستهلاكية داخل المجتمعات (الإسرائيلي) من تلك الأسباب التي أدت إلى انخفاض في نسبة، وفي بعض الأحيان تلاحظ هجرة عكسية.

وكانت جريدة "هآرتس" العبرية، قد ذكرت أن 27 ألف مهاجر وصلوا الى (إسرائيل) في عام 2016، وذلك بفارق 4 آلاف مهاجر عن عدد العام الماضي (2015)، البالغ 31 ألف مهاجر.

وقال د. عمر جعارة المختص في الشأن الإسرائيلي إن (إسرائيل) فقدت العامل الرئيسي لجذب اليهود إلى الأراضي المحتلة وهو عامل الأمن، مرجعًا سبب ذلك إلى "أن الاحتلال خاض خلال الـ50 العام الأخيرة أكثر من 15 حربًا بمعنى كل 4 سنوات حرب".

صعوبة الاندماج

وأوضح جعارة خلال حديثه لـ"الرسالة"، بأن هناك تناقضا كبيرا عندما تتحدث (إسرائيل) عن الأمن وتخوض الحرب في الوقت ذاته، تجد هناك تناقض مع العقل، بالإضافة إلى عدم اندماج المهاجرين الجدد في المجتمع الإسرائيلي.

وبين أن هناك عدة أسباب أدت إلى تراجع نسبة المهاجرين من بينها "ارتفاع السلع الاستهلاكية، واسعار الشقق السكنية"، مشيرًا إلى أن الإعلام العبري يقارن بين الفينة والأخرى السلع الاستهلاكية داخل وخارج دولة الاحتلال.

وتابع "قارن الإعلام الإسرائيلي خلال الأيام الماضية بسلع استهلاكية مثل "الشوكو"، حيث سعره داخل الاحتلال يقدر بـ4 شواكل، بينما في ألمانيا يقدر سعره بـ1 شيكل واحد فقط، وكما قارن أسعار الشقق السكنية فوجدها أضعافا".

ونوه إلى أن الإعلام العبري صدم جراء الهجرة العكسية وخاصة من فئة الشباب، وتحديدًا إلى ألمانيا "المكان الذي تعرض فيه اليهود إلى المحرقة إبان الحرب العالمية الثانية"، مضيفًا "عقدت القناة العاشرة الإسرائيلية لقاءات مع شباب يهود في ألمانيا، حيث ذكروا بأن انعدام الأمن وارتفاع كافة السلع الاستهلاكية أدى لهجرتهم إلى برلين، ولا يفكرون بالعودة بتاتًا".

وأشار إلى أن الفئة التي تهاجر من الدول الغربية إلى (إسرائيل) هم كبار السن، "حسب اعتقادهم شراء قبر لهم في أرض الميعاد فقط"، مبينًا أن عام 2016 شهد ارتفاع نسبة الانتحار في صفوف المجتمع الإسرائيلي إلى 500 حالة وكانت آخرها امرأة إسرائيلية قتلت ابنتيها ومن ثم انتحرت، وهناك استنزاف كبير في القوى البشرية في دولة الاحتلال".

واستعرضت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أعداد المهاجرين، في السنوات السابقة، حيث بلغت في العام 2013 نحو 19ألف مهاجر، في حين ارتفع العدد خلال 2014 إلى نحو 27 ألف مهاجر، ثم 31 ألف في 2015م، بينما طرأ التراجع هذا العام فقط.

غياب الأمن

بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر إن "غياب الاستقرار الأمني أثر كثيرًا على عدد المهاجرين إلى دولة الاحتلال، حيث أن الحالة الأمنية بالداخل المحتل غير مستقرة".

وأوضح أبو عامر خلال حديثه لـ"الرسالة"، أن انتفاضة القدس أحد العوامل التي أدت إلى عزوف اليهود عن الهجرة إلى دولة الاحتلال، بالإضافة إلى وجود (إسرائيل) على ذيل القائمة بالنسبة للدول الأكثر تطورًا في العالم.

وأشار إلى أن الجاليات اليهودية في الدول الأوروبية والغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية "يحظون بميزات تختلف عن جميع الجاليات الأخرى في الدولة، لذلك تجد اليهود يتخلون عن فكرة الهجرة إلى الاحتلال".

ونوه إلى أن الاحتلال فقد عوامل جذب الشباب اليهود المتواجدين في الدول الغربية، بالإضافة إلى ارتفاع النزعة القومية والدينية داخل المجتمعات اليهودية، لذلك يلجأ الشباب اليهودي للانتحار.

وتعتمد (إسرائيل) على المهاجرين اليهود في تغيير الطبيعة الديمغرافية لفلسطين المحتلة، وتلجأ كثيرًا لمنظمات صهيونية تنشط في الخارج بتنظيم حملات دعائية كبيرة في أوساط الجاليات اليهودية في دول العالم، لحثهم على الهجرة والاستيطان في فلسطين عبر تقديم حوافز مالية ومادية ضخمة لهم، من اجل المحافظة على الميزان الديمغرافي لصالحها.

البث المباشر